بحث جديد جرى في الشهر السابق ضمن جامعتي هارفارد وييل أدى إلى موجة من الأخبار التي تقول أنَّ العلماء كانوا يقترحون (تعتيم الشمس) بطريقة «مبتكرة ولكنها غير آمنة لمعالجة تغير المناخ».

لكن الأمر لم يكن كذلك.

فقد أوضحت بعض المصادر الأخرى أن الورقة العلمية هي في الواقع تحليل لمعرفة ما إذا كان إجراء تجارب الهندسة الجيولوجية الشمسية ممكنًا من الناحية التقنية والاقتصادية فقط.

وقد تقدمَ علماء جامعة هارفارد إلى الأمام بخطة رائدة لاختبار تأثيرات الهندسة الجيولوجية الشمسية في السماء فوقنا، ويمكن أن تبدأ تجربتهم التي تكلف 3 ملايين دولار أمريكي في بداية العام المقبل.

سمّيَ المشروع تجربة التحكم بالتشويش في طبقة الستراتوسفير (SCoPEx) وهي جزء من برنامج أبحاث الهندسة الجيولوجية الشمسية في جامعة هارفارد.

تعتمد معظم الدراسات التي تبحث في آثار رش المواد الكيميائية في الغلاف الجوي لتبريد الكوكب على محاكاة حاسوبية لاختبار فرضياتها، لكن تجربة SCoPEx ستقوم بإجراء اختبارها في العالم الحقيقي.

لتنفيذ التجربة سيطير منطاد لارتفاع عالٍ حتى طبقة الستراتوسفير (على ارتفاع نحو 20 كيلومترًا) ويطلق كمية من كربونات الكالسيوم.

وبمجرد إطلاق الحمولة الكيميائية ستنتشر على شكل كتلة هوائية غير مستقرة يبلغ طول ارتفاعها نحو كيلومتر واحد وقطرها 100 متر. ثم سيطير البالون صعودًا ونزولًا عبر هذه السحابة مرارًا وتكرارًا لمدة 24 ساعة من أجل تحليل سلوك الجزيئات في السماء.

إن سبب إجراء التجربة هو رؤية ما إذا كانت الجسيمات العاكسة لأشعة الشمس في الغلاف الجوي يمكن أن تبرد سطح الكوكب من خلال خلق تأثير مماثل لتأثير انفجار بركان، مثل آثار التبريد العالمية التي نتجت عن انفجار بركان جبل بيناتوبو في عام 1991.

لكن الهندسة الجيولوجية الشمسية لا تخلو من الأضرار.

وتشير بعض الدراسات إلى أن رش كميات كبيرة من الجسيمات العاكسة لأشعة الشمس في الغلاف الجوي قد يؤدي لعواقب وخيمة ومشكلات غير مقصودة لبعض المحاصيل أو حالات الطقس أو طبقة الأوزون.

تعد طبقة الأوزون على وجه الخصوص أحد الأسباب وراء استخدام الفريق العلمي لكربونات الكالسيوم لأن أبحاثهم السابقة قد أشارت إلى أن كربونات الكالسيوم هي الأكثر أمانًا تبعًا لشروط الستراتوسفير الكيميائية.

ومع ذلك لا يزال يوجد الكثير مما نجهله حول ما يمكن أن تسببه الهندسة الجيولوجية الشمسية، ما يدفعنا لإجراء تجارب على نطاق صغير مثل التجربة الحالية، والتي ستطلق فقط نفس كمية الجسيمات التي تطلقها الطائرات التجارية خلال دقيقة واحدة.

قال فرانك كوتش الكيميائي المتخصص في الغلاف الجوي: «لم نفهم كل هذه الآثار الجانبية بشكل كامل بعد».

وحتى إذا أثبتت التجارب فعالية الهندسة الجيولوجية الشمسية وأنها أمر قابل للتنفيذ على نطاق أوسع فهي ليست الرصاصة القاتلة للاحتباس الحراري.

ويجب أن يكون خفض المستويات الحالية لانبعاثات الكربون بشكل كبير الإجراء الأول لتغيير المناخ، لأنها السبب الأساسي لمشاكلنا في ارتفاع الحرارة ولن تتمكن الهندسة الجيولوجية الشمسية من حل المشاكل الأخرى ذات الصلة بالاحتباس الحراري مثل زيادة حموضة المحيطات.

وقال الفيزيائي التطبيقي ديفيد كيث (أحد أعضاء الفريق) في عام 2016: «إعادة هيكلة هندسة الطاقة الشمسية هي أمر مُكمّل، وفي النهاية لا زال يجب علينا خفض الانبعاثات».


  • ترجمة: حبيب بدران
  • تدقيق: مرح منصور
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر