استطاع جراحون إعادة الرؤية الواضحة لشاب هندي يبلغ من العمر 25 عامًا، ذلك بعد إزاله دودة حية طويلة نسبيًا استطاعت الوصول لعمق عينه اليسرى.

استطاع علماء المناعة التعرّف على الدودة الضامرة بعد ذلك على أنها نوع من الكائنات الطفيلية تعرف باسم (Loa loa)، تنتقل للإنسان عن طريق عضات بعوض من نوع (mangrove flies)، والتي تحمل يرقات الدود التي تُحدث عدوى تسمى بداء اللوائيات (loiasis).

لكن الغريب في الأمر أن تلك البعوضة تتواجد بشكل أكبر في المناطق الاستوائية والغابات المطيرة في غرب ووسط إفريقيا بالمقارنة مع الهند.

«ربما ساهمت وظيفة الشاب كبائع فاكهه في ارتفاع خطر إصابته بالعدوى، حيث من المرجّح أن تحمل ذبابة الفاكهة الطفيل، كما أن تاريخ الإصابة بالعدوى يرجع لموسم الأمطار في أغسطس 2014، وهي فترة تتكاثر فيها البعوضة الحاملة للطفيل»، هذا ما صرّح به الطبيب باجابت ناياك (Bhagabat Nayak) طبيب وجرّاح العيون بمركز Dr. R.P. Centre for Ophthalmic Sciences في مدينة نيودلهي بالهند.

والذي ساهم في كتابة تقرير الحالة الذي تمّ نشره في (the journal BMJ Case Reports) في الثامن من يناير الحالي.

حين ذهب المريض لاستشارة الطبيب؛ كان يعاني من احمرار العين مع شعور بالألم ورؤية ما يُسمّى بالعوامات (floaters)، وهي بقع صغيرة أو سحب تتحرّك في مجال الرؤية، كما بدأت كفاءة الرؤية تقلّ على مدار أسبوعين، مع شعور بشيء متحرّك داخل العين.

أظهر الفحص السريري وتقرير الحالة أن المخلوق عبارة عن دودة طويلة نسبيًا، تتحرّك بطريقة عشوائية وبلا هوادة داخل غلاف الجسم الزجاجي، والذي يقع وراء العدسات وأمام الشبكية.

وتعدّ تلك هي الحالة الأولى التي تُسجّل للإصابة بعدوى اللوائيات في هذا الجزء من العين.

يعتقد الأطباء أن الدودة انتقلت لتجويف الجسم الزجاجي وهي لا تزال في مرحلة اليرقة، إما عن طريق الأوعية الدموية الموجودة في العين، أو أنّها قد حفرت طريقها خلال طبقات أنسجه كرة العين، ثمّ بعد ذلك باشرت بالنمو داخل تجويف العين.

أضاف الأطباء أيضًا أنّه عندما تصبح هذه الدودة متطلفةً على عائل؛ فإنها قد تنتقل لمناطق أخرى من الجسم لتؤثر على الأنسجة تحت الجلد أو مناطق تحت جلد الأطراف.

في حالة هذا الشاب، قرّر الأطباء إزاله الدودة بطريقة جراحية أفضل من استخدام العقاقيرالتي قد تقتل الدودة داخل العين.

ذلك لأن العقاقير قد تسبّب أضرارًا سامة لأنسجة شبكية العين.

والشبكية هي المنطقه المسؤولة عن الرؤية المركزية، وأيّ ضرر بها قد يؤدي إلى فقدان البصر.

لا يذكر أيّ من الأطباء رؤية مثل هذا النوع من ديدان العين قبل هذه الحالة، بالرغم من رؤيتهم لأنواع أخرى من ديدان الأعين، لكن عمومًا فإن ظاهرة دود الأعين غير شائعة في الهند.