استُخدم أكبر مشروع مسح ضوئي تحت الماء في التاريخ؛ لإنشاء أول نسخة رقمية طبق الأصل عن تيتانيك، ما يوفر لمحة واضحة جدًا عن حطام السفن الأشهر في العالم.

التقط المسح الجديد بقايا تيتانيك الغارقة بالكامل، وكشف عن رؤية كاملة ثلاثية الأبعاد لحطام السفينة المغطى بالصدأ والأعشاب البحرية والحطام المتنوع.

التقطت الصور شركة ماجلان LTD، وذلك في رحلة استكشافية استمرت ستة أسابيع في صيف عام 2022، وهي شركة ترسم خرائط أعماق البحار، إضافة إلى شركة Atlantic productions، وهي شركة إنتاج مقرها المملكة المتحدة؛ كي تنتج فيلمًا وثائقيًا عن المشروع.

باستخدام سفينة وُضعت بالقرب من سقوط تيتانيك، على بعد نحو 700 كيلومتر قبالة الساحل الشرقي لكندا، نشر الفريق غواصتين؛ روميو وجولييت (ألا ينبغي أن يكونا روز وجاك؟).

قضت الغواصتان ساعات طويلة في تفصيل الحطام على عمق نحو 3800 متر تحت سطح الماء.

جمعت الغواصتان 16 تيرابايت من البيانات، إضافة إلى أكثر من 715 ألف صورة ولقطات فيديو كاملة 4K للحطام. استُخدمت تلك البيانات فيما بعد لإنشاء توءم رقمي للحطام.

شعر الفريق بالفخر؛ لأن النموذج الرقمي يحتوي على تفاصيل غير عادية، لدرجة أننا نستطيع رؤية الرقم التسلسلي على مروحة السفينة.

قال جيرهارد سيفرت، مختص التصوير ثلاثي الأبعاد في ماجلان، في بيان أُرسل إلى موقع IFLScience: «هذه هي تيتانيك كما لم يرها أحد من قبل».

أضاف: «عندما حصلنا على البيانات، أدركنا أن الأمر يستحق كل هذا العناء، إذ إن مستوى التفاصيل التي رأيناها وسجلناها كان استثنائيًا».

أضاف: «أنشأنا نموذجًا ثلاثي الأبعاد عالي الدقة لصور الحطام الواقعية، فقد سمحت اللقطات السابقة برؤية منطقة صغيرة واحدة فقط من الحطام في كل مرة، لكن سوف يسمح هذا النموذج للأشخاص بالتصغير والنظر إلى كل شيء لأول مرة. لذلك، نستطيع تصور الحطام بطريقة جديدة تمامًا، فإن ما التقطه هذا النموذج ثلاثي الأبعاد يحتوي تفاصيل صغيرة مذهلة ومتنوعة نستطيع رؤيتها والاستمتاع بمشاهدتها».

كانت آر إم إس تيتانيك سفينة المحيط التي يُفترض بأنها غير قابلة للغرق، لكنها غرقت في شمال المحيط الأطلسي في 15 أبريل عام 1912، وذلك بعد اصطدامها بجبل جليدي في أثناء رحلتها الأولى من ساوثهامبتون في إنجلترا إلى مدينة نيويورك.

توفي ما لا يقل عن 1500 راكب، وسقط الحطام في قاع البحر، على بعد نحو 4000 متر تحت مستوى سطح البحر على بعد حوالي 740 كيلومترًا من نيوفاوندلاند في كندا.

لم يُكتشف الحطام الأخير لسفينة تيتانيك حتى سبتمبر عام 1985، بعد 73 عامًا من تعرضها لمصيرها الجليدي.

يساهم مشروع المسح الضوئي الأخير في إلقاء الضوء على الفصل الأخير من قصة تيتانيك: «تحول الصدأ إلى أنقاض».

أوضح باركس ستيفنسون، خبير تيتانيك :« درست تيتانيك لمدة 20 عامًا، لكن هذا تغيير حقيقي للعبة. لدينا بيانات فعلية يأخذها المهندسون لفحص الآليات الحقيقية وراء الانهيار والغرق، ما يؤدي إلى الاقتراب أكثر من القصة الحقيقية لكارثة تيتانيك».

أضاف: «هذه بداية فصل جديد بالنسبة للجيل القادم من أجل استكشاف تيتانيك والبحث والتحليل».

اقرأ أيضًا:

حقائق عن التيتانيك: السفينة التي لا تغرق

ماذا حدث للغواصة السياحية تيتان؟ وكيف انفجرت بالقرب من حطام سفينة التيتانك؟

ترجمة: روان علي

تدقيق: منال توفيق الضللي

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر