اكتشف محبو البحث عن الكنوز حول العالم أشياء مهمة وقيّمة بأدوات رخيصة الثمن، منها كاشف المعادن، ونستعرض في هذا المقال ثمانية من هذه الاكتشافات.

1- حذاء كورتيز:

اشترى صائد كنوز هاوٍ في المكسيك جهاز كاشف المعادن من متجر راديو شاك للإلكترونيات وغامر في صحراء سونورا المحظورة. تنتشر مناجم الذهب والفضة عبر شمال المكسيك لكن احتمالات العثور على قطعة ذهب (نوع الذهب الغريني) عشوائيًا في وسط الصحراء تكاد تكون مستحيلة.

باستخدام مهاراته في الكشف عن العملات المعدنية المدفونة في فناء منزله الخلفي، شرع الرجل في العمل ببطء لمسح منطقة من صحراء ألتار الكبرى المُشاع احتوائها على قطع ذهب، وبعد مئات الساعات تحت أشعة الشمس الحارقة أصدر كاشف المعادن صوت تنبيه وأضاءت الشمس قطعة صغيرة من الذهب على السطح. فحفر الرجل بعناية حول قطعة الذهب التي كبرت كلما استمر بالحفر، وعندما انتهى أخيرًا وجد قطعة ذهب صلبة شبيهة بالحذاء بارتفاع 10 بوصات وبعرض 7 بوصات وتزن أكثر من 11 كيلوغرامًا.

ما تزال قطعة الذهب المعروفة بـ”حذاء كورتيز” نسبةً لبحر كورتيز، أكبر قطعة ذهب مكتشفة على الإطلاق في نصف الكرة الغربي. ويقال أن المكتشف الأصلي باعها لرئيسه مقابل 30 ألف دولار، وانتقلت حيازتها عدة مرات منذئذ. بيع حذاء كورتيز في العام 2008 في المزاد بمبلغ 1,553,500 دولار.

2- كنز ستافوردشاير:

تحاربت سبعة ممالك أنجلو-سكسونية للتسيّد والهيمنة في العصور الوسطى في أراضي إنجلترا الحالية. كانت مرسيا واحدة من أكبر وأقوى الممالك التي امتدت أراضيها على المنطقة المعروفة باسم ميدلاندز.

عثر مكتشف معادن بريطاني عام 2009 على كنز مذهل في ستافوردشاير التي كانت قلب مملكة مرسيا. يعد هذا الاكتشاف عظيمًا نظرًا لأن عمليات الحفر السابقة عن الأثريات الأنجلو-سكسونية لم تكشف سوى عن مخابئ صغيرة للمجوهرات والأشياء العادية بينما احتوى “كنز ستافوردشاير” على أكثر من 4000 قطعة ويعد أكبر تشكيلة من القطع المعدنية الفضية والذهبية الأنجلوسكسونية في العالم.

تضمن كنز ستافوردشاير بقسمه الأكبر معدات حربية بما في ذلك سيوفًا وخوذًا أكثرها استثنائيةً خوذة ذهبية وفضية مزخرفة لأحد الملوك، تدل مضمونات الكنز على موهبة حرفيي المعادن الأنجلو-سكسون.

يعد سبب دفن الكنز في القرن السابع الميلادي مجهولًا، ولكن ربما كانت الأشياء عبارة عن غنائم معركة أو حتى هبات للآلهة.

3- كأس ديرينافلان:

في عام 1980 اكتشف مايكل ويب وابنه مايكل جونيور أطلال دير وكنيسة قديمين معروفين باسم ديرينافلان يرجع تاريخهما إلى القرن الثامن الميلادي في مقاطعة تيبيراري في أيرلندا.

في أثناء مسح أراضٍ شمال شرق جدران الكنيسة الحجرية المتهدمة نبه كاشف المعادن عن شيء كبير ومعدني أسفل السطح، ابتهج الأب وابنه بالعثور على كنز من المعادن داخل حفرة ضحلة، وكانت أكثر قطع الكنز تميزًا هي كأس من العصور الوسطى ذات وعاء عريض وعميق مصنوعة من الفضة المطروقة.

4- كنز الفايكنغ:

أبحر قراصنة الفايكنغ الاسكندنافيين عبر بحر الشمال لمداهمة ونهب الجزر البريطانية في القرن الثامن الميلادي، وأنشؤوا بعد قرن مستوطنات دائمة في اسكتلندا وأيرلندا وإنجلترا وحكم العديد من ملوك الفايكنغ إنجلترا في القرن الحادي عشر.

اكتشف ديريك مك-لينان رجل الأعمال المتقاعد عام 2014 بواسطة كاشف المعادن كنزًا يعتقده الكثيرون بأنه الأكبر بالنسبة لآثار الفايكنغ في تاريخ المملكة المتحدة.

احتوى الكنز المُخبأ فيما يعرف بخزنة غالواي على 100 قطعة أثرية لا تقدر بثمن يُعتقد أنها دُفنت حوالي سنة 900 ميلادية، وعثر مك-لينان على الكنز في نفس الحقل الاسكتلندي الذي اكتشف به 300 قطعة نقدية من العصور الوسطى قبل عام واحد فقط.

جُمعت كنوز الفايكنغ في خزنة غالواي من جميع أنحاء العالم القديم وكانت إحدى أكبر القطع عبارة عن إناء مزخرف ومغلف بالكتان يعتقد أنه صنع في آسيا الوسطى قبل وجود الكنز بقرون، ومن بين الآثار المذهلة الأخرى صليب فضي مرصع بصفائح ذهبية مُفصلة وجرة صغيرة من الكريستال الصخري مرتكزة على ذهب مزركش.

5- كأس إسباني بقيمة مليون دولار:

تحطمت سفينة إسبانية تُدعى سانتا مارغريتا في العام 1622 بسبب إعصار قبالة ما يُعرف اليوم بسواحل كي ويست بولاية فلوريدا. غرق أكثر من 140 من الركاب والطاقم مع السفينة التي حملت صناديق مليئة بسبائك الذهب والفضة والمجوهرات الفخمة وغيرها من كنوز العالم الجديد، وبقي حطام سفينة مارغريتا وغنائمها لأكثر من 400 عام مدفونين في وحل ورمال مضيق فلوريدا، حتى جاء العام 1980 واكتشف فريق بحث وإنقاذ جزءًا من السفينة على بعد 40 ميلًا قبالة سواحل فلوريدا، من ضمنها كنوز تُقدر ب25 مليون دولار وبقي المزيد مبعثرًا في الأسفل بفعل قرون من المد والجزر والعواصف. ثم قام صائد الكنوز الغواص مايك ديمار البالغ 20 عامًا في العام 2008 بمسح قاع المحيط بالقرب من حطام سانتا مارغريتا مستخدمًا كاشف المعادن المائي فوجد ما اعتقده أنه علبة بيرة قديمة مدفونة في الرمال البيضاء، وعندما أبعد ديمار الحطام رأى كأسًا من الذهب الخالص كبيرًا كفايةً لحمل كرة بيسبول، وقدرت قيمته بأكثر من مليون دولار.

6- كأس رينغلمير الذهبي:

قد يصح القول بأن كل حقول المزارعين في إنجلترا تمثل موقعًا أثريًا محتملاً، إذ كان كليف برادشو عامل الكهرباء المتقاعد في العام 2001 يمسح حقل قمح شرقي كينت عندما نبهه كاشف المعادن إلى شيء كبير تحت السطح مباشرة، عندما أخرجه برادشو من التربة أدرك فورًا أنه شيء ذهبي قديم.

بدت الكأس الذهبية المسحوقة بواسطة محراث مألوفة، فبحث برادشو عندما عاد إلى المنزل في كتبه الأثرية ووجد تطابقًا لها مع قطعة أثرية من العصر البرونزي تُعرف باسم كأس ريلاتون.

سرعان ما أكد علماء آثار المتحف البريطاني أن الكأس الذهبية من كينت تعود فعلًا للعصر البرونزي وصُنعت من قطعة ذهبية واحدة بين عامين 1700 و1500 ق.م وكانت واحدة من خمس أوعية ذهبية معروفة من العصر البرونزي عُثر عليها في أوروبا. يُعرف اكتشاف برادشو الآن باسم كأس رينغلمير الذهبي، ويقال إنه تقاسم مبلغه المُقدر 520 ألف دولار مع مالك الأرض.

7- مُجسم تاج ملكي مفقود:

مارس كيفن دوكيت اكتشاف المعادن لمدة 30 عامًا قبل أن يكتشف ما غير حياته بالقرب من بركة في نورث هامبتونشاير بإنجلترا في صيف عام 2017 عندما نبهه كاشف المعادن إلى ما ظنه دوكيت قطعة مكدسة من رقائق الألومنيوم أولًا، لكن عند الفحص الدقيق رأى وجهًا صغيرًا يحدق به، إذ كان ما وجده مُجسم صغير ذهبي لملك يحمل صولجانًا وصليبًا، ولم يكن طول الملك الصغير أكثر من 6.3 سنتيمتر.

أجرى دوكيت بعض الأبحاث واقتنع بأن المجسم الصغير هو جزء من تاج الملك هنري الثامن في القرن السادس عشر وانتقل إلى ورثته الملكيين إلا أنه دُمر في العام 1649 بأوامر أوليفر كرومويل الثوري المناهض للملكية، ولكن يُفترض اختفاء المجسم الذهبي قبل أن يُذاب التاج.

تُعد نظرية دوكيت قوية منذ أن تطابق مجسمه تقريبًا مع مجسم مماثل له من نسخة طبق الأصل لتاج هنري الثامن في قصر هامبتون كورت. يمكن أن تبلغ قيمة شيء بهذه الأهمية التاريخية أكثر من مليوني جنيه إسترليني.

8- مراهقة تكتشف خزنة فؤوس قديمة:

لم تُجرِ ميلي هاردويك ذات الثلاثة عشر عامًا سوى ثلاث رحلات للبحث عن المعادن حتى قامت باكتشاف مثير بالقرب من رويستون بإنجلترا في العام 2021 في حقلٍ ملأه الضحك عقب صوت كاشف المعادن حينما وجد والد ميلي خزنة من نصول فؤوس تعود إلى العصر البرونزي.

كانت الفؤوس المصنوعة من البرونز الصلب من أقدم الأسلحة المعدنية المصنوعة في إنجلترا 2300 ق.م. اكتشفت ميلي ووالدها 65 قطعة في ذلك اليوم ووجدت بعثة أثرية بعد ذلك كنزًا قريبًا يحتوي على أكثر من 135 قطعة.

اقرأ أيضًا:

اكتشاف حطام سفينة إسبانية عليها كنوز لا تقدر بثمن

تسع قطع مدهشة وُجدت في مقبرة توت عنخ آمون

ترجمة: صفا روضان

تدقيق: يوسف صلاح صابوني

المصدر