يبدو أنه من غير المجدي الوثوق بكلام المطورين عن جمع البيانات في غوغل بلاي. على غرار نظام التشغيل «آي أو إس»، أطلقت أندرويد «ملصقات التغذية» لخصوصية التطبيقات في متجر التطبيقات العام الماضي، مع إتاحة معرفة حجم البيانات التي يجمعها كل تطبيق للمستخدمين.

المشكلة الواضحة هنا هي ملء المطورين لنماذج جمع البيانات، دون شيء يردعهم من الكذب أو إهمال بعض سياسات جمع البيانات. إذن ليس من المفاجئ أنه عندما درست موزيلا أفضل التطبيقات على غوغل بلاي، وجدت أن «معظم التطبيقات المفضلة» تمتلك تسميات خصوصية «مغلوطة أو مضللة».

أجرت موزيلا استطلاعًا شمل 40 تطبيقًا من أشهر تطبيقات متجر بلاي وأكثرها تحميلًا، ووجدت أن 80% من هذه التطبيقات تحوي تناقضات بين سياسات خصوصية التطبيق والمعلومات التي جُمعت في نموذج أمان البيانات من غوغل. حصل كل تطبيق على درجة «ضعيف» أو «بحاجة إلى تحسين» أو «جيد»، وحصل 16 تطبيقًا من أصل 40 على تقييمات متدنية.

لم تكن موزيلا بحاجة إلى البحث كثيرًا لإيجاد العيوب، إذ إن العديد من مسميات الخصوصية للتطبيقات تتعارض صراحةً مع سياسات الخصوصية العامة. يزعم كل من سناب شات وتويتر وتيك توك عدم مشاركة أي بيانات مع طرف ثالث في متجر بلاي، لكنها مع ذلك تشارك تفاصيل الطرف الثالث في سياسات الخصوصية.

بالنسبة إلى التطبيقات المجانية، فإن قائمة التطبيقات التي حصلت على تقييم سيء ليست مفاجئة: فيس بوك وماسنجر وفيسبوك لايت وتويتر وسناب شات، لكن تمثلت المفاجأة في تطبيق «سامسونج بوش سرفيس»، والكثير من الألعاب المدفوعة مثل «ماينكرافت».

تقول موزيلا: «توجد أدلة قليلة تثبت عمل غوغل بجد للتحقق من دقة عمليات الإرسال، هذا القصور في التنفيذ يجعل جودة المعلومات منخفضة للغاية في كثير من الحالات». اقترحت موزيلا العديد من التوصيات لتحسين الوضع في غوغل، مثل وضع عقوبات صارمة على الكذب في نموذج المعلومات، وإخبار المستخدمين صراحةً أن غوغل لا تفحص هذه الإجابات.

توصي موزيلا أيضًا أن يعمل كل من غوغل وآبل على توحيد تصميم ملصقات خصوصية التطبيق عبر الأنظمة المختلفة. مثلما يحتوي ملصق التغذية الفردي على تصميم موحد في جميع المنتجات، تقول موزيلا إن ملصق الخصوصية يجب أن يكون له تصميم موحد أيضًا.

صنفت موزيلا عددًا قليلًا من تطبيقات غوغل بأنها تحتاج للتحسين، لكنها سلطت الضوء على أجزاء صغيرة من المشكلة الكلية. لم يتعمق التقرير في الأمر، لكن بالنسبة إلى أندرويد، تفضل غوغل أن تطبق سياسات الخصوصية تطبيقًا سطحيًا، مع التركيز على فكرة «خصوصية التطبيق»، في حين يجب أن تكون خصوصية نظام التشغيل -الخصوصية على غوغل- هي الأهم.

تتمتع كل من غوغل والشركة المصنعة لجهازك بإمكانية الوصول إلى مستوى نظام التشغيل الموجود خارج نموذج أمان التطبيق، حتى يتمكنوا أساسًا من فعل ما يريدون على هاتفك، متضمنًا جمع بياناتك.

حتى لو كانت مسميات الخصوصية الخاصة بالتطبيق دقيقة، فإن أندرويد من الشركات التي لا تحتاج إلى أي تطبيق حتى تتمكن من تفريغ بياناتك. يمكنه فقط استخدام أي من الخدمات المختلفة على مستوى النظام، ومنها «خدمات جوجل بلاي»، وبها شاشة خصوصية فارغة للتطبيق! إذا كانت دقيقة، فقد يبلغ طولها ميلًا! لكن يبدو أن غوغل تفضل ألا ينظر المستخدم خلف الستار.

ينطبق نموذج «الأذون ذات الامتياز» على التطبيقات المثبتة مسبقًا، لذلك يعمل فيس بوك ليُثبت على كل الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد، إذ يعني المزيد من الأذون تجسسًا أفضل. سيكون من الجيد أن تكون ملصقات متجر بلاي دقيقة أيضًا، لكن لا أحد يريد التحدث عن نظام التشغيل بأكمله.

اقرأ أيضًا:

في خطوة طال انتظارها، تحديث ويندوز 11 الجديد سيوفر دعمًا لتطبيقات أندرويد

7 طرق لحماية معلوماتك وبياناتك من الاختراق في نظام أندرويد

ترجمة: ليلى الشومري

تدقيق : بشير حمّادة

المصدر