كيف يعمل الانتخاب الطبيعي؟


سمكة القرش ذو القرن تستخدم التمويه عن طريق تشابه لونها مع قاع البحر، هل الانتخاب الطبيعي مسؤول عن ألوانها؟

سمكة القرش ذو القرن تستخدم التمويه عن طريق تشابه لونها مع قاع البحر، هل الانتخاب الطبيعي مسؤول عن ألوانها؟

مثل حساب عمر الأرض، كذلك نظرية التطوّر -وضعت في البداية عن طريق عالم الأحياء تشارلز داروين في منتصف القرن التاسع عشر- هي مادة أخرى يميل الناس للبحث والتحرّي عنها. إذا سبق لك وأن شاهدت الفيلم القديم (Inherit the Wind) فمن المحتمل أنك قد سمعت عن محاكمة القرد عام 1925 سيئة السمعة. كلارنس دارو محامي شهير ترافع دون جدوى نيابة عن مدرّس أحياء بالصف الثانوي يدعى جون سكوبز، المتهم بخرق ميثاق تينيسي الذي يحظر على أي شخص تدريس أن الإنسان البشري منحدر من سلالة من الحيوانات أدنى منزلة منه. ونصّت على أنه هناك رواية واحدة مقبولة وهي التي ذكرت في الإنجيل عن خلق الإنسان.

وإذا كان هناك فكرة بعينها هي ما تؤرّق المعادين للتطوّر، فهي الفكرة المركزية لنظرية داروين والتي تدعى “الانتخاب الطبيعى”. في الحقيقة هي ليست فكرة صعبة يستعصى فهمها. الطفرات في الطبيعة -هي تلك التغيّرات الدائمة التي تحدث في الخريطة الجينية للكائنات الحية، والتي يمكن أن تتسبب في تطوّر خصائص مختلفة عن أسلافهم- تحدث عشوائيًا. ولكن التطوّرالذي هو مجموعة من العمليات طويلة الأمد التي من خلالها تتغيّر الحيوانات والنباتات على مرّ الأجيال العديدة ليس متروك للصدفة. ولكن بدلًا من ذلك، تميل التغيرات في الكائنات الحية لأن تكون شائعة بمرور الوقت، إذا كانت تساعد الكائن الحي على البقاء والتكاثر بطريقة أفضل.

على سبيل المثال، تخيّل أن هناك بعض الخنافس الخضراء، ولكن حدثت لها طفرة سبّبت تغيّر لونها إلى البني. الخنافس البنية تصبح غير مرئية للطيور نتيجة تداخل لونها مع البيئة المحيطة أكثر من الخنافس الخضراء، وبالتالي لن تأكل الطيور منها الكثير. نتيجة لذلك، ستحظى الكثير من الخنافس البنية بفرصة أكبر للبقاء والتكاثر، وقد يمرّ بنجاح من خلال ذلك التغيّر الجيني الذي غيّر لون ذريتهم للون البني. بمرور الوقت أغلبية الخنافس ستتحول تدريجيًا للون البني. هذه بالطبع هي الصورة المبسطة للانتخاب الطبيعى. في الواقع، يقوم الانتخاب الطبيعى على المتوسطات وليس أفرادًا بعينهم. وأنها ليست مجموعة من العمليات السلسة والمرتبة تمامًا.


ترجمة : محمد خالد عبد الرحمن
تدقيق: دانه أبو فرحة

المصدر