استخدم باحثون من المسشفى الجامعي في مدينة إرلنغين في ألمانيا علاجًا مناعيًا تجريبيًا، في محاولة لمنح فتاة مراهقة القدرة على الحياة مرة أخرى، بعد إصابتها بمرض مناعي مميت عندما كان عمرها 16 عامًا، ونُشر بحثهم في مجلة نيو إنجلاند الطبية.

عانت ثو ثاو من آلام شديدة في المفاصل وطفح غطى جسدها، فلم تستطع القيام بهواياتها، وواجهت مضاعفات مهددة للحياة سببها مرض الذئبة الحمامية الجهازية، الذي قد يصيب أي عضو في الجسم في أي وقت.

اضطرت ثو ثاو إلى تناول أدوية واسعة الطيف لتخفيف أعراضها، وحاول الأطباء استخدام الخيارات المتاحة جميعها لمنع ظهور تلك الأعراض. فقد عُولجت باستخدام هايدروكسي كلوريد، والستيروئيدات، والعلاجات المناعية بواسطة الخلايا التائية المتوفرة حتى الوقت الراهن، ولكن جميع تلك العلاجات قد فشلت، واستمرت آلام المفاصل لديها.

ولهذا فقد التفت الأطباء إلى علاج مناعي جديد، يُستخدم حاليًا في علاج بعض أنواع السرطان الخطيرة وابيضاض الدم، إنه العلاج بالخلايا التائية الخميرية لإنتاج مستقبلات للخلايا التائية (CAR-T)، الذي يعدل بعض الخلايا المناعية في جسم المريض ممكنًا إياها من تمييز الأورام وتدميرها. لكن، الخلايا البائية التي تشكل هدف العلاج متورطة أيضًا في الذئبة الحمامية، فهي تنتج أضدادًا تهاجم الحمض النووي مزدوج السلسلة (DNA) مباشرة، ويعتقد بأنه إذا استطاع العلماء استخدام العلاج (CAR-T) في تقليل أعداد الخلايا البائية، ستقل أعداد الأضداد المنشرة التي تسبب الأعراض الحادة للذئبة الحمامية.

يفسر البروفيسور أندرياس ميكينسين رئيس قسم الدمويات وعلم الأورام: «إن CAR اختصار للمستقبِل المعتمد على الأضداد الخميرية، وهو مستقبِل اصطناعي».
مضيفًا: «تخصع الخلايا المناعية التائية من جسد المريض إلى عمليات الهندسة الوراثية في المختبر لإضافة هذا المستقبل، الذي يميز الأضداد المميزة على سطح الخلايا الهدف ويدمرها، ويستخدم هذا العلاج بطريقة ناجحة حاليًا في معالجة ابيضاض الدم وورم اللمفيات».

استخدمت هذه الطريقة لعلاج ثو ثاو في شهر مارس من عام 2021.

تزايدت أعداد خلايا (CAR-T) بعد العلاج بسرعة وبقيت منشرة في جهاز الدوران، ما قلل بسرعة من أعداد الخلايا البائية وأضداد المناعة الذاتية، التي يُعتقد بأنها سبب الأعراض المناعية الذاتية للمرض. وبعد ستة أشهر من العلاج، تعافت المريضة كليًا من الألم والأعراض وعادت إلى ممارسة الرياضة، وهذا ما لم تكن قادرة على فعله عندما كانت تعاني من ألم المفاصل وخفقان القلب والمشاكل الكلوية، ولا تتناول الأدوية حاليًا، وقد اختفت جميع أعراضها.

يعد هذا اكتشافًا هامًا في مجال العلاج المناعي الذاتي، فإنه علاج عملي حياتي لشفاء شابة تعاني من مرض مناعي ذاتي حاد نهائيًا مدة طويلة بعد العلاج. في الخطوة القادمة، يأمل الباحثون استكمال تطوير هذا العلاج في تجارب سريرية على الأفراد الذين يعانون من أمراض مناعية ذاتية.

اقرأ أيضًا:

هل يمكن أن يكون كوفيد-19 من أمراض المناعة الذاتية؟ أدلة جديدة تشير لذلك!

اكتشاف خلية مناعية هجينة يمكن أن تفسر أخيرًا سبب مرض السكري من النمط الأول

ترجمة: علي علوش

تدقيق: حسين جرود

المصدر