حديثًا، أعلنت شركة لونار كراش عزمها إرسال 62 من عملة بيتكوين –ما تعادل قيمته حاليًا نحو 1.5 مليون دولار- إلى سطح القمر، بهدف تشجيع الرحلات إلى القمر، إذ سيكون هذا المبلغ من نصيب أول شخص يعثر عليه.

يحتاج الباحث عن هذا المبلغ إلى الحصول على مفتاح سري معين، وهو رمز تُخطط الشركة لحفره على مركبة (MAPP) القمرية، وتقدمه الشركة الناشئة المعنية برحلات الفضاء التجارية «لونار أوتبوست».

ستُطلق المركبة إلى الفضاء بواسطة صاروخ «سبيس إكس»، بعد إصدار الرمز. لا أحد يعلم حتى الآن متى ستُنفذ هذه المهمة تحديدًا، وهو ما أصرت عليه شركة لونار كراش لأسباب أمنية.

لا أحد يعترض على هذا التأخير غالبًا بصرف النظر عن الأسباب، وقد يرحب البعض به، فحتى الآن ما زال صندوق الكنوز الرقمية فارغًا.

تأمل شركة لونار كراش الحصول على تمويل الجائزة عبر بيع مجموعة من الرموز غير القابلة للاستبدال، المؤمنة بعملة بيتكوين، بقيمة 250 دولار.

سيوضع ربع هذا المبلغ في خزينة مشروع لونار، وسيدعم المبلغ أيضًا تمويل «محفظة تسويقية للمجتمع المعني بالمشروع»، التي من شأنها تمويل تطوير عملة بيتكوين، ودعم قضايا أخرى معنية بنشر التعليم المبني على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

لا يمكن الاعتماد على الأصول غير القابلة للاستبدال وحدها، فهي وسيلة معروفة بعدد من النجاحات والإخفاقات السابقة لدى معظم الناس.

يأتي هذا مع انخفاض الاهتمام بالتقنية التي كانت يومًا واحدة من أكثر التقنيات الرائجة، إذ خسرت هذه الرموز نحو 90% من قيمتها السوقية تقريبًا العام الماضي، ووصلت إلى ما دون سعر 250 دولار، الذي تسعى إليه شركة لونار كراش.

قد يبدو مبلغ 1.5 مليون دولار من عملة بيتكوين مبلغًا مغريًا بوصفه جائزة، لكنه لا يُعادل شيئًا من الأموال التي ستُصرف في سبيل الذهاب إلى القمر اعتمادًا على ما هو متوفر من تقنيات حالية.

لم يمض عام منذ أن تباهت ناسا بانخفاض تكلفة مهمة «كابستون» التي ستنفذها قريبًا، إذ قالت ناسا إن التكلفة ستكون أقل من 10 ملايين دولار بقليل.

ومع ذلك، لا يكفي هذا المبلغ لإرسال فريق من رواد الفضاء أو مركبات قمرية، بل يكفي فقط لإرسال مسبار على هيئة روبوت لا يزيد حجمه على حجم فرن الميكروويف، وتقتصر قدراته على الدوران وفق مسار معين فحسب.

ترفض الفرق الداعمة لحملة بيتكوين السماح لأمر بسيط مثل محدودية التقنيات المتوفرة حاليًا أن يحول دون تحقيق مساعيها. صرح الرئيس التنفيذي لشركة لونار كراش جو فيزاني: «يؤدي السعي لتحقيق هدف ما يعتقده الجميع مستحيلًا إلى ظهور الابتكار على نحو مذهل. هدفنا هو تشجيع الناس على بناء مجتمعات مستعدة لدخول عصر جديد من الاستكشاف».

«نحن نتخيل غرفًا كاملة يملؤها الطلاب ومجموعات من الأشخاص وشركات وحتى منظمات مستقلة لامركزية، تجتمع معًا وتصب جهودها في الوصول إلى القمر وتتقاسم ما يحتويه الكنز من مكافآت».

«الأمر يُشبه إلى حد ما التذكرة الذهبية التي كانت بحوزة شخصية ويلي وونكا الخيالية لكنها مُطبقة على حقبة الويب الثالث، بوسعنا القول أننا متحمسون جدًا لرؤية ما سيحدث».

يُعد تشبيه جو فيزاني مفاجئًا، إذ تتمثل فكرة قصة «ويلي ونكا» في تفوق نقاء القلب لدى الإنسان على الجشع والطموح.

سيجب على الأشخاص الذين سيفوزون بكنز بيتكوين أن يكونوا قادرين على دفع مبلغ مكون من سبعة أرقام لتمويل مشروع يوصف بأنه مشروع شخصي قد يعود عليهم بأرباح تُعادل 10% من المال الذي أنفقوه عليه.

اقرأ أيضًا:

تأثير تعدين البيتكوين على البيئة يتزايد، وضرره تجاوز أضرار تربية الماشية

شركة أمريكية تحول محطة توليد كهرباء بالفحم إلى تعدين البيتكوين

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: هزار التركاوي

المصدر