سرطان الشفاه هو أحد أنواع سرطان الفم، الذي يتطور في الخلايا الحرشفية المُبطنة لبعض هياكل الفم والوجه، مثل الشفاه واللسان والخدين والحلق. معدلات الشفاء من سرطان الشفاه مرتفعة، فغالبًا ما يُكتشف في مراحله المبكرة. تشمل خيارات العلاج الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة.

ما سرطان الشفاه؟

يُصاب الشخص بسرطان الشفاه عندما تنمو الخلايا نموًا غير طبيعي وتخرج عن السيطرة، ما يؤدي إلى ظهور أورام أو آفات على الشفاه. وهو أحد أنواع سرطان الخلايا الحرشفية، وقد يتطور في الشفاه العلوية أو السفلية، لكنه أكثر شيوعًا في السفلية.

من المُعرض للإصابة بسرطان الشفاه؟

قد يُصيب سرطان الشفاه أي شخص، لكنه أكثر شيوعًا لدى الذكور ذوي البشرة البيضاء بعمر 50 عامًا أو أكثر. المدخنون ومن يشربون الكحول بكثرة ومن يتعرضون لأشعة الشمس فترات طويلة أكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة. أيضًا، يزداد خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان لدى من يعانون نقص المناعة بعد إجراء عملية زرع عضو.

ما مدى انتشار سرطان الشفاه؟

مع أن سرطان الشفاه هو أكثر أنواع سرطان الفم شيوعًا، فإنه يمثل نحو 0.6% فقط من جميع حالات السرطان في الولايات المتحدة. ويُشخص نحو 40000 حالة منه سنويًا.

كيف يبدو سرطان الشفاه؟

غالبًا ما يبدو سرطان الشفاه مثل قرحة في الفم لا تستجيب للعلاج. لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، قد تظهر هذه القرحة باللون الأحمر. أما لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، قد تظهر بلون بني داكن أو رمادي. قد تختلف أعراض سرطان الشفاه بين شخص وآخر، لذلك عند ملاحظة جسم غريب في الفم، تجب استشارة الطبيب.

ما الفرق بين سرطان الشفاه وقرحة البرد؟

تتشابه آفات سرطان الشفاه إلى حد بعيد مع قروح البرد مع بدء ظهورها. الفرق أن قروح البرد عادةً تختفي تلقائيًا في غضون 10 أيام، أما آفات سرطان الشفاه فلا تلتئم ولا تستجيب للعلاج.

ما أعراض سرطان الشفاه؟

يبدو سرطان الشفاه في مراحله المبكرة مثل بقعة مسطحة أو مرتفعة قليلًا متغيرة اللون. تشمل الأعراض الأخرى:

  •  قرحة أو نتوء أو حبة لا تزول.
  •  نزيف.
  •  ألم.
  •  تورم في الفك.

ما سبب سرطان الشفاه؟

لا يوجد سبب محدد معروف للإصابة بسرطان الشفاه. لكن يوجد العديد من العوامل التي تزيد خطر الإصابة. من عوامل الخطر الرئيسية:

  •  التدخين: ويشمل السجائر والسيجار والغليون ومضغ التبغ.
  •  شرب الكحول بكثرة.
  •  التعرض المفرط للشمس.
  •  عدم الاعتناء بالبشرة.
  •  تجاوز سن الأربعين.
  •  يزداد خطر الإصابة لدى الذكور.
  •  الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
  •  ضعف جهاز المناعة.

كيف يُشخص سرطان الشفاه؟

غالبًا يُكتشف سرطان الشفاه للمرة الأولى بواسطة أطباء الأسنان في أثناء الفحوص الروتينية. إذا اشتبه الطبيب أو طبيب الأسنان في الإصابة بسرطان الشفاه، فقد يوصي بإجراء اختبارات تشخيصية، تشمل ما يلي:

  •  الفحص الجسدي: يفحص الطبيب الشفاه ويسأل عن الأعراض التي يعانيها المريض. أيضًا، يفحص الفم والوجه والرقبة للتحقق من الإصابة بالسرطان.
  •  تعداد الدم الكامل: يساعد هذا الاختبار على معرفة وجود زيادة أو انخفاض في تعداد خلايا الدم لدى المريض. وذلك مفيد في تشخيص مجموعة واسعة من الحالات، متضمنةً السرطان.
  •  خزعة الأنسجة الرخوة: تُزال عينة صغيرة من الأنسجة المصابة وتُرسل إلى المختبر للفحص.
  •  اختبارات التصوير: فحص التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لتحري انتشار السرطان.
  •  التنظير: إذا اشتبه الطبيب بأن الخلايا السرطانية قد انتشرت إلى مكان آخر بالجسم، فقد يجري تنظيرًا داخليًا. خلال هذا الإجراء، تُمرر كاميرا صغيرة مرنة عبر الحلق لتحري علامات الإصابة بالسرطان.

كيف يعالج سرطان الشفاه؟

لعلاج السرطان عدة طرق متبعة، وتعتمد استجابة الجسم للعلاج على حجم السرطان ومرحلة تطوره. تشمل علاجات سرطان الشفاه:

  •  الجراحة: يزيل الجراح الكتلة السرطانية ويُرمم الشفاه. إن كان المريض قد أزال كتلة كبير وأثرت في الشكل الخارجي للوجه، قد تساعد الجراحة الترميمية في استعادة مظهر الشفاه الطبيعي.
  •  العلاج بالأشعة: يُستخدم في هذا النوع من العلاج أشعة سينية قوية لاستهداف السرطان وقتله. قد يُستخدم العلاج الإشعاعي وحده، أو قد يُوصى به بعد الجراحة للتخلص من الخلايا السرطانية المتبقية.
  •  العلاج الكيميائي: تُعطى هذه الأدوية فمويًا أو وريديًا لقتل الخلايا السرطانية. أحيانًا يكون العلاج مزدوجًا، إذ يُعطى المريض العلاج الكيميائي إضافةً إلى العلاج بالأشعة. إذا انتشر سرطان الشفاه إلى أجزاء أخرى من الجسم ولا تتوفر علاجات أخرى، فقد يُوصى بالعلاج الكيميائي لتخفيف الأعراض.
  •  العلاج الدوائي المُستهدف للخلايا السرطانية: عادةً ما يُعطى هذا العلاج بالتزامن مع العلاج الكيميائي. ويستهدف جينات وبروتينات معينة موجودة في الخلايا السرطانية، ما يؤدي إلى تداخل الدواء مع بيئة الخلايا السرطانية وتخريبها ومن ثم موتها.
  •  العلاج المناعي: يُعزز هذا النوع من العلاج جهاز المناعة ويساعده على محاربة الخلايا السرطانية. قد يُستخدم العلاج المناعي بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات السرطان الأخرى. في حالة سرطان الشفاه، عادةً ما يُستخدم العلاج المناعي فقط عندما يكون المرض في مراحله المتقدمة أو عندما لا يستجيب الجسم للعلاجات الأخرى.

ما مضاعفات علاج سرطان الشفاه؟

كما هو الحال مع أي علاج طبي، يوجد دائمًا خطر حدوث مضاعفات. الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية لسرطان الشفاه قد يعانون من صِغر فتحة الفم أو تشوه الوجه، إذ يُزال قدر كبير من أنسجة الفم. في هذه الحالة، قد تُعيد الجراحة التجميلية الترميمية مظهر الوجه الطبيعي. إن تأثرت قدرة الشخص على الكلام، قد تفيد معالجة النطق. تشمل الآثار الجانبية الأخرى:

  •  تعب.
  •  غثيان وتقيؤ.
  •  تساقط الشعر.
  •  فقر الدم.
  •  فقدان الشهية.
  •  فقدان الوزن.
  •  جفاف الجلد.
  •  التهاب الحلق.
  •  زيادة التعرض للعدوى.

متى يبدأ المريض بالتحسن؟

يعتمد ذلك على عدة عوامل، تتضمن نوع العلاج وقدرة الجسم على التعافي. عادةً يتعافى المصابون بسرطان الشفاه في مراحله المبكرة والذين خضعوا لعملية جراحية في غضون ثلاثة أسابيع. حال تلقي العلاج بالأشعة أو العلاج الكيميائي، قد يستغرق التعافي عدة شهور.

كيف يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الشفاه؟

يقل خطر الإصابة بسرطان الشفاه بتجنب عوامل الخطر:

  •  تجنب التدخين: يُعد تدخين التبغ عامل الخطر الرئيسي للإصابة بسرطان الشفاه وسرطان الفم. حال كان الشخص مُدخنًا، يجب إقناعه بالإقلاع عن التدخين.
  •  تجنب شرب الكحوليات بكثرة.
  •  استخدام منتجات الوقاية من أشعة الشمس: يجب وضع مرطب شفاه مع عامل حماية من الشمس عند الخروج من المنزل دائمًا، ووضع واق شمسي يوميًا للوقاية من سرطان الجلد.
  •  تجنب خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري: باتباع إجراءات الأمان عند ممارسة الجنس، والحصول على اللقاح للوقاية من الإصابة بالفيروس.
  •  الخضوع للفحوص الروتينية: قد يُجري طبيب الرعاية أو طبيب الأسنان هذه الفحوص للتحقق من عدم وجود أي كتلة غريبة في الفم.

ماذا يتوقع المريض المصاب بسرطان الشفاه؟

يمكن السيطرة على المرض بفعالية عند علاجه في المراحل المبكرة. عند التشخيص المبكر، قد يلجأ الأشخاص غالبًا إلى إجراء عملية جراحية لمعالجة المشكلة. قد يوصي الطبيب بالعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة والعلاجات الأخرى حال انتشار الخلايا السرطانية إلى مناطق أخرى من الجسم. بوسع الطبيب إخبار المريض بالتوقعات في أثناء فترة العلاج.

هل يسبب سرطان الشفاه الوفاة؟

لا يسبب سرطان الشفاه الوفاة غالبًا. يُكتشف هذا النوع من السرطان ويُعالج مبكرًا في معظم الحالات، إذ إن آفات سرطان الشفاه تتطور في أماكن يسهل رؤيتها. يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان الشفاه مدة خمس سنوات نحو 92%. هذا يعني أن 92% من الأشخاص الذين شُخصوا بالإصابة بسرطان الشفاه ما زالوا على قيد الحياة بعد مرور خمس سنوات من إصابتهم بالمرض. تجدر الإشارة إلى أن معدلات البقاء على قيد الحياة هي محض تقديرات. لا يمكن تقديم تفاصيل حول الحالة الصحية أو إخبار المصابين عن المدة التي سيبقون بها على قيد الحياة بدقة.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

يجب تحديد موعد لمراجعة الطبيب عند ملاحظة تغير في لون الشفاه أو شكلها، خصوصًا عند الإصابة بقرحة استمرت أكثر من أسبوعين، تجب عندها استشارة الطبيب فورًا.

ما الأسئلة التي ينبغي طرحها على الطبيب؟

قد يساعد فهم المرض بطريقة صحيحة على اتخاذ القرار الصائب بشأن طريقة العلاج والحفاظ على الصحة العامة. ما يلي بعض الأسئلة التي يمكن طرحها على الطبيب:

  •  ما مرحلة سرطان الشفاه التي أعاني منها؟
  •  هل انتشر السرطان إلى أي مكان آخر؟
  •  ما خيارات العلاج المتاحة؟
  •  ما الآثار الجانبية المتوقعة؟
  •  كيف سيؤثر العلاج في الحياة اليومية؟
  •  هل سأستطيع العمل في أثناء الخضوع للعلاج؟

اقرأ أيضًا:

سرطان الفم: المراحل والأعراض والتشخيص

هل تسبب مساحيق التجميل (المكياج) السرطان؟

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر