إن مطفأة الحريق أكثر من مجرد أداة لإخماد الحرائق، إنها قرار بين الحياة والموت، وقد تكون الفارق بين فوضى بسيطة ودخان متصاعد مع القليل من التلف، وبين خراب مهدد للحياة.

لابد من فهم أن اجتماع النار مع الهواء والوقود، يؤدي إلى تضاعف حجمها مرتين كل 30 ثانية، وفي غضون ثلاث دقائق، يصبح الحريق الذي يبدأ بحجم برميل واحد سعته 5 غالونات، حريقًا بحجم 64 برميلًا مشتعلًا.

بعد 180 ثانية فقط من بداية الحريق، قد يتحول الحريق من مصدر إزعاج إلى جحيم قاتل مهدد للحياة.

ما سبق كان مقدمة في علم مكافحة الحرائق، وقد ورد في فصل دراسي في أكاديمية ألينتاون لمكافحة الحرائق، التي افتُتحت حديثًا في ولاية بنسلفانيا، فيما يتعلق بطريقة استخدام مطفأة الحريق.

درّس المدرب جون كريستوفر، قائد الشؤون العامة في إدارة الإطفاء، أسبوعيًا لشريحة واسعة من المجتمع تعقيدات استخدام مطفأة الحريق، وقد ضم ذلك الفصل الموجز موظفي شركات البناء وسائقي الشاحنات وموظفي دور رعاية المسنين. كانت الدورة مختصرة، فبعد 20 دقيقة فقط من مناقشة ماهية الحرائق وكيفية مكافحتها باستخدام مطفأة الحريق، بدأ التطبيق العملي بمواجهة الحريق الأول، الذي يوفره جهاز محاكاة الحرائق العامل بالبروبان، أيضًا فإن ما يتعلق بالإنعاش القلبي الرئوي أو الإسعافات الأولية، من التدريبات التي قد تنقذ الحياة والممتلكات.

يقدم هذا المقال أهم النقاط المتعلقة باستخدام مطفأة الحريق، إضافةً الى بعض التفاصيل الجوهرية.

الاتصال بالنجدة أولًا:

نظرًا إلى سرعة انتشار الحرائق، فإن إهدار بعض الدقائق في الاتصال بالطوارئ لا يبدو أمرا بديهيًا.

يقول كريستوفر: «الخطوة الأولى دائمًا هي الاتصال بالنجدة». ويشير إلى أمر بديهي، فإذا وُجد أكثر من شخص متاح لمكافحة الحريق، يُطلَب من شخص واحد الاتصال في حين يحاول شخص آخر إطفاء الحريق.

يضيف كريستوفر أن التأخر هو عدو السلامة الأول، فأي تأخير في استدعاء قسم الإطفاء عبر الاتصال النجدة قد يكلف الكثير، مع أخذ سرعة انتشار الحريق في الحسبان، ويتابع: «إن أكبر الحرائق التي كان علينا مكافحتها، نتجت عن تأخر شخص ما في الاتصال بقسم الإطفاء».

استخدام مطفأة الحريق:

يجب تحريك مطفأة الحريق أو رفعها بوساطة حاملها، ثم استخدامها لإطفاء الحريق عبر الخطوات الأربع التالية، المُسماه (PASS) تبعًا للأحرف الأولى:

  •  سحب حلقة القفل من مقبض مطفأة الحريق.
  •  تصويب فوهة مطفأة الحريق في اتجاه قاعدة اللهب، ويجب الوقوف على مسافة آمنة من النار تجنبًا للتعرض لأي خطر مباشر منها، لكن ليس بعيدًا بما يجعل مطفأة الحريق غير فعالة، يعني ذلك تقريبًا نحو 2.5 – 3 أمتار.
  •  الضغط على مقبض مطفأة الحريق لبدء تدفق المادة المخصصة لمكافحة الحرائق.
  •  تمرير فوهة المطفأة فوق قاعدة اللهب.

قد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه يتضمن المزيد من النقاط المثيرة للاهتمام.

يقيّم الجهاز المستخدم العامل بالبروبان التقنية المُستعملة في مكافحة الحرائق، يوصل البروبان بالجهاز ويقدح كهربائيًا، يحتوي على صف من أجهزة الاستشعار في مقدمته، ويقيّم أسلوب المستخدم بالحكم على طريقة التصويب ومعدل الحركة عبر أجهزة الاستشعار، وحال حدث خطأ في التصويب أو كان معدل الحركة فوق المستشعرات سريعًا للغاية، فسيواصل جهاز المحاكاة الاشتعال.

نقاط أساسية:

إذا كان الاتصال بالنجدة هو خطوتك الأولى –نموذجيًا، يتم ذلك بينما يستخدم شخص آخر مطفأة الحريق- فإن الهدف الأهم هو إخراج الأشخاص من المبنى أو من السيارة أو بعيدًا عن منطقة الخطر.

يقول كريستوفر: «اجعل الأولوية هي حماية نفسك والآخرين». وحتى لو أُطفِئ الحريق على الفور، يُنصح بإتمام الإخلاء، وتزداد أهمية ذلك حال وجود أطفال أو كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة.

لنفترض أن شخصًا اتصل بالنجدة وبدأ بإخلاء المبنى أو المناطق المحيطة به. ماذا بعد؟ يقول كريستوفر: «لا تدع النار تقف بينك وبين المخرج». في لحظة واحدة، قد يبدو أنك تتفوق على الحريق وتسيطر عليه، لكن في اللحظة التالية تكون النار قد اشتعلت وأغلقت المخرج. قد تكون هذه نهايتك، لذلك يجب أن تبقى يقظًا، ويفضل أن يكون لديك طريق للمخرج في أثناء مكافحة الحريق.

يؤكد كريستوفر: «إذ لم تكن واثقًا، اخرج فورًا!». ذلك نهج بسيط وإن لم يكن شائعًا في التعامل مع الحريق.

إذا لم تنطفئ النار، أو نفدت مطفأة الحريق، فإنك فعلت ما بوسعك. ينصح كريستوفر في هذه الحالة: «فقط اخرج وأغلق الباب خلفك!».

تلك أداة بسيطة وفعالة لمكافحة الحرائق، إذ يؤدي إغلاق الأبواب إلى حرمان اللهب من الهواء الذي يتغذى عليه وينتشر.

يقول كريستوفر: «أولًا، لا تدر ظهرك للنار أبدًا حتى لو ظننت أنك قد أخمدتها، عليك مراقبتها حتى وصول قسم الإطفاء، وثانيًا، أفرغ مطفأة الحريق، لا معنى لمحاولة توفير مادة إخماد الحريق، إذ إن مطفأة الحريق ستتطلب إعادة التعبئة على أي حال. على هذا فليس من الصواب إطفاء الحريق ثم إعادة مطفأة الحريق الفارغة جزئيًا إلى حامل التثبيت، إذ ستحتاج إلى الصيانة أو الاستبدال بالكامل، لذلك يُنصح بإفراغ المطفأة تمامًا لضمان وجود مطفأة حريق ممتلئة وجاهزة لمكافحة الحريق التالي».

تعرف على مطفأتك:

من المؤكد أن النصف الأخير من عام 2023 كان سيئًا فيما يتعلق بالحرائق. في مكتب إيستون في بنسلفانيا وفي وقت سابق من الصيف امتلأ الهواء بالدخان الناتج عن حرائق الغابات الكندية، وفي مأساة أخرى، شُوهد خمسة عشر منزلًا يحترق في الشارع المقابل للمكتب، ونزحت أكثر من 15 عائلة بسبب هذه الحادثة، ولا شك أن الناس جميعًا قد شعروا بالحزن على الخسائر في الأرواح والممتلكات في ماوي.

يموت نحو 2620 شخصًا سنويًا بسبب الحرائق، ولا يمكن تعليم استخدام مطفأة الحريق نظريًا بأي حال. لكل شخص دور في منع الحرائق، وإبلاغ إدارة الإطفاء عند نشوبها، وإيقافها إذا أمكن.

لنتعرف على تركيب مطفأة الحريق:

الثواني تصنع الفارق، ولا أحد يريد أن يصارع مطفأة الحريق لإخراجها من حامل التثبيت، إذ يجب رفع المطفأة وتركها تنزلق من دعامتها.

تختلف أنواع مطفأة الحريق، المطافئ الأكثر شيوعًا في المناطق السكنية والتجارية هي من النوع (ABC)، المصمم للحماية من(A) حرائق الخشب والورق، و(B) السوائل القابلة للاشتعال، و(C) الحرائق الكهربائية.

عند التعرف على مطفأة الحريق، يجب التحقق من مؤشر مستوى الشحن أو الامتلاء الخاص بها، وتقييم وزنها وكيفية التعامل معها.

المطفأة التجارية أكبر وأثقل مما تبدو، إذ يبلغ طولها 50 سنتيمترًا، وقطرها 12 سنتيمترًا، وتزن 7 كيلوجرامات.

اقرأ أيضًا:

خمسة أسباب رئيسية لاشتعال حرائق الغابات

سبعة حرائق غيرت مجرى التاريخ

ترجمة : يوسف الشيخ

تدقيق: نور حمود

المصدر