وُلد تشارلز ديكنز في عام 1812 لوالدين من الطبقة الوسطى في مدينة بورتسموث الإنجليزية، ودخل ديكنز سوق العمل في سن مبكرة مثل بعض شخصيات رواياته.

عندما سُجِنَ والده في سجن المدينين، ساعد تشارلز الصبي ذو الـ 12 عامًا في دعم عائلته بعمله في لصق الملصقات على زجاجات تلميع الأحذية في أحد المصانع، ولاحقًا في حياته حصل على وظيفة في شركة محاماة ثم عمل صحفيًا يغطي جلسات مجلس العموم.

كان لدى ديكنز عشرة أطفال من زوجته كاثرين التي هي ابنة زميله السابق في صحيفة مورنينغ كرونيكل، وتوفي أحد أولاده في سن الطفولة، وأطلق أسماءً غريبة على بعض أبنائه مثل ألفريد دورساي تينيسون ديكنز وهنري فيلدينج ديكنز تيمنًا بكتَّابه المفضلين.

كان تشارلز ديكنز مولعًا بكل ما يتعلق بالأمور الخارقة للطبيعة، ويُزعم أنه كان عضوًا في نادي الأشباح الشهير في لندن، وهو منظمة تقوم بالتحقيق في “الأشباح والأمور المرعبة” حتى يومنا هذا.

بدأ شغفه بالظواهر الغريبة منذ مراهقته إذ قضى وقتًا طويلًا يقرأ قصصًا عن الأشباح والجرائم وآكلي البشر، كما أشاد ديكنز بفوائد التنويم المغناطيسي الذي استخدمه لعلاج صداع زوجته ومارسه بانتظام أمام الجمهور رغم رفضه أن يضع نفسه في حالة تنويم.

نجح الكاتب الدانمركي هانس كريستيان أندرسن في الحصول على فرصة للتعرف على أديبه المفضل تشارلز ديكنز في أثناء زيارته لإنجلترا للمرة الأولى في العام 1847، ثم أصبح الرجلان صديقين وبدآ في المراسلة.

وصل أندرسن إلى منزل ديكنز في ريف جادز هيل بلايس بعد عقد من الزمن لزيارة استمرت أسبوعين وبقى كاتب الحكايات الخرافية هناك لأكثر من شهر، ما أثر سلبًا على مزاج أسرة ديكنز بحسب ما يقال، وعندما رحل أندرسن أخيرًا كتب ديكنز ملاحظة على مرآة غرفة الضيوف: «نام هانس أندرسن في هذه الغرفة لمدة خمسة أسابيع وبدت للعائلة وكأنها دهور!».

أما أندرسن فقد استمتع بوقته في كينت ولم يلاحظ غالبًا انزعاج مضيفيه.

يُعتقد أن تشارلز ديكنز عانى نوبات صرع في طفولته وربما طوال حياته. عدة شخصيات من رواياته، بما في ذلك “مونكس” في “أوليفر تويست” و “جاستر” في “بليك هاوس”و “برادلي هيدستون” في “صديقنا المشترك” عانت نوبات تشبه نوبات الصرع، ولاحظ أطباء حديثون أن ديكنز وصف الصرع بدقة طبية عالية.

كان تشارلز ديكنز وعشيقته الممثلة إيلين تيرنان في طريق عودتهما من فرنسا في 9 يونيو 1865 عندما اصطدم القطار بخط مكسور وخرج عن القضبان، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة عدة آخرين.

لم يصب ديكنز بأذى بل هبّ بسرعة لمساعدة المصابين. ثم عاد إلى القطار وخاطر بحياته لاستعادة مخطوطة روايته «صديقنا المشترك»، وبعد هذه الواقعة بأربعة أيام، روى ديكنز التجربة لأحد أصدقائه القدامى قائلًا: «أشعر ببعض الاهتزاز، ليس بسبب اصطدام وسحب العربة التي كنت فيها ولكن بسبب العمل الشاق بعد ذلك في إخراج المصابين والموتى، كان الأمر مرعبًا».

قبل أن يصبح أشهر روائي إنجليزي في عصره، فكر تشارلز ديكنز في مسيرة على خشبة المسرح، وأثبت أنه فنانٌ موهوبٌ بالفطرة إذ قلد شخصيات رواياته أمام المرآة قبل أن يسجلها بقلمه، وبين الحين والآخر كان يقدّم أدوارًا في عروض الهواة، وكتب عددًا قليلًا من المسرحيات. وفي وقت لاحق من حياته بدأ ديكنز في جولة قراءة عامة، فقد أدّى مقاطع مشهورة من رواياته في مسارح مزدحمة على جانبي المحيط الأطلسي وأبقى على جدول رحلات حتى عام واحد قبل وفاته في 9 يونيو 1870.

اقرأ أيضًا:

إرنست هيمنجواي: سيرة شخصية

ألكسندر دوما: سيرة شخصية

ترجمة: صفا روضان

تدقيق: حُسام الدِّين طَلعَت

المصدر