سرطان المبيض هو شذوذ بعض الخلايا في المبيض وانقسامها بشكل غير مضبوط لتتضاعف مشكلةً ورمًا ينتشر إلى الأعضاء المجاورة والبعيدة إذا ترك دون معالجة.

ما هو احتمال إصابتي بسرطان المبيض؟

سرطان المبيض هو أحد السرطانات الشائعة عند النساء بعد الخمسين من العمر، ويبلغ احتمال الإصابة بسرطان المبيض عند امرأة خلال حياتها 1 من 78. تنذر بعض الأعراض بوجود سرطان المبيض ولكنها في البداية تكون مبهمة وغير ملفتة. يُكتشف سرطان المبيض في مراحله الباكرة في 20% من الحالات.

ماهي الأعراض الباكرة لسرطان المبيض؟

تشبه الأعراض الباكرة تلك الأعراض المشاهدة في الأمراض البسيطة الشائعة، ولذلك لا تكترث السيدة لها، وتميل الأعراض للظهور والغياب بين فترة وأخرى.

تشمل الأعراض الباكرة:

  •  الانتفاخ البطني، الشعور بالضغط، الألم.
  •  الشعور بالامتلاء بعد الطعام بشكل غير طبيعي.
  •  صعوبات في الأكل.
  •  تزايد في التبول.
  •  تزايد في الشعور بالحاجة إلى التبول.

تضم الأعراض الأخرى:

  •  التعب.
  •  عسر الهضم.
  •  الحرقة المعدية.
  •  الإمساك.
  •  ألم الظهر.
  •  اضطرابات الطمث.
  •  الألم عند الجماع.
  •  التهاب الجلد والعضلات (مرض التهابي نادر يسبب اندفاعًا جلديًا وضعفًا والتهابًا بالعضلات).

تظهر هذه الأعراض في الكثير من الحالات الطبية فهي ليست أعراضًا خاصة بسرطان المبيض، وتختبرها النساء من وقت لآخر لفترة مؤقتة، وتستجيب عادةً للعلاجات البسيطة.

استشيري طبيبك دون تأخير عندما تشعرين بظهور أعراض جديدة غير مألوفة، فالعامل الأهم في نجاح علاج السرطان هو اكتشافه أبكر ما يمكن.

تستمر الأعراض الناتجة عن السرطان وتتزايد بنمو الورم، أي أنها لا تزول. إن تفاقم الأعراض يعني أن الورم آخذ بالانتشار، ما يجعل علاجه مهمة أكثر صعوبة.

سرطان المبيض: ما هي الأعراض الباكرة وكيف تكتشفينها شذوذ بعض الخلايا في المبيض وانقسامها بشكل غير مضبوط أورام المبيض عند المرأة

أنواع سرطان المبيض:

يتألف المبيض من ثلاثة أنواع من الخلايا. يمكن أن يتطور السرطان على حساب أي من هذه الأنواع الثلاثة:

الأورام الظهارية Epithelial Tumors: تتشكل في الطبقة الخارجية للمبيض وتبلغ نسبة هذه الأورام 90% من مجمل سرطانات المبيض.

الأورام السدوية Stromal Tumors: تنمو من الخلايا المنتجة للهرمونات ونسبتها 7%.

أورام الخلية المنتشة Germinal Cell Tumors: تتطور هذه الأورام في الخلايا المنتجة للبيوض، وهي نادرة الحدوث.

كيسات المبيض:

إن معظم كيسات المبيض غير سرطانية، ويحمل عدد صغير جدًا منها صفات سرطانية.

كيسة المبيض هي تجمع لسائل أو هواء في المبيض أو حوله. تتشكل معظم هذه الكيسات بشكل طبيعي كجزء من عملية الإباضة، وهي العملية التي يقذف فيها المبيض البويضة. تسبب هذه الكيسات عادة أعراضًا خفيفة كالانتفاخ وتزول هذه الأعراض دون معالجة.

تستدعي الكيسات انتباهًا خاصًا إذا كانت المرأة قد تجاوزت سن النشاط التناسلي. حينها يجري الطبيب استقصاءات إضافية لمعرفة سبب تشكل الكيسة، خاصة تلك ذات الحجم الكبير والتي لا تزول عفويًا خلال عدة أشهر.

إذا استمر وجود الكيسة، قد ينصحك الطبيب بإزالته جراحيًا. لا يمكن للطبيب تحديد طبيعة الكيسة الخبيثة أو الحميدة إلا بعد استئصالها جراحيًا.

عوامل الخطورة المؤهبة لحدوث سرطان المبيض:

إن سبب سرطان المبيض غير معروف بدقة. ترفع هذه العوامل من خطر حدوث سرطان المبيض:

  •  تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المبيض.
  •  الطفرات الوراثية المترافقة مع سرطان المبيض مثل الطفرات BRCA1- BRCA2.
  •  تاريخ شخصي للإصابة بسرطان الثدي أو الرحم أو القولون.
  •  البدانة.
  •  عدم الحمل.
  •  الانتباذ البطاني الرحمي.

العمر المتقدم هو عامل خطورة أيضًا، فمعظم حالات سرطان المبيض تحدث بعد سن الضهي.

من الممكن حدوث سرطان المبيض حتى عند النساء اللاتي لا يحملن أيًّا من عوامل الخطورة السابقة، وبالعكس، فإن وجود أيٍّ من هذه العوامل لا يعني بالضرورة أنك ستصابين بسرطان المبيض.

كيف يشخص سرطان المبيض ؟

من الأفضل دومًا كشف السرطان أبكر ما يمكن، ولكن من غير السهل اكتشاف سرطان المبيض باكرًا.

فالمبيض عضو عميق في البطن، لا يمكن أن تشعري بسهولة بوجود ورم فيه، ولا توجد أية فحوص روتينية للمسح بحثًا عنه، ولهذا يعتمد اكتشافه باكرًا على ملاحظتك للأعراض المستمرة وإبلاغك الطبيب.

في حال الشك بوجود ورم في المبيض سيطلب طبيبك إجراء فحص الحوض والذي سيساعده في اكتشاف أية شذوذات علمًا أن الاورام المبيضية الصغيرة لا تُكتشف من خلال هذا الفحص.

وبنمو الورم يضغط على المثانة والمستقيم وبذلك يتمكن الطبيب من اكتشاف الشذوذات عن طريق الفحص الحوضي عبر المستقيم والمهبل.

الفحوص الأخرى التي يجريها الطبيب:

التصوير بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل (الإيكو المهبلي):

يمكنه عبر هذا الفحص كشف الأورام في الأعضاء التناسلية دون إمكانية تحديد طبيعتها (سرطانية أو حميدة).

التصوير المقطعي المحوسب للبطن والحوض:

وعند الأشخاص الذين يتحسسون للمادة الظليلة المستخدمة في التصوير يمكن اللجوء إلى تصوير الحوض بالمرنان.

الفحوص الدموية لكشف عيار المستضد 125 (CA-125): وهو واسم حيوي يستخدم لتقييم فعالية معالجة سرطان المبيض وسرطانات الأعضاء التناسلية الأخرى. يؤثر الطمث والورم الليفي الرحمي وسرطان الرحم أيضًا على مستويات هذا المستضد في الدم.

الخزعة: يتضمن هذا الإجراء أخذ عينة صغيرة من المبيض وتحليلها تحت المجهر. الخزعة هي الفحص الوحيد الذي يمكن من خلاله تأكيد الإصابة بسرطان المبيض أو نفيها.

ماهي مراحل سرطان المبيض ؟

يحدد الطبيب مرحلة الإصابة اعتمادًا على درجة انتشار السرطان. هناك أربع مراحل ولكل مرحلة يوجد مراحل فرعية:

المرحلة1:

تقسم إلى:

المرحلة 1A: السرطان محدود في مبيض واحد.

المرحلة 1B: السرطان في المبيضين.

المرحلة 1C: هناك خلايا سرطانية خارج المبيض.

المرحلة 2:

انتشر الورم إلى بنى حوضية أخرى. وتقسم المرحلة الثانية إلى:

المرحلة 2A: انتشر الورم إلى الرحم أو إلى نفيري فالوب.

المرحلة 2B: انتشر الورم إلى المثانة أو المستقيم.

المرحلة 3:

تقسم إلى:

المرحلة 3A: انتشر الورم خارج الحوض إلى حدود البطن والعقد اللمفية في البطن.

المرحلة 3B: الخلايا السرطانية حول الطحال أو الكبد.

المرحلة 3C: تراكم الخلايا الورمية بسماكة 3\4 إنش على الأقل في البطن أو حول الطحال أو الكبد لا داخلهما.

المرحلة 4:

انتقل الورم أبعد من البطن والعقد اللمفية إلى الكبد أو الرئتين. تقسم المرحلة الرابعة إلى:

المرحلة 4A: وصلت الخلايا السرطانية إلى السائل المحيط بالرئة.

المرحلة 4B : الأكثر تقدمًا، وصلت الخلايا السرطانية إلى داخل الطحال أو الكبد أو حتى إلى أعضاء أبعد كالجلد والدماغ.

علاج سرطان المبيض:

تعتمد المعالجة على مدى انتشار سرطان المبيض، ويحدد خطة المعالجة فريق من الأطباء حسب الحالة، وتتضمن الخطة العلاجية عادة اثنين أو أكثر من الخيارات التالية:

المعالجة الكيماوية

المعالجة الإشعاعية

الجراحة لتحديد مرحلة الورم ولإزالته

المعالجة الموجهة (الهدفية)

الجراحة:

الجراحة هي العلاج الرئيس لسرطان المبيض. الهدف منها إزالة الورم، ومن الضروري أحيانًا استئصال الرحم بالكامل. قد ينصح الطبيب باستئصال كلا المبيضين ونفيري فالوب بالإضافة إلى العقد اللمفاوية المجاورة وأنسجة حوضية أخرى.

العلاجات الموجهة:

كالعلاجات الكيماوية والإشعاعية، تهاجم هذه العلاجات الخلايا السرطانية فيما يكون لها ضرر خفيف على الخلايا الطبيعية في الجسم. العلاجات الموجهة الأحدث المستخدمة في سرطانات المبيض الظهارية تتضمن بيفاسيزوماب Befacizumab Avastin)) وأولاباريب Olaparib (lynparza) ويستخدم الأخير فقط عند المرضى الذين لديهم طفرة في مورثات BRCA.

العلاج والقدرة الإنجابية:

إن العلاجات المستخدمة ضد سرطان المبيض بما فيها العلاج الكيماوي والإشعاعي والجراحة تؤذي الأعضاء التناسلية وتجعل الحمل أمرًا صعبًا. إذا كنتِ ترغبين بالحمل أبلغي طبيبك لمناقشة الخيارات التي من الممكن أن تساعدك.

توجد عدة خيارات تحفظ إمكانية الإنجاب بعد المعالجة:

• تجميد الأجنة: ويتضمن تجميد البيضة الملقحة.

• تجميد البويضة: أي تجميد الخلية البيضية التي لم تلقح بعد.

• الجراحة المحافظة على الخصوبة:

في بعض الحالات يتم استئصال المبيض المصاب والمحافظة على المبيض السليم، ويكون ذلك ممكنًا في المراحل الباكرة للمرض.

  •  حفظ النسيج المبيضي: إزالة وتجميد النسيج المبيضي للاستخدام في المستقبل.
  •  كبح المبيض: إعطاء هرمونات لكبح عمل المبيضين لفترة مؤقتة.

الدراسات والأبحاث حول سرطانات المبيض:

تُجرى العديد من الدراسات سنويًا حول علاجات سرطان المبيض. يحاول الباحثون التوصل لعلاجات جديدة للأنواع السرطانية المقاومة للبلاتينيوم . فحين تحدث مقاومة البلاتينيوم يصبح العلاج الكيماوي المتبع كخط أول في المعالجة غير فعال.

تُدرس أيضًا فعالية بعض الأدوية الجديدة. تهدف معالجة سرطان المبيض إلى التخلص من المبيضين والرحم وتتبعها المعالجة الكيماوية. وبنتيجة ذلك تختبر بعض النساء أعراض الضهي.

وقد بحثت دراسة أجريت عام 2016 في آثار المعالجة الهرمونية المُعيضة على جودة الحياة بعد المعالجة وتوصلت إلى أن المعالجة آمنة. فقد تمكنت المشاركات بالدراسة من ممارسة نمط حياة طبيعي بعد تلقي المعالجة الهرمونية المعيضة. ووجد أن المعالجة الكيماوية ضمن البريتوان قد نتج عنها معدل بقيا 61.8 شهرًا مقارنة مع 51.4 شهرًا للواتي تلقين العلاج الكيماوي المعياري.

الوقاية من سرطان المبيض:

لا توجد طريقة لمنع حدوث سرطان المبيض (باستثناء استئصال الثديين الوقائي في حال إيجابية الطفرة المورثية BRCA 1-2) إنما توجد خطوات يمكنك من خلال اتباعها أن تخفضي خطر الإصابة. العوامل التي تخفض خطر الإصابة:

  •  حبوب منع الحمل الفموية
  •  الإرضاع الطبيعي
  •  الحمل
  •  العمليات الجراحية على الأعضاء التناسلية مثل استئصال الرحم وربط البوقين.

سير المرض:

تؤثر عدة عوامل في سير الحالة المرضية أهمها مرحلة الورم عند وضع التشخيص والحالة الصحية العامة والاستجابة للعلاج. لكل حالة خصوصيتها ولكن المؤشر الأهم هو مرحلة الورم.

معدل البقاء:

ويمثل نسبة النساء اللواتي يبقين على قيد الحياة بعد عدد معين من السنوات في كل مرحلة من مراحل الورم.

على سبيل المثال، معدل البقيا خلال خمس سنوات هو نسبة النساء اللواتي شُخّص لديهم سرطان المبيض في إحدى مراحله وبقين على قيد الحياة على الأقل خمس سنوات بعد وضع التشخيص. ويأخذ معدل البقيا بعين الاعتبار أن نسبة من السيدات يتعرضن بشكل طبيعي للوفاة الطبيعية دون وجود السرطان.

النوع الأشيع من سرطان المبيض هو النوع الظهاري. تقديرات جمعية السرطان الأمريكية لمعدلات البقيا هي:

المرحلة 1: 71%

المرحلة 1A: 93%

المرحلة :1B91%

المرحلة1C: 84%

المرحلة :261%

المرحلة 2A: 82%

المرحلة 2B: 72%

المرحلة :328%

المرحلة 3A: 63%

المرحلة 3B: 53%

المرحلة 3C: 41%

المرحلة 4: 19%

تفوق معدلات البقاء 90% في المراحل الباكرة وتكتشف نسبة 20% من سرطانات المبيض بمثل هذه المراحل الباكرة. يسعى الباحثون إلى إيجاد وسائل موثوقة تساعد على الكشف المبكر لسرطان المبيض.

اقرأ أيضًا:

يُمكن أن تؤدي عرقلة الجليكوجين إلى إبطاء أو منع انتشار سرطان المبيض

زاد وزنها بشكل كبير والسبب لم يكن إلا ورم في مبيضها وزنه 23 كيلو

ربما نعرف أخيرًا السبب وراء متلازمة المبيض متعدد الكيسات

ترجمة: سارة الدنيا

تدقيق: م. قيس شعبية

مراجعة: اسماعيل اليازجي

المصادر: 1 2 3