قد تزيد التركيبات الإضافية الشائعة في الأطعمة والمشروبات خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني. أظهرت أبحاث جديدة أن الإضافات التي توجد عادةً في الأطعمة فائقة المعالجة قد تزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني عند خلطها معًا وبطرائق معينة، ما قد يدفع إلى إعادة النظر في الإرشادات الصحية بشأن استخدام هذه المواد.
قاد فريق من جامعة السوربون باريس الشمالية في فرنسا هذه الدراسة، التي تضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تفحص وتبحث في الآثار الصحية المحتملة لهذه الإضافات، التي تُستخدم لجعل الأطعمة تدوم لفترات أطول ولجعل مذاقها أفضل.
كتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: «تُستهلك خلطات الإضافات الغذائية يوميًا من قبل مليارات الناس حول العالم».
وأضافوا: «حتى الآن، أجريت تقييمات السلامة لكل مادة على حدى بسبب نقص البيانات حول تأثير التعرض المتعدد لمجموعات من الإضافات».
رُبط اثنين من المواد المضافة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وأضافوا: «كان هدفنا تمييز أكثر خلطات المواد الغذائية المضافة شيوعًا، والتحقيق في علاقاتها مع حدوث مرض السكري من النمط الثاني لدى مجموعة كبيرة محتملة».
حلل الباحثون بيانات الصحة العامة ل 108.643 شخصًا تابعوا حالتهم مدة تقارب 8 سنوات، وأجروا سجلاتهم الغذائية بحالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وقد استُخدمت خوارزميات حاسوبية لحساب مزيج المواد المضافة ضمن العادات الغذائية.
تبيّن أن نوعين من خلطات الإضافات التي حُللت ترتبطان بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني.
الأولى كانت مزيجًا يشمل النشويات المعدلة وصمغ الغوار والكاراجينان الذي يتواجد في أكثر الأحيان في المرق وحلويات الألبان والصلصات، وقد ارتبطت جميعها بزيادة خطر الإصابة بالسكري بنسبة 8٪.
كانت الثانية مزيجًا يتضمن حمض الليمون وسيترات الصوديوم والمحليات الصناعية التي توجد في المشروبات غير الكحولية والمشروبات المحلّاة، وقد ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسكري بنسبة 13٪.
مثل الدراسات المماثلة، لا تظهر البيانات سببًا وتأثيرًا مباشرًا، أي أن هذه الإضافات تزيد حالات الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني، ومع ذلك، فإن الروابط بينهما ذات دلالة كافية لزيادة المخاوف.
كتب الباحثون: «ما نعرفه، أن هذه النتائج توفر نظرةً أوليةً على الإضافات الغذائية التي تُتناول معًا مرارًا وتكرارًا (نظرًا إلى تواجدها معًا في المنتجات المعالجة صناعيًا أو نتيجة التناول المشترك للأطعمة ضمن أنماط غذائية) وكيف قد ترتبط هذه الأمزجة المضافة بمرض السكري من النمط الثاني.
يوجد بعض القيود الكبيرة على الدراسة، إذ كانت أغلبية المشاركين فيها نساءً، وليس من الواضح مدى تعميم النتائج على نطاق أوسع عبر البلدان أخرى على سبيل المثال، حيث تختلف اللوائح الغذائية، وتوجد صعوبة في حساب تراكيب الإضافات بدقة وتداخلها عبر العديد من الأنماط الغذائية.
قال ألان باركلي، زميل في جامعة سيدني ولم يشارك في العمل: «المشاركات الملحوظة نسبتها أقل من 20٪، لذا فإن التحيز المتبقي والمحتمل يعد مشكلة كبيرة في هذه الدراسة».
مع ذلك، يثير هذا الأمر مسألة لم تُبحث على نحو كافٍ من قبل؛ وهي كيفية تفاعل المضافات الغذائية مع بعضها وتأثيرها في صحتنا.
يمكن للأبحاث المستقبلية أن تتناول أسباب هذه العلاقة، وكيفية إضافتها إلى معرفتنا بأضرار الأطعمة فائقة المعالجة.
كتب الباحثون: « تشير هذه النتائج إلى أنه قد يكون من المهم النظر في مزيج الإضافات الغذائية عند إجراء تقييمات السلامة، بالإضافة إلى أنها تدعم التوصيات الصحية العامة للحد من استخدام الإضافات غير الضرورية».
اقرأ أيضًا:
هل يمكن أن يرتبط النمط الثاني من مرض السكري بخطر الإصابة بمرض ألزهايمر؟
ما العلاقة بين مرض السكري ومرض الشريان المحيطي؟
ترجمة: رغد شاهين
تدقيق: حسام التهامي
مراجعة: ميرڤت الضاهر