قد نتطلع طوال اليوم إلى أخذ قيلولة ولكننا مع ذلك نشعر بشعور سيئ عند الاستيقاظ منها، فما سبب حدوث هذا؟

يمنحنا أخذ قيلولة قصيرة في منتصف النهار فوائد عديدة، مثل تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية وتعزيز الجهاز المناعي وتخفيف التعب، إضافةً إلى أنه يحسن أداءنا في العمل ويساعدنا على البقاء متيقظين.

يتناول بعض الأشخاص كوب قهوة مباشرةً قبل القيلولة، إذ قد تساعد كمية قليلة من الكافيين إلى جانب قليل من النوم على الشعور بالنشاط عند الاستيقاظ.

إلا أن هذه القيلولة القصيرة للأسف لا تعطي المفعول ذاته لدى أشخاص آخرين، بل إنهم عندما يستيقظون قد يشعرون بالنعاس والضيق أكثر من ذي قبل.

نمر في أثناء النوم بمراحل مختلفة، مثل حركة العين السريعة (REM)، وحركة العين غير السريعة (NREM). تشكل مرحلة حركة العين غير السريعة معظم دورات النوم، وهي تنقسم إلى أطوار النوم الخفيف والمتوسط والعميق.

ننتقل في دورة النوم عادةً من مرحلة اللاوعي إلى مرحلة حركة العين غير السريعة ثم مرحلة حركة العين السريعة التي نرى فيها الأحلام، إذن ما سبب شعورنا بالإرهاق عند الاستيقاظ من قيلولة قصيرة؟

يعزى ذلك إلى حالة تسمى قصور النوم، وهي تحدث عندما تكون القيلولة أقصر أو أطول من اللازم.

تعرّف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قصور النوم على أنه: «حالة مؤقتة من الشعور بالارتباك وتراجع الأداء والحالة المزاجية بعد الاستيقاظ من النوم، وقد يرافقه ضعف الذاكرة قصيرة المدى وتباطؤ في وقت الاستجابة وسرعة التفكير والاستنتاج والتذكر والتعلم».

يحدث قصور النوم غالبًا عندما يستصعب الجسم الاستيقاظ من مرحلة حركة العين غير السريعة العميقة؛ يصف بعض الأشخاص هذا الشعور بـ«ثمالة النوم»، وهو لا يستمر عادةً سوى مدة قصيرة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة، بيد أنه قد يصل في بعض الحالات إلى ساعتين.

لم يتوصل العلماء إلى تفسير محدد لسبب قصور النوم، لكن طُرحت بعض الفرضيات، مثل:

  •  قد ينجم قصور النوم عن جزيء الأدينوسين، الذي يتراكم طوال اليوم وتنخفض مستوياته في أثناء النوم، إذ قد نشعر بالتعب بعد أخذ قيلولة نظرًا إلى أن جسمنا لم يحظَ بالوقت الكافي للتخلص من الأدينوسين.
  •  تتضمن مرحلة حركة العين غير السريعة موجات تزداد بعد الحرمان من النوم تسمى موجات دلتا، وقد يحدث قصور النوم عندما يفشل الدماغ في تقليل موجات دلتا.
  •  يتغير معدل تدفق الدم في الدماغ خلال مراحل دورة النوم المختلفة، وقد ينتج قصور النوم عندما ينخفض الدم في الدماغ؛ إذ لوحظ أن تدفق الدم يقل لدى الأشخاص الذين يعانون متلازمة التعب المزمن، ويؤدي ذلك إلى أعراض مشابهة لقصور النوم.

يؤثر قصور النوم غالبًا في الأشخاص الذين يعملون بمناوبات متغيرة أو الذين يعملون بدوام ليلي، وهو يسبب انخفاض اليقظة العقلية في أثناء العمل وتباطؤ ردود الفعل، ما يؤدي بدوره إلى زيادة الإصابات المتعلقة بالعمل وسوء اتخاذ القرارات.

إذن كيف يمكننا التغلب على قصور النوم ؟

يقول طبيب الأعصاب بنجامين ناجر من مستشفى نورث وسترن ميديسن هنتلي: «تمنعنا القيلولة القصيرة التي لا تتجاوز مدتها 15 دقيقة من الوصول إلى مراحل النوم العميقة التي تجعلنا نشعر بالنعاس بعد الاستيقاظ»، لذا قد يجدر بنا ضبط المنبه قبل أخذ قيلولة قصيرة حتى لا نستغرق في النوم».

اقرأ أيضًا:

لا تفرّط بقيلولة بعد الظهر لحيوية دماغية أفضل

زيادة طول القيلولة عند كبار السن دليل على الخرف!

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر