إنه حزيران، في مترو أنفاق مانهاتن في نيويورك، وفي طريقها إلى مكان عملها، أدركت د. تيريزا أماتو مديرة طب الطوارئ في كوينز أن الكمامة في الصيف ليست مناسبةً بسبب الجو الحار، وقالت: «كان الطقس حارًا وشعرت بالاختناق»، لكن على الرغم من انزعاجها من حرارة الصيف تمسكت بالكمامة وقاومت الرغبة في خلعها، وهذا ما توصي به الجميع لأجل السلامة. أما د. وليد جافيد، مدير السيطرة والوقاية من العدوى في مدينة جبل سيناء في نيويورك فيقول: «تستمر جائحة كوفيد-19 بالانتشار حتى مع حرارة الصيف ورطوبته، فمن المهم جدًا التزام ارتداء الكمامات والمحافظة على إجراءات التباعد الاجتماعي لتجنب انتقال العدوى.

حسب واشنطن بوست، فإن عشر ولايات أمريكية على الأقل وصلت أرقامًا قياسيةً في أعداد مصابي الجائحة قبل أيام قليلة، بسبب عودة النشاط، لكن مسؤولي الصحة العامة صرّحوا بأن عودة النشاط ممكنةٌ بشرط أن يرتدي العامّة كماماتهم.

تابعت د. تيريزا أماتو قائلة: تشير الأدلة إلى أن التزام الكمامات من قبل العامّة قد يقلل احتمالات انتقال عدوى الجائحة إذا ارتدى كل شخص واحدةً.

يزيد حر الصيف من عناء ارتدائها، لكن ارتداءها ضروري، خصوصًا إذا كان المرء قرب الآخرين أو يقطن مكانًا مغلقًا، وتقول أيضًا: «حتى وإن بدا الأمر غير مريح قليلًا، فإنني أرى المنافع تفوق الشعور بعدم الراحة الناتجة عن الحرارة في أثناء ارتدائها».

حر الصيف والكمامات ليسا ثنائيًا مثاليًا، إليك نصائح الخبراء - الكمامة في الصيف ليست مناسبةً بسبب الجو الحار - إجراءات التباعد الاجتماعي لتجنب انتقال العدوى

يعَد تكميم الفم والأنف أمرًا مهمًا، لكن بعض الناس ينزعجون لدرجة لا تطاق، فيسألون عن كمامات أخف وزنًا تسمح لهم بالتنفس بسلاسة.

بإمكان هؤلاء الأشخاص أن يكتفوا بالكمامات الجراحية، ويمكنهم شراء صندوق مليء بها، فهي متوفرة في البقالات في ظل انتشار كوفيد-19، وفي هذا السياق، تعقّب د. تيريزا قائلةً: «قد تسبب الكمامة الجراحية القدر الأدنى من الإزعاج».

على الجانب الآخر، يعَد التعرّق مشكلة أخرى تلوح في الأفق، فإذا صارت الكمامة مبلولة بالعرق، تضاءلت إمكانية صدّها للفيروسات، يقول د. جواد «إذا تبللت الكمامة بالعرق أو بأي سائل آخر، لزم استبدال أخرى بها»، فمن الضروري إبقاء كمامة احتياطية في متناول اليد، تقول د. تيريزا: «في العالم المثالي يمكنك الحفاظ على عدد من الكمامات النظيفة في جعبتك لكن هذا العالم المثالي غير موجود دائمًا».

أما الأفراد الذين يجاهدون لأجل التنفس فيمكنهم أخذ استراحة، تقول د. تيريزا: «يمكنك أخذ استراحة قليلة -إن كان ذلك ممكنًا- لتسهيل التنفس. ابتعد عن الناس وأبعد الكمامة عن وجهك قليلًا، واسترح».

من الضروري أن يروي المرء نفسه بالماء ولا يشعر بالجفاف، فقد يكون الصداع أو تسارع دقات القلب علامةً على الإعياء من الحرارة، ففي هذه الحالة، أبعد نفسك عن الحرارة وارفع الكمامة واطلب الرعاية الطبية.

الخبر الجيد أنه يمكنك رفع الكمامة وأنت تستمتع بالمسبح أو الشاطئ أو الحديقة، بشرط المحافظة على التباعد الاجتماعي، تقول د. تيريزا: «قد تشعر بالتحسن بفضل الخروج والاستمتاع بالهواء النقي، فإن كنت قادرًا على المحافظة على التباعد الاجتماعي والبقاء بعيدًا عن الآخرين نقول لك بارتياح حينها: يمكنك خلع الكمامة».

ينطبق الأمر أيضًا على ممارسة التمارين -كالركض أو ركوب الدراجات الهوائية- في الخارج. فما دمت محافظًا على المسافة بينك وبين الآخرين (مسافة مترين على الأقل) لن تحتاج حينها إلى ارتداء الكمامة.

اقرأ أيضًا:

هل يجب أن أرتدي كمامة عند الخروج إلى الأماكن العامة؟

هل يمكن أن تكون مميعات الدم علاجًا منقذًا من الوفاة بسبب كورونا؟

ترجمة: منتظر صلاح

تدقيق: عون حدّاد

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر