تتكون كيسة بيكر في الجانب الخلفي من الركبة، وهي أكياس صغيرة تظهر على شكل كتل تمتلئ بالسوائل، وتتشكل نتيجة إصابة مفصل الركبة بأذى أو ورم حوله.

لا تُعد كيسة بيكر مشكلة خطيرة، لكن يجب على الشخص مراجعة الطبيب لتشخيصها، إذ قد تتشابه الأعراض مع مشكلات أخرى أخطر مثل الخثرة الدموية.

ما كيسة بيكر؟

هي كيسة صغيرة تظهر على شكل كتل مليئة بالسوائل في الجانب الخلفي من الركبة، تُسمى أحيانًا اسم الكيسات المأبضية والكيسات الزليلية، كلها أسماء مختلفة للمشكلة ذاتها.

تتشكل كيسة بيكر نتيجة ضرر يصيب مفصل الركبة أو الأنسجة المحيطة به، ما يسبب ارتشاح مزيد من السوائل من مفصل الركبة باتجاه واحد وهو الجانب الخلفي من الركبة، ما يؤدي إلى تشكل كيسة بيكر.

تُعد أكياس بيكر حميدة، ما يعني أنها ليست أورامًا ولا تُعد عرضًا أو سببًا للسرطان، لكن تجب مراجعة الطبيب عند ملاحظة نمو جديد أو كتلة في الجانب الخلفي من الركبة، خصوصًا بعد التعرض لأذى حديث في الركبة أو لدى المصابين بالتهاب المفاصل.

الأعراض والأسباب:

ما أعراض كيسة بيكر؟

يعد الانتفاخ المُتشكّل في الخلف من الركبة العرض الأوضح لكيسة بيكر، وتشمل الأعراض الأخرى:

  1.  ألم في الركبة.
  2.  الصلابة.
  3.  مشكلات في ثني الركبة بالمجال الطبيعي لحركة المفصل «تحدّد مجال الحركة».
  4.  تورّم في الركبة أو في الساق.

لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بكيسة بيكر أعراضًا معينة، وقد لا يدرك الشخص إصابته بالكيسة إلا بعد أن يخبره الطبيب بذلك عند إجراء فحص لمشكلة أخرى تؤثر في مفصل الركبة.

قد تسبب كيسة بيكر أحيانًا تورمًا وتغيرًا في لون الجزء السفلي من الساق، ويتشابه ذلك مع أعراض الخثرة الدموية. الخثرة الدموية حالة إسعافية تستوجب مراجعة الطبيب فورًا حال الشك بوجودها، بوسع الطبيب التحقق من الأعراض وتحديد هل الحالة هي كيسة بيكر أم خثرة دموية.

ما أسباب تشكّل كيسة بيكر؟

قد يسبب أي ضرر يصيب مفصل الركبة تورمًا، من ثم تتشكل كيسة بيكر، وأكثر الأسباب شيوعًا هي الأنواع المختلفة لالتهاب مفصل الركبة وإصاباته.

تشمل أشكال التهاب المفاصل المسببة لكيسة بيكر:

  1.  الفصال العظمي «الداء المفصلي التنكسي».
  2.  التهاب المفاصل الرثياني.
  3.  النقرس.

عند إصابة الشخص بأذى في الركبة، فقد يؤدي إلى تورم في المفصل، ما يسبب تشكل كيسة بيكر، من أهم الأسباب:

  1.  إصابات الإجهاد المتكررة «الإصابات الناتجة عن الاستخدام المفرط».
  2.  تمزق الغضاريف الهلالية في مفصل الركبة.
  3.  فرط التمدد.
  4.  الالتواء.
  5.  خلع المفصل.
  6.  كسور العظام.

قد تسبب إصابات الأربطة في مفصل الركبة تشكل كيسة بيكر، مثل:

  •  تمزق الرباط الصليبي الأمامي.
  •  تمزق الرباط الجانبي الإنسي.
  •  تمزق الرباط الجانبي الوحشي.
  •  تمزق الرباط الصليبي الخلفي.

عوامل خطورة كيسة بيكر:

قد يُصاب أي شخص بكيسة بيكر، خاصةً إذا كان يعاني التهاب المفاصل أو إصابة في الركبة، تشمل الفئات الأكثر احتمالًا للإصابة بكيسة بيكر:

  •  الأشخاص بعمر 35 إلى 70 عامًا.
  •  الرياضيين.
  •  الأشخاص الذين يمارسون ضغطًا كبيرًا على الركبة في العمل أو في أثناء ممارسة الهوايات.
  •  الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل.

ما مضاعفات كيسة بيكر؟

يعد التمزق هو السبب الأكثر شيوعًا لتكوّن كيسة بيكر، إذ يحدث عند امتلاء الجيب المحيط بالكيسة سريعًا، أو بشكل يطبق ضغطًا كبيرًا على الكيسة ما يسبب التمزق.

قد تسبب كيسة بيكر المتمزقة أعراضًا أخرى في الركبة والجزء السفلي من الساق، منها:

  •  ألم حاد في الركبة أو ربلة الساق.
  •  تورم في الربلة والجزء السفلي من الساق.
  •  شعور يشبه تدفق سائل للأسفل من الساق.
  •  ألم في الأعصاب.
  •  متلازمة الحجرات «ضغط مؤلم متزايد في العضلات».

التشخيص والاختبارات:

كيف تُشخّص كيسة بيكر؟

يشخص الطبيب كيسة بيكر بواسطة فحص بدني، إذ يفحص الساق ويبحث عن كتلة في الجانب الخلفي من الركبة. يُنصح بمراجعة الطبيب عند ملاحظة كتلة أو أي أعراض أخرى، يجب على الشخص عند إصابة ركبته إخبار الطبيب عن نوع النشاط الذي كان يمارسه قبل الإصابة.

اختبارات تشخيص كيسة بيكر:

يستخدم الطبيب بعض الاختبارات التصويرية لتشخيص كيسة بيكر، منها:

  •  الصور الشعاعية.
  •  التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي.

التدبير والعلاج:

كيف تُعالج كيسة بيكر؟

يعالج الطبيب عادةً السبب المؤدي لتشكل كيسة بيكر أكثر من علاج الكيسة نفسها، إذ تزول الكيسة عادةً فور شفاء الركبة من الأذى التي تعرضت له، ويعتمد علاج الكيسة على الأذى أو الحالة التي سببت تشكلها.

يمكن علاج معظم الإصابات الصغيرة باستخدام طريقة تُسمى (RICE)، اختصارًا للأحرف الأولى التي تبدأ بها الخطوات الأربع:

  •  الراحة: التوقف عن ممارسة النشاط الجسدي الذي سبب الأذى كيلا تسوء الإصابة.
  •  الثلج: وضع قطعة من الثلج أو الضغط بشيء بارد مدة عشر إلى خمس عشرة دقيقة كل ساعة في اليوم الأول بعد الإصابة، ويكفي وضع الثلج مرة كل ثلاث أو أربع ساعات في اليوم الثاني، لكن يجب عدم وضع الثلج مباشرةً على الجلد بل لف قطعة الثلج بمنشفة أو قطعة قماش.
  •  الضغط: يساعد الضغط في إنقاص تدفق الدم إلى الركبة المصابة، من ثم إنقاص التورم في الركبة. يطبق الضغط باستخدام رباط أو ضمادة حول الركبة، ويمكن أيضًا ارتداء السروال الضاغط الذي يساعد في تطبيق الضغط على مفصل الركبة.
  •  رفع القدم: يجب على الشخص أن يرفع قدمه فوق مستوى القلب إن كان بإمكانه ذلك ويمكنه الاستعانة بالوسائد والبطانيات.

استخدام الأدوية:

قد يقترح الطبيب أدوية لتخفيف الألم والتورم، يستطيع معظم الأشخاص تناول المسكنات التي لا تتطلب وصفة طبية مثل إيبوبروفين ونابروكسن، أو الأسيتامينوفين، لكن يجب ألا يتناول الشخص الأدوية أكثر من عشرة أيام دون استشارة الطبيب.

قد يقترح الطبيب استخدام الستيرويدات أو جرعات من الكورتيزون.

العلاج الطبيعي:

قد يقترح الطبيب العلاج الفيزيائي –الطبيعي- حال كان الشخص يُعالج من إصابة أو يعاني التهاب مفاصل. يوجّه المعالج الفيزيائي المريض إلى تمارين التمدد التي تقوي العضلات حول الركبة المصابة.

جراحة الركبة:

قد يحتاج الشخص إلى الجراحة لإصلاح الغضاريف أو الأربطة في الركبة أو لعلاج كسور العظام. وقد يحتاج الشخص في حالات نادرة إلى جراحة لتصريف السوائل أو لإزالة كيسة بيكر إذا سببت ألمًا شديدًا أو كان تحريك الركبة أمرًا صعبًا، سيحدد الجراح نوع الجراحة وما يمكن للشخص توقعه في أثناء التعافي.

الوقاية:

هل تمكن الوقاية من الإصابة بكيسة بيكر؟

أفضل طريقة لمنع الإصابة بكيسة بيكر هي تجنب أذى الركبة، ويمكن تحقيق ذلك في أثناء النشاطات الجسدية والرياضة بواسطة ما يلي:

  1.  ارتداء أدوات الوقاية الصحيحة.
  2.  تجنب ممارسة الأنشطة حال وجود ألم في الركبة.
  3.  إعطاء الجسم الوقت الكافي للراحة وللتعافي بعد الإصابات الشديدة.
  4.  التمدد والإحماء قبل ممارسة الرياضة.
  5.  التمدد والراحة بعد إتمام النشاط الجسدي.

بعض نصائح السلامة التي يمكنها تقليل خطر الإصابة بأذى:

  •  التحقق من أن المنزل أو مكان العمل خال من الفوضى التي قد تسبب تعثر الأشخاص.
  •  استخدام الأدوات المناسبة في المنزل للوصول للأشياء، ولا يجب الوقوف على الكراسي أو الطاولات أو سطح المنضدة في المطبخ.
  •  استخدام العصا أو الأداة المساعدة في المشي عند وجود صعوبات في المشي أو وجود خطر السقوط.

التوقعات:

كم تستمر كيسة بيكر؟

تعتمد مدة بقاء كيسة بيك على سبب تشكلها، تزول معظم حالات كيسة بيكر حين يزول التورم وتبدأ الركبة بالشفاء، ويستغرق ذلك بضعة أسابيع.

ماذا يحدث إن تُركت كيسة بيكر دون علاج؟

قد تزول كيسة بيكر دون علاج، لكن يجب على الشخص مراجعة الطبيب عندما يلاحظ تورمًا أو انتفاخًا في الجسم، حتى إن لم يحتج الشخص إلى علاج، تجب مراجعة الطبيب حتى يستطيع تشخيص كيسة بيكر للتحقق من أنها ليست مشكلة خطيرة.

يعيد الجسم امتصاص السائل الموجود في الكيسة في أثناء تعافي الركبة ويساعد اتباع نصائح الطبيب على شفاء الركبة ومنح حدوث مزيد من الضرر.

التعايش مع كيسة بيكر:

متى يجب على المصاب بكيسة بيكر مراجعة الطبيب؟

يجب على المصاب بكيسة بيكر مراجعة الطبيب إذا لاحظ انتفاخًا في الساق، كي يتمكن من تشخيصها والتفريق بينها وبين حالات أخرى أخطر مثل التخثرات الدموية.

متى يجب الذهاب إلى غرفة الطوارئ؟

يجب على الشخص الذهاب إلى غرفة الطوارئ إذا عانى من صدمة أو شكّ بإصابته بكسر في العظام أو انفصال مفصل الركبة، ويجب ألا يحاول إعادة المفصل إلى مكانه بل يجب إبقاء المفصل كما هو قدر الإمكان والتوجه إلى غرفة الطوارئ.

ما الأسئلة التي يجب على المصاب أن يوجهها للطبيب؟

  •  هل يعاني الشخص كيسة بيكر أم مشكلة أخرى؟
  •  ما سبب الكيسة؟
  •  ما العلاج الذي يحتاج إليه؟
  •  هل يحتاج إلى جراحة؟
  •  كم ستستمر الكيسة؟

أسئلة شائعة إضافية:

  • كيف يستطيع النوم بوجود كيسة بيكر؟

يستطيع الشخص المصاب بكيسة بيكر النوم طبيعيًا، ويشمل ذلك النوم على الظهر، من غير المحتمل أن يسبب الضغط الناجم عن الاستلقاء تمزق الكيسة ويجب على الشخص التحدث مع مزوّد الرعاية الصحيّة إن كان تطبيق الضغط على الناحية الخلفية من الركبة أو بالقرب من الكيسة يسبب ألمًا أو شعورًا بعدم الراحة.

خاتمة:

معظم حالات كيسة بيكر غير خطيرة، لكن تجب مراجعة الطبيب لتشخيصها وفحصها، للكشف عن وجود كتل أو انتفاخات أخرى في الجسم. تزول كيسة بيكر أحيانًا تلقائيًا ولا تسبب ألمًا دائمًا، لكن تجب مراجعة الطبيب للتحقق من أنها كيسة بيكر وليست مشكلة أخرى أخطر.

اقرأ أيضًا:

أعراض التهاب المفاصل الرثياني

آلام الركبة: الأسباب والعلاج

ترجمة: ميلاد أبو الجدايل

تدقيق: غفران التميمي

المصدر