الكيسة المبيضية هي جيب يوجد داخل أو على سطح أحد المبيضين أو كليهما، ويحوي سائلًا أو مادةً شبه صلبة. المبيضان هما عضوان صغيران في الحوض وظيفتهما احتواء خلايا البويضات وإفراز الهرمونات، مثل الإستروجين والبروجسترون.

لكيسات المبيض أنواع متعددة، معظمها حميد وغير مؤلم. لا تسبب كيسات المبيض عادةً أية أعراض. من المحتمل ألا تعلم الأنثى بوجود كيسة مبيضية لديها إلا إذا ظهرت في أثناء فحص الحوض الروتيني أو إجراءات التصوير.

نادرًا ما تسبب كيسات المبيض أي مضاعفات. فحوصات الحوض الدورية ومراجعة الطبيب حال الشعور بأي أعراض تفيد في تلافي أخطار كيسات المبيض.

ما أنواع كيسات المبيض؟

معظم كيسات المبيض هي كيسات مبيضية وظيفية. تتشكل جزءًا من التغيرات الطارئة على الجسم في أثناء دورة الطمث. تتكون كيسات المبيض في حالات أقل شيوعًا لأسباب غير متعلقة بدورة الطمث.

  • الكيسات الوظيفية: الكيسات الوظيفية هي أكثر أنواع كيسات المبيض غير المرضية شيوعًا. تتشكل هذه الكيسات نتيجةً للإباضة «تحرير المبيض للبويضة». تدل هذه الكيسات على أن المبيضين يعملان كما ينبغي. تنكمش الكيسات المبيضية عمومًا مع الوقت، عادةً في غضون 60 يومًا، دون الحاجة إلى علاج.
  •  الكيسات الجريبية: يوجد كيس صغير في المبيض، يُسمى الجريب، يحرر بويضةً كل شهر جزءًا من الدورة الطمثية. تتكون الكيسات الجريبية حين لا يحرر الجريب هذه البويضة. عوضًا عن ذلك، يمتلئ الجريب بالسوائل ويزداد حجمه.
  •  كيسات الجسم الأصفر: يشكل الجريب بعد تحرير البويضة مجموعةً من الخلايا المفرزة للهرمونات تُسمى الجسم الأصفر. تتشكل كيسة الجسم الأصفر عندما يتجمع السائل في الجسم ما يزيد من حجمه.

تسمى الكيسات الوظيفية أحيانًا الكيسات البسيطة.

أنواع أخرى من الكيسات:

لا تتكون جميع أنواع كيسات المبيض نتيجةً لدورة الطمث. لا تشير هذه الأنواع من الكيسات بالضرورة إلى أمراض، لكن يراقب الطبيب الحالة تفاديًا لأي مضاعفات. من أنواعها:

  •  الأورام الغدية الكيسية: يتشكل هذا النوع من الكيسات على السطح الخارجي للمبيض. قد تكون ممتلئةً بسائل خفيف مائي القوام أو سائل سميك مخاطي.
  •  الكيسات الجلدية «الأورام المسخية»: تتكون الكيسة الجلدية من خلايا قادرة على تشكيل جميع أنواع النسج في جسم الإنسان، من الجلد والشعر والأسنان وحتى النسيج الدماغي.
  •  الورم البطاني الرحمي: تمتلئ هذه الكيسات بالنسيج البطاني الرحمي، وهو نوع النسيج ذاته الذي يسقط في أثناء دورة الطمث كل شهر.
  •  الورم المبيضي: على عكس الحالات السابقة، تظهر الكيسات الورمية المبيضية على هيئة كتل صلبة من الخلايا الورمية.

من يتأثر بكيسات المبيض؟

قد تتشكل كيسات المبيض لدى أي أنثى تملك مبيضين. تزداد احتمالية ذلك بناءً على:

  •  العمر: الكيسات المبيضية أكثر شيوعًا قبل سن انقطاع الطمث.
  •  حالة الحمل: تتشكل كيسات المبيض على الأرجح خلال فترة الحمل.
  •  السوابق المرضية لكيسات المبيض: تزداد احتمالية تكون كيسة مبيضية حال وجود حالة سابقة لذلك.
  •  الوضع الطبي الحالي: يزداد تشكل الكيسات شيوعًا إذا كانت المريضة مصابةً بالورم المبيضي الرحمي، أو لديها مشكلات هرمونية أو تتناول أدويةً تساعد على الإباضة مثل الكلوميفين.

هل كيسات المبيض حالة خطيرة؟

لا، ليست حالة خطيرة عادةً. معظم كيسات المبيض غير ضارة، وتُشفى تلقائيًا. نادرًا ما تسبب بعض أنواع الكيسات مضاعفات أو تصبح سرطانية. أقل من 1% من كيسات المبيض سرطانية. يتابع الطبيب الكيسة التي تسبب قلق المريضة لتقليل احتمالية حدوث أي مضاعفات.

الأعراض والأسباب:

ماسبب تشكل كيسات المبيض؟

تعد الإباضة السبب الأساسي لها. تتضمن الأسباب الأخرى:

  •  التكاثر غير الطبيعي للخلايا: يمكن للتكاثر غير السوي للخلايا أن يسبب كيسات مثل الأورام الغدية الكيسية والكيسات الجلدية.
  •  الورم البطاني الرحمي: تتشكل كيسات على سطح المبيض في مرحلة متقدمة من هذا الورم.
  •  الداء الالتهابي الحوضي: تنتشر بعض الالتهابات الحوضية الشديدة لتصل إلى المبايض، مسببةً تشكل كيسات المبيض.

أعراض وجود كيسة مبيضية:

لا تسبب الكيسات الصغيرة أي أعراض. قد لا تعلم الأنثى في هذه الحالات بتشكل الكيسة. أما الكيسات الأكبر حجمًا فتسبب:

  •  ألم حوضي أو ألم خفيف في الظهر.
  •  شعور بانتفاخ أسفل البطن، قد يبدو أوضح في أحد جانبي الجسم.
  •  ألم في أثناء الجماع.
  •  دورات طمثية مؤلمة.

يشير استمرار الأعراض إلى حالة «متلازمة المبيض متعدد الكيسات». التي تتمثل في دورات طمثية غير منتظمة ومشكلات هرمونية أخرى، مثل السمنة والعقم. تتضمن الأعراض الأخرى كثرة الشعر وصعوبة فقدان الوزن.

ما الشعور الناتج عن وجود كيسة على المبيض؟

تختلف تجربة وجود كيسة مبيضية بين شخص وآخر. قد تشعر الأنثى بـ :

  •  لا ألم على الإطلاق.
  •  عدم ارتياح خفيف أو شعور بالامتلاء.
  •  ألم يوصف بأنه حاد أو شديد.
  •  عدم ارتياح وألم غير متواصل دون تفسير.

هل تسبب كيسات المبيض زيادة الوزن؟

نعم. قد تؤدي الكيسات إلى الانتفاخ، ما يساهم في اكتساب الوزن. تفرز بعض الكيسات هرمونات تؤدي إلى زيادة الوزن.

ما مضاعفات كيسات المبيض؟

  •  كيسة سرطانية: تزداد احتمالية أن تتحول الكيسات إلى سرطانية في حالة الكيسات التي تتطور بعد سن انقطاع الطمث.
  •  تمزق الكيسة المبيضية: تتمزق الكيسات الوظيفية عادةً دون أن تسبب أي أعراض سلبية. لكن أحيانًا، تسبب الكيسة الممزقة آلامًا حادةً وانتفاخًا في البطن. تزداد احتمالية تمزق الكيسة كلما كان حجمها أكبر.
  •  الالتواء المبيضي.
  •  قد تزداد الكيسات في الحجم حتى تسبب انثناءً في شكل المبيض، ما يزيد احتمالية التوائه. قد يمنع هذا الانفتال وصول الدم إلى المبيض، مؤديًا إلى موته. تشمل أعراض وجود التواء المبيض الألم الحاد والغثيان والتقيؤ.

يجب طلب المساعدة الطبية على الفور إذا كانت السيدة تعاني أعراض تمزق الكيسة المبيضية أو التواء المبيض.

التشخيص والاختبارات:

كيف تُشخص كيسات المبيض؟

يشخص الطبيب عادةً الأعراض السابقة بأنها حمل. قد يلجأ الطبيب إلى الفحوص التالية لتشخيص الكيسة المبيضية:

  •  فحص الحوض: بحثًا عن أي كتل أو تغيرات.
  •  الموجات فوق الصوتية: إجراء تصويري يستخدم أمواجًا صوتية لتشكيل صور عن أعضاء الجسم الداخلية. يكشف الفحص عن وجود كيسات على المبيض، إضافةً إلى موقعها وهل تحوي مادة سائلة أم صلبة.
  •  تنظير البطن: يتم هذا الإجراء في غرفة العمليات. يدخل الطبيب آلة تصوير عبر شق في البطن يكشف بها عن الأعضاء التناسلية وجوف الحوض. إذا شخّص الطبيب وجود كيسة مبيضية، تُمكن إزالتها.

الإشراف والعلاج:

كيف تعالج كيسات المبيض؟

يعتمد اختيار العلاج المناسب على عوامل عديدة مثل العمر والأعراض وسبب تشكل الكيسة المبيضية.

المتابعة:

تزول كيسات المبيض الوظيفية عادةً دون علاج. على ذلك، إذا كانت الكيسة وظيفية، يقترح الطبيب عادةً اتباع نهج المراقبة والانتظار. قد يتعين على المريضة إجراء فحوصات بالأمواج فوق الصوتية على مدى الأسابيع أو الأشهر التالية، لمراقبة حالة الكيسة وهل تراجعت أم لا.

الأدوية:

يصف الطبيب أدويةً هرمونية، توقف الإباضة ما يقي من تشكل كيسات مبيضية مستقبلية.

الجراحة:

إذا سببت الكيسة المبيضية أعراضًا وازداد حجمها، قد يستلزم الأمر إجراء عملية جراحية لاستئصالها. يعتمد نوع العملية على حجم الكيسة ومظهرها في صورة الأمواج فوق الصوتية. تشمل العمليات المختلفة مايلي:

  •  تنظير البطن: تتضمن هذه العملية إدخال آلة تصوير عبر شق صغير في البطن، تكشف الأعضاء التناسلية وجوف الحوض. تمكن إزالة الكيسة المبيضية بإجراء بضع صغير «استئصال الكيسة المبيضية».
  •  شق البطن: يُلجأ إلى هذه العملية إذا كانت الكيسة المبيضية كبيرةً جدًا أو لوجود مخاوف أخرى.

إذا شك الطبيب في وجود ورم، يستشير عادةً مختص الأورام، للتوصل إلى أفضل خيارات العلاج.

الوقاية:

هل تمكن الوقاية من كيسات المبيض؟

يوقف تناول الأدوية الهرمونية -مثل حبوب منع الحمل- الإباضة. تقترح بعض الدراسات قدرة هذه الحبوب على منع عودة بعض الكيسات المبيضية.

تُعد كيسات المبيض عادةً غير ضارة، ما يجعل الوقاية منها غير ضرورية. عوضًا عن ذلك، يجب الانتباه إلى وجود أي أعراض تشير إلى وجود كيسة وإخبار الطبيب بها. تساعد الفحوص الدورية للحوض في العثور على أي كيسات مبيضية بحاجة إلى علاج.

المراقبة والتشخيص:

ماذا يجب أن تتوقع من لديها كيسة مبيضية؟

تُعد معظم الكيسات المبيضية كيسات وظيفية تزول عادةً في غضون أشهر. يُنصح بإجراء صور دورية للتحقق من أن الكيسة لا تزداد في الحجم. يجب اتباع توجيهات الطبيب بدقة إذا وجد أن الكيسة قد تسبب مضاعفات في المستقبل. قد يقترح الطبيب الانتظار والمراقبة، أو تناول بعض الأدوية، أو كليهما معًا. قد تحتاج بعض الكيسات المقلقة عمليات جراحية.

التعايش مع الحالة:

متى يجب القلق من وجود كيسة مبيضية؟

تتطلب الكيسات التي تسبب أعراضًا وتزداد في الحجم مراقبةً أكثر من الكيسات التي لا تسبب هذه الأعراض. تجب متابعة الأعراض وإخبار الطبيب بها. يجب الالتزام بنصائح الطبيب في تحديد المواعيد اللازمة لمراقبة الكيسات المسببة للقلق.

متى تجب استشارة الطبيب؟

تجب مراجعة الطبيب عند ظهور أي مما يلي:

  •  دورات طمثية متأخرة، غير منتظمة، أو مؤلمة.
  •  آلام متزايدة في البطن.
  •  انتفاخ البطن.
  •  صعوبة في التبول وإفراغ المثانة.
  •  ألم في أثناء الجماع.
  •  الشعور بالانتفاخ، الضغط، وعدم الارتياح في البطن.
  •  فقدان الوزن دون سبب واضح.
  •  الشعور بوهن عام.

يجب طلب المساعدة على الفور عند ملاحظة أعراض الالتواء المبيضي:

  •  آلام شديدة في البطن تظهر فجأةً، وتترافق مع الحمى والتقيؤ.
  •  الشعور بدوار أو إغماء مع سرعة التنفس.
  •  بشرة باردة ورطبة.

خاتمة:

كيسات المبيض حالة شائعة وعادةً ما تكون غير ضارة، لا يجب القلق إذا وجد الطبيب كيسةً في أثناء فحص الحوض أو الفحص بالأمواج فوق الصوتية. توجد احتمالية كبيرة أن الكيسة المبيضية تشكلت جزءًا من دورة الطمث، وهي تزول عادةً في غضون شهر أو اثنين. إذا وجد الطبيب كيسةً تسبب القلق، ينصح باتباع تعليماته في الخطوات القادمة. يجب تحديد فحوصات دورية للحوض للكشف المبكر عن أي كيسات مبيضية ووصف العلاج المناسب لها.

اقرأ أيضًا:

متلازمة المبيض متعدد الكيسات: الأعراض والأسباب والعلاج

ربما نعرف أخيرًا السبب وراء متلازمة المبيض متعدد الكيسات

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر