تقشر العين حالة طبية تحدث عندما تجف إفرازات عينية على الأجفان أو الرموش أو زوايا العين، ما يعطي تأثيرًا قشريًا أو التصاقيًا. تحدث الإفرازات في أثناء النوم عمومًا، وقليل منها في زوايا العين أمر طبيعي بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون (AAO)، لكنها قد تكون أحيانًا عرضًا لالتهاب في العين أو جفاف أو رد فعل تحسسي مشيرة لحالة طبية معينة.

تجب استشارة الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض التالية:

  •  تنتج العين كمية كبيرة من الإفرازات.
  •  تنتج العين إفرازات خضراء أو صفراء أو بيضاء.
  •  يصعب فتح العين.
  •  العين لونها أحمر أو منتفخة أو مؤلمة.
  •  العينان حساستان للضوء.
  •  الرؤية ضبابية.

سيتناول هذا المقال أسباب تقشر العين وعلاج هذه الحالة، بالإضافة إلى العلاجات المنزلية وطرق العناية الشخصية، ثم الوقاية وكيفية تجنب حدوث تقشر العين.

أسباب تقشر العين:

تتنوع أسباب هذه الحالة، ومنها:

 النوم:

يشير الناس عادةً للعين التي تحوي كمية قليلة من الإفرازات بمصطلح العين الناعسة، وتنتج العين هذه الإفرازات في أثناء النوم، وهي تلك البقايا الصغيرة التي تشبه الحصاة والمتجمعة في زوايا العين، ولا تشكل مصدر قلق على الإطلاق لأنها جزء من الحواجز الطبيعية لحماية العين.

تنتج العين كمية قليلة من المخاط والزيوت لتبقى رطبة على الدوام، لكن هذه الإفرازات تتجمع في أثناء النوم في زوايا العين بسبب عدم الرمش وإغلاق العين فترة طويلة. تكون هذه الإفرازات قشرية أو لزجة، ثخينة أو رفيعة، بيضاء أو شفافة أو مائلة للأصفر قليلًا.

عادةً لا يحتاج الشخص ذو الكمية القليلة من الإفرازات التي تظهر عند الاستيقاظ إلى استشارة الطبيب، إلا إذا ترافق ذلك مع أعراض أخرى.

 التهاب الملتحمة:

العين الوردية أو التهاب الملتحمة هي سبب شائع أيضًا لتقشر العين، قد تنتج هذه الحالة عن عدوى فيروسية أو بكتيرية.

وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون عادةً ما تتحسن العين بمفردها في التهاب الملتحمة الفيروسي خلال أسبوع أو أسبوعين، في حين يحتاج التهاب الملتحمة البكتيري إلى العلاج بالمضادات الحيوية. ولكن في الحالتين يجب على المصاب بأحدهما أخذ الحيطة بغسل كامل يديه وتجنب لمس عينيه بيديه ﻷن كليهما معدٍ.

تتضمن أعراض التهاب الملتحمة ما يلي:

  •  انتفاخ العينين وانقلاب لونهما إلى الأحمر أو الوردي.
  •  حكةً أو حرقةً في العين.
  •  عيونًا دامعة.
  •  إفرازات سائلة ذات لون أبيض أو أصفر أو أخضر.
  •  تقشرًا على طول الجفن أو الرمش.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن التهابات العين لدى الأطفال الرضّع قد تكون خطيرة، وتجب استشارة الطبيب حال ملاحظة أي من الأعراض السابقة عند حديثي الولادة.

 التهاب الملتحمة التحسسي:

تتشابه أعراض التهاب الملتحمة التحسسي مع التهاب الملتحمة الفيروسي أو البكتيري، لكنه ناتج عن تفاعل تحسس مثل حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة وعث الغبار، فهي من المسببات الشائعة للحساسية.

تتضمن أعراض التهاب الملتحمة التحسسي ما يلي:

  •  حكةً في العينين.
  •  عيونًا دامعة.
  •  إفرازات عينية.
  •  التورم.

وتكون الأعراض في العينين معًا.

يلاحظ المصاب بالحساسية أن عينيه تنتجان الكثير من الإفرازات عندما تكون أعراض التحسس مشتدة، وقد تصبح منطقة العين قشريةً أو لزجةً بعد أن تجف تلك الإفرازات.

تجب استشارة الطبيب عند الشك بالإصابة التحسسية وذلك لتحديد سبب الحساسية. وقد تخفف القطرات المرطبة للعين والأدوية المتاحة دون وصفة طبية من الحكة وجفاف العين.

 جفاف العين:

قد يؤدي ضعف إنتاج كمية كافية من الدمع إلى الإصابة بتقشر العين، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون فإن جفاف العين يؤدي إلى:

  •  لسع أو حرق في العين.
  •  رؤية ضبابية.
  •  شعور خادش أو رملي في العين.
  •  خيوط من المخاط حول العين أو داخلها.
  •  عيون حمراء أو متهيجة.
  •  ألم عند ارتداء العدسات اللاصقة.
  •  كثرة الدمع.

قد تبدو كثرة الدمع عرضًا غريبًا وغير متوقع لجفاف العين، ولكن سببها زيادة تعويض العين عن الجفاف بالمرطبات كالدمع أكثر من المعتاد.

تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب العيون المصابين بجفاف العين أن يفحصوا عيونهم عند طبيب عيون مختص، قد يوصي الطبيب باستخدام قطرات مرطبة للعين أو مرطب للهواء يوضع في المنزل بالإضافة إلى تجنب المهيجات مثل المحفزات البيئية أو دخان السجائر.

 جنجل العين:

تصف الأكاديمية الأمريكية لطب العيون جنجل العين بالتهاب غدة زيتية على حافة الجفن ما قد يسبب تقشر العين، يبدو جنجل العين مشابهًا للبثرة ويسبب احمرارًا وتورمًا وإفرازات في العين.

لعلاج جنجل العين يجب تطبيق كمادات دافئة على العين عدة مرات في اليوم، يساعد ذلك على تجفيف المسام المسدودة، وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب مرهم مضاد حيوي وقطرات عينية أو ستيرويد موضعي لتسريع عملية الشفاء.

قد يجري الطبيب عملًا جراحيًا لتجفيف الجنجل إن لم يستجب لتلك العلاجات السابقة، وقد يؤدي جنجل العين في بعض الحالات النادرة إلى إصابات في أجزاء أخرى من العين إن بقي دون علاج.

 انسداد القناة الدمعية:

يحدث انسداد القناة الدمعية إن أعاق شيء ما نظام التصريف في العين ما يؤدي إلى عدم تصريف الدموع من العين. يسبب ذلك تهيج العينين وتدميعها وقد يؤدي أحيانًا إلى التهاب العين.

حددت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون الأعراض التالية لالتهاب العيون:

  •  إفرازات مخاطية في العين.
  •  تقشر الرموش والجفون.
  •  تورم وطراوة واحمرار في العين.
  •  رؤية ضبابية.
  •  دموع مشوبة بالدم.
  •  حمى.

وتوصي الأكاديمية عند ظهور هذه الأعراض بضرورة الفحص عند طبيب العيون كي يتحقق من الانسداد ويغسل العين بالسوائل.

قد يصف الطبيب مضادات حيوية إن اشتبه أن الانسداد ناتج عن عدوى، وقد يحتاج المريض إلى جراحة لتوسيع القنوات الدمعية إن عاود الانسداد بالظهور.

 انسداد القناة الدمعية لدى الأطفال:

عادةً ما يصاب الأطفال بانسداد القناة الدمعية في سنواتهم الأولى، يحدث ذلك على وجه الخصوص لأن قنواتهم الدمعية أقل تطورًا.

تنتج القنوات الدمعية المسدودة مواد بيضاء أو صفراء لزجة على طول العين، ما يجعل فتح العين صعبًا خاصةً عند الرضع.

قد تلتهب عين الرضيع بسبب القناة الدمعية المسدودة ويحدث تقشر العين وعندها ستحتاج إلى تدخل من الطبيب.

يجب تنظيف كل عين على حدة باستخدام قطنة مبللة ونظيفة، وذلك لمنع انتشار العدوى من عين لأخرى.

تفتح القنوات بنفسها في غضون عدة أشهر بالنسبة لمعظم حديثي الولادة، بإمكان الطبيب أن يروي القناة بنفسه خلال تلك المدة ليساعد على تخفيف الأعراض إن وُجدت، وبوسع الآباء تطبيق تقنيات تدليك للوجه لتشجيع القنوات على الانفتاح والمساعدة على تصريف الدموع.

التهاب الجفن:

التهاب الجفن هو حالة مرضية في العين، من أعراضها:

  •  احمرار.
  • تورم.
  •  حرقة أو ألم في العين.
  •  حبيبات زيتية أو تقشر على طول الأجفان والرموش.

لدى جميع الأشخاص بكتيريا وكائنات دقيقة موجودة على جلدهم، وبحسب جمعية البصريات الأمريكية فإن مرضى التهاب الجفن قد يكون لديهم بكتيريا حول خط رموشهم أكثر من غيرهم، أو قد يملكون رد فعل التهابي غير موجود لدى لآخرين.

في بعض الأحيان، تحدث هذه الحالة بسبب العث غير المرئي المسمى حالّات الجلد القشرية (Demodex folliculorum) مثل قشرة الرأس.

يستطيع المصاب بالتهاب الجفن أن يسيطر على الأعراض بالتنظيف الجيد لعينيه بالإضافة إلى علاج السبب الكامن وراء المرض، إن كانت القشرة على سبيل المثال هي المسببة للالتهاب فإن علاجها سيخفف الأعراض كثيرًا.

 التهابات أخرى:

قد يسبب التهاب القرنية الفطري والتهاب القرنية بالهربس تقشر العين وإفرازات قشرية. وللعديد من التهابات العين أعراض مشابهة، منها:

  •  ألم في العين.
  •  احمرار في العين.
  •  رؤية ضبابية.
  •  تورم.
  •  حساسية للضوء.
  •  إفرازات عينية.

العلاج:

يعتمد علاج تقشر العين على العامل المسبب، يحتاج المصاب إلى زيارة الطبيب لتشخيص السبب المحدد ووصف العلاج الصحيح. ويعالج أغلب الأطباء تقشر العين بأدوية تناسب الحالة الطبية، من هذه الأدوية:

  • المضادات الحيوية الفموية أو الموضعية لعلاج العدوى البكتيرية.
  •  مضادات الفطور لعلاج العدوى الفطرية.
  •  مضادات الفيروسات لعلاج العدوى الفيروسية.
  •  مضادات هيستامين للحالات التحسسية.

يلجأ الطبيب إلى العمل الجراحي إن لم ينجح العلاج الدوائي لدى المصابين بجنجل العين أو بانسداد القناة الدمعية.

العلاجات المنزلية:

يجب أن يلجأ المصاب بأي حالة طبية في العين إلى المساعدة الطبية المختصة لأخذ العلاج المناسب، خاصةً إن كانت هذه الحالة لدى الأطفال. ولكن توجد بعض الطرق للسيطرة على تقشر العين ريثما تتحسن الحالة حسب تعليمات الطبيب.

يساعد تنظيف العين بشكل جيد على تحسن تقشر العين، ولغسل العينين بطريقة صحيحة يُمدد صابون الأطفال (أو أي صابون لطيف على العين) بماء دافئ ويوضع بلطف على طول الرموش، ثم يُفرك بهدوء مدة 15 ثانية ثم يُغسل.

إن كان المريض غير واثق من نوع حالته الطبية العينية أو كان مريضًا بحالة قد تكون مُعدية، عليه غسل يديه لمدة 20 ثانية بعد لمس منطقة العين، ويُمنع مشاركة أدوات التنظيف أو المناشف أو المحارم القطنية إعادة استخدامها إن لامست المنطقة.

لتخفيف أعراض التهاب الملتحمة أو جفاف العين أو جنجل العين، يجب أن يستخدم المريض كمادات دافئة وقطرات الترطيب المتاحة دون وصفة طبية، قد تساعد مسكنات الألم كالأسيتأمينوفين والإيبوبروفين في تخفيف الألم أو التورم لكنها لن تعالج العدوى.

يجب أن يتجنب المصاب بتقشر العين أو أي عدوى عينية استخدام العدسات اللاصقة وأن يستخدم زوجًا جديدًا من العدسات بعد شفائه، ويجب أيضًا تجنب استخدام مساحيق تجميل العيون أو لصق الرموش الاصطناعية حتى شفاء العين تمامًا.

الوقاية:

الطريقة الأساسية لتجنب حدوث تقشر العين هي الحفاظ على نظافة العين، ويُنصح بغسل الأجفان والرموش والحواجب وكامل المنطقة حول العين بصابون أطفال. وعند استخدام العدسات اللاصقة، يجب تنظيف اليدين قبل وضعها على العين وقبل نزعها منها مع التأكيد على أهمية استبدال العدسات بانتظام.

قد يساعد الإقلاع عن التدخين على التقليل من أعراض أمراض العين التي يسببها دخان السجائر، قد يقلل ذلك أيضًا من احتمال حدوث أمراض عينية أخرى. تجنب مولدات الحساسية يحسن من الحكة وتقشر العين عند المصابين بالحساسية.

لتجنب الحالات الطبية في العين لدى الأطفال والرضع يجب اتباع ما يلي:

  •  تنظيف يدي الطفل ووجهه بانتظام.
  •  تدليك وجه الطفل لمنع الدموع من التراكم في القناة الدمعية المسدودة.
  •  استخدام قطرات العين إن وصفها الطبيب.
  •  التأكد من أن البيئة المحيطة بالطفل نظيفة.

الخلاصة:

الإفرازات العينية أمر طبيعي نسبيًا إن كانت قليلة خاصةً بعد الاستيقاظ من النوم، ولكن قد يشير تقشر العين إلى حدوث عدوى أو حساسية، بإمكان الطبيب أن يحدد التشخيص الصحيح ويصف العلاج المناسب.

قد تساعد الأدوية والمنتجات المتاحة دون وصفة طبية (كقطرات العين ومسكنات الألم ومضادات التحسس) على تخفيف الأعراض، لكن العلاج الأفضل يتحدد بعد تشخيص جذر المشكلة.

عيون الأطفال أكثر عرضةً للعدوى ولانسداد القناة الدمعية خاصةً في الأشهر الأولى من حياتهم، يجب تقديم المساعدة الطبية على الفور إن أُصيب الطفل بتقشر العين.

اقرأ أيضًا:

حول العينين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

أفضل 4 فيتامينات للحفاظ على صحة العين

ترجمة: ميس مرقبي

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر