كشف إيلون ماسك -مؤسس سبيس إكس وأحد أعظم أصحاب الرؤى في العالم- النقاب مؤخرًا عن طموحاته في شركة “نيورالينك”، وهي شركة متخصصة بالعلوم العصبية شارك ماسك بتأسيسها وتسعى إلى تحقيق الربط بين الذكاء الاصطناعي والعقل البشري.

لم قام ماسك بالكشف عن طموحات الشركة الآن؟

يقول إيلون ماسك في بداية عرضه التقديمي: «السبب الرئيسي وراء هذا التصريح هو استقطاب الأفراد». إن أردت تصميم واجهة دماغية حاسوبية Brain Computer Interface (BCI) (وتسمى أيضًا واجهة دماغية آلية Brain Machine Interface (BMI فستحتاج خبراء مؤهلين في مجالات الذكاء الاصطناعي والعلوم العصبية والفيزياء الحيوية وعلوم الروبوت وعلم التشريح العصبي والكيمياء الحيوية الجزيئية وتعلم الآلة والهندسة الكهربائية والفيزياء ورؤية الحاسوب والفحص المجهري والرياضيات والهندسة البرمجية وعلوم البيانات وغيرها من الاختصاصات.

إنها المنطقة التي تمتزج فيها علوم الذكاء الاصطناعي والبيولوجيا. وعادة ما يتخفّى الخبراء الرائدون في هذه المجالات العلمية في مختبراتهم وجامعاتهم الراقية والمؤسسات البحثية التي تؤمن لهم التمويل.

تتعاون الصناعات التجارية مع الباحثين والعلماء، لكنه من غير المحمود أن تنجذب الكفاءات إلى مثل هذه المشاريع الصناعية بعيدًا عن أبحاثها العلمية، ولذلك كان على ماسك أن يرفع الستار عن مشروعه وأن يشارك العالم رؤاه حول شركة “نيورالينك”، فهل تستطيع تطلعات ماسك المستقبلية إغواء العقول للانضمام إلى مشروعه؟

يقول ماسك: «هدفنا هو تسجيل التنبيهات العصبية وتنبيه العصبونات انتقائيًا على نطاق أكبر من أي شيء تم إنجازه من قبل».

وقارن ماسك بين النسخة الأولى من مشروع نيورالينك (ن1) وما أسماه أفضل جهاز موافق عليه من قبل الإدارة الأمريكية للأغذية والدواء للتنبيه الدماغي العميق. هذا الجهاز المستخدم في معالجة مرضى باركنسون مُزود بعشرة مساري كهربائية، ووفقًا لماسك، النسخة (ن1) من المشروع «يمكن تزويدها بألف ضعف عدد المساري الموجودة في أفضل جهاز حالي».

ويريد ماسك أن تكون عملية تركيب الجهاز في الدماغ إجراءً بسيطًا وآمنًا يتم بالتخدير الموضعي بشكل مشابه لعملية تصحيح البصر (ليزيك) وليس عملًا جراحيًا ضخمًا.

سيُركيب الجهاز عبر إجراء ثقب بقطر 2 ملم في الجلد والجمجمة، وتُزرع خيوط (أسلاك) عبر روبوت مخصص في القشرة الدماغية ثم تُوسَع الفتحة إلى 8 ملم لإدخال الرقاقة، وفي النهاية تُغلق الفتحة بمواد لاصقة دون الحاجة لخياطتها. يقول ماسك: «يُتصل بالرقاقة لاسلكيًا، ولن تبرز أية أسلاك من جمجمتك، هذا أمر بغاية الأهمية».

«خيوط ( ن1) الرفيعة جدًا ستكون بقطر يقارب عُشر قطر شعرة رأس الإنسان» أي أنها تقديريًا بحجم العصبون.

كيف يريد إيلون ماسك أن يدمج بين الدماغ البشري و الذكاء الاصطناعي وضع رقاقات إلكترونية في دماغ البشر إلكترود في الدماغ البشري

ونظرًا لدقة الإجراء لا بد من استخدام روبوت في زرع الجهاز، إذ يجب ألا يثقب وعاء دموي مثلًا. يضع الروبوت المزود برؤية مجهرية محوسبة كل مسرى بالشكل المطلوب، وبالتالي يتجنب أي خطأ. قطر إبرة الإدخال المستخدمة 24 ميكرون. وتدخل الرقاقة الحساسة في مكانها ثم تُغلق فتحة الجمجمة فوقها مباشرة.

لقد اختبرت (ن1) عند القوارض والقردة، وستُجرى التجارب على الإنسان بداية بإدخال أربعة مجسات، ثلاثة منها في المناطق المخية المحركة ومجس واحد في المنطقة الحسية الجسمية من القشرة المخية. تتصل المجسات بشكل لاسلكي بجهاز محمول يدعى (الرابط) مُزود بتقنية بلوتوث وبطارية، ويتحكم المستخدم به عبر تطبيق على هاتف آبل للحد من الحاجة إلى الطبيب أو المتخصص التقني عند تهيئته.

يقول ماسك: «أعتقد أن BMI بصور عديدة هي الاختراع الأول لما سيكون المرحلة القادمة للبشر».

طموحات إيلون ماسك في “نيورالينك” ليست كبيرة، بل خيالية، وهذا ما نتوقعه من زعيم الرؤى المستقبلية الذي قدم للبشرية الكثير من المرات الأولى، كالمرة الأولى التي حلقت فيها صواريخ تجارية نحو الفضاء وعادت سالمة لاستخدامها مجددًا، من قبل شركته سبيس إكس، والمرة الأولى التي أُطلقت فيها سيارة رياضية لتسبح في الفضاء. يريد إيلون ماسك أن يقول للعالم إن ما يبدو مستحيلًا هو في الحقيقة قابل للتنفيذ.

يتوقع إيلون ماسك أن تُجرب النسخة الأولى من مشروع “نيورالينك” على الإنسان قبل نهاية 2020، وإن تحققت أقصى آماله فسيتمكن الدماغ البشري من التواصل مع الذكاء الاصطناعي في وقت قريب.

اقرأ أيضًا:

لهذا السبب صنع إيلون ماسك مركبته الفضائية شديدة اللمعان من الفولاذ المقاوم للصدأ

ماسك ضد بيزوس كيف يمكن لمعركة رَجُلي الصواريخ أن تشكل مستقبل جنسنا البشري

الطموح الجنوني لإيلون ماسك في استعمار المريخ

إيلون ماسك قام حتى الآن فقط بنظرة استكشافية للصاروخ الذي سيسافر إلى القمر والمريخ!

ترجمة: سارة الدنيا

تدقيق: رزان حميدة

المصدر