مستقبل اختبارات أطفال الأنابيب أصبح قريبًا جدًّا من أن يكون بدون أم (أي بدون بويضات).

اعتاد التطوّر البشري على وجود حيوان منويّ يتّحد مع بويضة لإنتاج جنين، ولكن قد يحمل لنا المستقبل خياراتٍ أخرى أكثر من ذلك.

يمكنك في أيامنا هذه امتلاك أبوين، ولكن مستقبلًا، يمكنك امتلاك أبوين بيولوجيين (أي أنّ كلًّا من الأبوين يشارك بحيواناته المنوية في إنتاج الجنين).

دائمًا ما كان يعتمد إنتاج طفل ثدييّ على حيوان منويّ وبويضة، ولكنّ الأبحاث الحالية وجدت طريقة لإنتاج أجنّة فئران من بويضة زائفة (ليست بويضة أنثى حقيقية)، فهي تخدع الحيوان المنويّ بجعله يعتقد أنّها بويضة طبيعية.

لم يكن من الممكن أبدًا استبدال البويضة قبل هذه الأبحاث، لذلك فهي خطوة عظيمة للمُضيّ بعيدًا عن هذا المعتقد.

فنحن في الآونة الأخيرة نسير نحو مستقبل لا يقف عند فكرة وجود رجل وامرأة للحصول على طفل.

وقد نُشِر في مجلة Natural Communication أنّه تمّ حقن الحيوان المنويّ في ما يطلق عليها بالخلايا ذات التوالد البكري-Parthenogenote والتي استُخلصت من خلايا بويضة فأرة، ولكن هذه الخلايا لا يمكن أن تصبح جنينًا من تلقاء نفسها، وهذه تقنيّة جديدة لم تكن تُستخدَم من قبل.

ولا تعيش هذه الخلايا في البشر إلّا أيامًا قليلةً قبل أن تموت، ولكنّ الحيواناتِ تعتمد عليها في التكاثر.

هناك أنواع معيّنة من الحيوانات تتكاثر لا جنسيًّا باستخدام هذه الخلايا مثل أبو بُرَيص-geckos، والسحالي، والثعابين، والقواقع، والعناكب، والقشريات، والديدان المفلطحة، فهي (أي هذه الخلايا) لا تحتاج إلى حيوان منويّ لكي تتطوّر إلى جنين.

ولكن عند البشر، تسلك هذه الخلايا سلوكًا مختلفًا عن غيرها من باقي خلايا الجهاز التناسلي، فهي تشبه كثيرًا الخلايا الجسدية الموجودة في أيّ جزء من الجسم، لذلك فإنّ هذه الخلايا ترشدنا إلى مستقبل نستخدم فيه طرقًا أخرى غير الحيوان المنويّ والبويضات للحصول على أطفال.

حتّى أنّ أحد الباحثين تنبأ بأنّه سيأتي يوم نستخدم فيه خلايا الجلد لتكوين أجنّة.

وكي نكون أكثر وضوحًا، لم تستخدم هذه الأبحاث خلايا الجلد، وبغضّ النظر عن الأفكار المضلّلة، فإنّ هذه التجربة بعيدة إلى حدٍّ ما عن أن تُنفَّذ.

بعد حقن الحيوان المنوي في هذه الخلايا Parthenogenote، زرع الباحثون هذه البويضة الزائفة التي خُصِّبت في فأرة ثمّ انتظروا إلى أن انتهى بهم المطاف بولادة 30 من صغار الفئران، حتّى أنّ بعضهم قد حصل على صغار من نسله (أي استطاع الإنجاب)، ولم يجدِ الباحثون أيّ خطأ في هذه الفئران حتّى على المدى البعيد.

وبمعدّل نجاح يصل إلى24% ، فهذه التجارب متساوية إلى حدٍّ ما مع معدّلات التخصيب في المختبر، فمتوسط معدّل المواليد يصل إلى 30% عند النساء أقلّ من 35 سنة.

ولا تزال هذه التجارب برمّتها تعتمد على وجود رحمٍ-Uterus ليتطوّر الجنين بداخلها، ولكنّنا نقترب من حلّ هذه المعضلة أيضًا، فقد زرع الباحثون في شهر مايو الماضي ثلاثة عشر جنينًا في طبق بتري (طبق دائري يستخدمه علماء الأحياء) قبل أن يُطلَب منهم أن يتوقّفوا لتعارضه مع الناحية الأخلاقية.

ربّما سنتمكّن يومًا ما من الحصول على أطفال أنابيب دون الاحتياج إلى رحم أو بويضات.


  • ترجمة: محمود مرزوق.
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر