قد تحسن تقنية صوتية حديثة طُوِّرت للفئران في جامعة ميشيغن مصير مرضى السرطان والأمراض العصبية. إذ بإمكان هذه التقنية غير الجراحية تدمير الأورام الكبدية لدى الفئران وقتل الخلايا السرطانية وتحفيز الجهاز المناعي لمنع استمرار انتشار الورم.

بعد تدمير 50% إلى 70% من حجم الورم الكبدي، تمكن الجهاز المناعي لدى الفئران من تدمير الجزء المتبقي، ولم يُلحَظ أي انتشار أو تجدد للورم لدى 80% من الفئران.

تقول جن شو، أستاذة هندسة طبية حيوية في جامعة ميشيغن والكاتبة الرئيسية للدراسة: «حتى إن لم نستهدف الورم بأكمله، فإننا ما زلنا قادرين على حثه على التراجع وتقليل احتمالية انتشاره مستقبلًا».

طوّرت جن شو وزملاؤها تقنية استئصال الأورام بالموجات فوق الصوتية التي تعمل عبر تكوين الفجوات موضعيًا وإتلاف النسيج المستهدف، لتُستخدَم في علاج السرطان والأمراض العصبية والقلبية والوعائية، وقد أظهرت النتائج أيضًا أن تقنية الصوت المستخدمة حفزت الاستجابات المناعية لدى الفئران، ما قد يكون أحد العوامل المساهمة في تراجع الجزء غير المستهدف من الورم عن النمو ومنع استمرار انتشار السرطان.

سُميَت تقنية استئصال الأورام التي استُخدِمت في الدراسة «كاسحة النسيج أو Histotripsy»، وهي تقنية غير جراحية أو مؤينة أو حرارية، وتعمل عبر توجيه الموجات فوق الصوتية إلى النسيج المستهدف وتدميره بطريقة ميكانيكية عالية الدقة. في الوقت الراهن، ما تزال هذه التقنية الحديثة في مرحلة التجارب السريرية على مرضى سرطان الكبد في الولايات المتحدة وأوروبا.

في معظم الحالات الطبية، لا يمكن استهداف الأورام السرطانية بأكملها بطريقة مباشرة في علاجات السرطان لعدة أسباب، مثل حجم الورم أو موقعه أو مرحلته.

في الدراسة الأخيرة، لم يُستهدَف سوى جزء من كل ورم، وأُبقيَت أجزاء سليمة من الأورام، من أجل دراسة تأثيرات تدمير الأورام جزئيًا بالصوت، وبفضل ذلك، تمكن فريق الدراسة أيضًا من إظهار فعالية التقنية في الحالات غير المثلى.

تقول طالبة الدكتوراة في الهندسة الطبية الحيوية تيجاسوي وورليكار: «تُعَد كاسحة النسيج خيارًا واعدًا يمكنه معالجة أوجه قصور وسائل استئصال السرطان المتوفرة حاليًا، وإتاحة استئصال الأورام الكبدية بأمان وفعالية دون جراحة».

«نأمل أن تفضي استنتاجاتنا في هذه الدراسة إلى بحوث سريرية وقبل سريرية تدرس كاسحة النسيج، وتهدف إلى تبني هذه التقنية سريريًا لعلاج مرضى سرطان الكبد في نهاية المطاف».

يُصنَّف سرطان الكبد من ضمن أكثر 10 مسببات سرطانية للموت في العالم، وعلى الرغم من تعدد خياراته العلاجية، فإن مصير مرضى سرطان الكبد يظل سيئًا، فعلى سبيل المثال، لا يتعدى معدل النجاة لخمس سنوات 18% في الولايات المتحدة.

يرجع أحد أسباب الحاجة الطبية لتحسين مصير مرضى سرطان الكبد إلى ارتفاع معدل انتشار الورم وانتشاره بعد العلاج الأولي.

في حين أن التصوير الصوتي التقليدي يستخدم الموجات فوق الصوتية لإنتاج صور لباطن الجسم، ابتكر مهندسو جامعة ميشيغن استخدام تلك الموجات في العلاج، وتعمل التقنية التي طوروها دون إحداث التأثيرات الجانبية التي تسببها العلاجات الحالية مثل الإشعاع والعلاج الكيميائي.

تقول شو: «يولّد محولنا المصمم والمصنوع في جامعة ميشيغن ذبذبات فوق صوتية (أو فقاعات صوتية) عالية السعة يبلغ طولها جزءًا من الثانية، للتركيز على الورم وتدميره بطريقة محددة».

«تستخدم أجهزة الموجات فوق الصوتية التقليدية الذبذبات منخفضة السعة للتصوير».

تولد الذبذبات من محول جامعة ميشيغن فقاعات دقيقة في الأنسجة المستهدفة، تتمدد الفقاعات بسرعة ثم تنهار، ما يسبب توترًا ميكانيكيًا عنيفًا ولكن محصورًا، يؤدي في نهاية الأمر إلى موت الخلايا السرطانية وتدمير بنية الورم.

منذ عام 2001، استُخدمَت تقنية كاسحة النسيج لمحاربة السرطان أول مرة في معمل شو التابع لجامعة ميشيغن، ما أسفر عن بدء التجربة السريرية #HOPE4LIVER المدعومة من شركة هستو سونيكس، فرع من جامعة ميشيغن، وقد توصلت بحوث الفريق الأخيرة إلى نتائج واعدة لتقنية كاسحة النسيج في علاج الدماغ والعلاج المناعي أيضًا.

اقرأ أيضًا:

العلاقة بين الجهاز المناعي والسرطان

هل علاج السرطان أسوأ من السرطان نفسه؟

يمكن الآن تحويل الخلايا الجذعية إلى عظام باستخدام الصوت!

هل يحل الصوت محل منظم ضربات القلب ومضخة الإنسولين؟

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: نور عباس

مراجعة: نغم رابي

المصدر