الاحتياطات المتبعة في تحضير الطعام والنظافة هي أفضل الطرق للدفاع ضد عدوى السالمونيلا.

تُقدم ملايين الوجبات في جميع أنحاء العالم كل عام وقد تحتوي نوعًا من أنواع السالمونيلا، وهي بكتيريا ضارة قد تؤدي إلى أعراض غير مرغوب بها (وأحيانًا مميتة) ناجمة عن التسمم الغذائي.

يمكن تجنب هذا المرض وآلام المعدة الناجمة عنه باتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة.

فرانك إسبر اختصاصي الأمراض المعدية، وحاصل على الدكتوراه في الطب، أضاف عدة نصائح حول رفع مستوى أمان الأنظمة الغذائية.

ما السالمونيلا؟

السالمونيلا هي نوع من أنواع البكتيريا التي يمكنها العيش والتكاثر داخل الجهاز الهضمي للبشر والحيوانات. تخرج هذه البكتيريا عبر البراز، وهذا ما يفسر سبب إزعاج و آلام البطن.

الغذاء هو المصدر الرئيسي للإصابة بالسالمونيلا، وقد تنتقل عبر الآتي:

  •  تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيدًا الملوثة ببراز الحيوانات. ويمكن أن تكون المتاجر بمثابة مصدر للعدوى. قد تكون السالمونيلا موجودة على لحم البقر أو لحم الخنزير أو الدجاج أو المأكولات البحرية. وربطت الإصابات أيضًا بالحليب والبيض والفواكه والخضروات.
  •  تناول الطعام المحضر على أسطح ملوثة. والسبب الأكثر شيوعًا هنا هو اللحوم النيئة إذ توجد السالمونيلا على لوح التقطيع أو الأسطح المعدة لتحضير الطعام.
  •  تناول الطعام الملوث بالبراز البشري. إذا لم يغسل الأشخاص أيديهم قبل إعداد أو تناول الطعام، فقد تكون النتيجة هي الإصابة بالسالمونيلا.

يقول الدكتور إسبر إن تناول طعام ملوث بالسالمونيلا قد يسبب تقلصات في المعدة وإسهالًا شديدًا وقيئًا يستمر من أربعة إلى سبعة أيام. يُنقل ما يقدر بنحو 26500 شخص سنويًا إلى المستشفى بسبب الإصابة بالسالمونيلا. وفي بعض الحالات الشديدة، يمكن أن تدخل السالمونيلا إلى مجرى الدم وتتلف الأعضاء وتسبب الموت.

هل يمكن تجنب الإصابة بالسالمونيلا؟

يكون خطر الإصابة بالسالمونيلا قليلًا إذا اتخذت الاحتياطات اللازمة أثناء تحضير الطعام وتخزينه بالشكل الصحيح.

توصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بهذه الاحتياطات، مقسمة إلى أربع خطوات.

  •  النظافة، غسل اليدين لمدة 20 ثانية قبل تناول الوجبة وتحضيرها وبعد تناولها، غسل الأواني وألواح التقطيع بالماء الساخن والصابون بعد تحضير كل عنصر غذائي. غسل الفواكه والخضروات الطازجة بالماء الجاري.
  •  الحذر من التلوث المتبادل وانتشار البكتيريا من اللحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية والبيض إلى الأطعمة الأخرى. الأفضل أن يحتفظ بها منفصلة عن الأطعمة الجاهزة للأكل.
  •  طهو الطعام وفقًا لدرجة الحرارة الصحيحة. تموت الجراثيم داخل الطعام في أثناء عملية الطهو إذا ارتفعت درجات الحرارة الداخلية لدرجة كافية وهي 63 درجة مئوية للقطعة الكاملة من لحم البقر ولحم العجل ولحم الضأن ولحم الخنزير؛ 71 درجة مئوية للحوم المفرومة؛ و74 درجة مئوية للدواجن.
  •  التبريد. التأكد من أن درجة حرارة الثلاجة أقل من 4 درجات مئوية. تبريد الأطعمة القابلة للتلف خلال فترة لا تتجاوز الساعتين وساعة واحدة إذا تعرضت لظروف دافئة مثل الذهاب لنزهة صيفية أو الجلوس في سيارة معرضة للشمس.

أيضًا، يجب على المصابين بالسالمونيلا عدم تحضير الطعام أو صب الماء للآخرين حتى تتلاشى أعراضهم وإجراء اختبار متابعة ظهور نتيجة سلبية.

من المهم تذكر أن التلوث قد يحدث في أي مرحلة من مراحل إعداد الطعام أو تناوله، ومن مزرعة إلى أخرى. ولا يمكن معرفة متى يتلوث شيء ما بالضبط لأن السالمونيلا لا تؤثر على مذاق الطعام أو رائحته أو مظهره.

وفقًا للدكتور إسبر: «لهذا السبب من المهم دائمًا الالتزام بالممارسة الآمنة وأخذ الاحتياطات في أثناء إعداد الطعام».

التلامس مع الحيوانات الأليفة:

بالرغم من أن الطعام هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بعدوى السالمونيلا، يمكن انتقال البكتيريا بواسطة لمس الحيوانات، وأن السلاحف والثعابين والسحالي والطيور الصغيرة تحمل بكتيريا السالمونيلا. في أوائل عام 2022، أبلغ مركز السيطرة على الأمراض عن تفشي بكتيريا السالمونيلا المرتبط بالسحالي.

للحفاظ على السلامة، يجب غسل اليدين دائمًا بعد لمس الحيوانات الأليفة أو الحيوانات الأخرى. تنطبق نفس النصيحة عند التعامل مع الألعاب أو الفراش الذي تلامسه الحيوانات. من الأفضل عدم الاقتراب كثيرًا من الحيوانات أيضًا.

تفشي السالمونيلا:

إذا أصيب شخصان أو أكثر باضطرابات في المعدة ناجمة عن بكتيريا السالمونيلا والمرتبطة بالطعام أو الشراب أو الحيوانات الملوثة، تصنف على أنها فاشية.

في السنوات الأخيرة، رُبط تفشي المرض بمنتجات غذائية منها السلامي والبصل والديك الرومي. ويربط تفشي المرض الحيواني المنشأ بالدواجن التي تُربى في فناء المنازل والقنافذ الأليفة والطيور المغردة البرية.

تجب متابعة الإعلانات المتعلقة بتفشي بكتيريا السالمونيلا، التي يبلغ عنها عادةً على نطاق واسع، للتأكد من عدم وجود منتجات ملوثة. إذ يؤدي تفشي السالمونيلا أحيانًا إلى سحب أغذيةٍ من الأسواق.

هل الأعراض ناجمة عن بكتيريا السالمونيلا أم أنفلونزا المعدة؟

أعراض الإصابة غالبًا تكون غير واضحة وخاصةً عندما يعاني شخص ما تسمم السالمونيلا، بسبب تشابه الأعراض الشائعة وهي القيء والإسهال والحمى والقشعريرة.

ما هو الفرق الأساسي؟ يقول الدكتور إسبر: «يميل المصابون بالسالمونيلا لظهور أعراض أشد لديهم».

قد يكون الدليل على الإصابة ظهور دم ومخاط مرئيين في البراز عند الإصابة بالسالمونيلا. وفي الوقت نفسه، غالبًا ما تؤدي أنفلونزا المعدة إلى حدوث مزيد من الإسهال المائي.

يقول الدكتور إسبر إنه في معظم الحالات، لا يحتاج الأمر في الواقع إلى استخدام مضادات حيوية لمعالجة السالمونيلا. ولكن إذا كان العمر أقل من 5 سنوات (خاصة الأطفال دون سن 3 أشهر)، أو الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أو يعانون ضعفًا في جهاز المناعة، فقد يكون خطر التسمم بالسالمونيلا وظهور المضاعفات أخطر. يمكن أن يصبح الجفاف أيضًا مشكلة إذا لم يتمكن المحافظة على السوائل.

وفقًا للدكتور إسبر: «يُوصى بالتأكّد في حال الشك بالإصابة بتسمم ناجم عن السالمونيلا بالتحدث إلى الطبيب، حتى لو لم يكن هناك حاجة إلى رؤيته».

على الأرجح، يحتاج الأمر فقط إلى أخذ قسط من الراحة وتناول الكثير من السوائل لترطيب الجسم واتباع النصائح.

اقرأ أيضًا:

السالمونيلا في البطيخ يصيب العشرات والموضوع مرشح لتفشٍ خطير

السالمونيلا من مسبب للحمى الى قاتل للاورام الدماغية

ترجمة: سارة دامر

تدقيق: يوسف صلاح صابوني

المصدر