هل لاحظت سابقًا أنه من بين كل مهام السفر الفضائية المقترحة للمستقبل، لا توجد أي خطة لإرسال رواد الفضاء إلى كوكب زحل.

حسنًا، بعض الأشخاص على الإنترنت لاحظوا هذا الأمر وظنوا بأنه جزء من مؤامرة غير واضحة تُحاك.

بالتأكيد كانت السخرية من الفكرة ردة الفعل الأولى من قبل الناس، لذا لنتعرف على بعض الأسباب التي تمنعنا من إرسال البشر للموت بمهمة إلى كوكب زحل.

السبب الأول:

يعد زحل أحد الكواكب العملاقة الغازية، والدليل فعلًا واضح بالاسم إذ أنك لن تجد كواكب سيارة مثالية متكونة من الغاز.

يعتبر زحل تمامًا كالعملاق الغازي الآخر، المشتري. فهو يتكون بالكامل من غاز الهيدروجين والهيليوم إضافةً إلى بعض آثار الجليد التي تحوي الماء، والأمونيا والميثان.

عند تعمُّقنا أكثر في سطحه فإن الهيدروجين يصبح سائلًا نتيجة الضغط، وبالتالي يتعرض الهيليوم الأكثف منه للأمر ذاته.

مع تزايد الضغط كلما اتجهنا نحو العمق فإن الهيدروجين يتحول إلى هيدروجين معدني صلب، وفي مركز هذا العملاق توجد نواة صخرية تُقدر كتلتها بنحو 10 أضعاف كتلة كوكب الأرض مع جوف كثيف تَشكَّل من الحديد والنيكل.

لذلك نظريًا، إن غُصنا عميقًا بما يكفي فإننا سنجد شيئًا صلبًا للوقوف عليه، إلا أن النواة من الممكن أن تكون سائلة.

السبب الثاني:

الضغط الهائل والحرارة العالية داخل زحل سيمنعانك من الوصول إلى المركز. وللمقارنة، فإن الضغط الجوي على الأرض يقدر بأكثر من 1 بار، في حين يصل الضغط الجوي على زحل لأكثر من مليون بار. فإذا افترضنا نجاة رواد الفضاء من الضغط الهائل -وهو مستحيل- فإنهم سيحترقون بدرجات حرارة تصل لألف كلفن.

باختصار، لا توجد مؤامرة لمنع البشر من الوصول لزحل ببساطة لعدم قدرتنا على الهبوط على سطحه الغازي، بالإضافة لضغطه الهائل الذي سيحولنا لمادة سائلة غير معروفة ثم تبخرنا.

وبما أنها خطة تفتقر إلى الدقة والمنفعة، فإن هذا النوع من البعثات لن يجذب تمويلًا حكوميًا.

اقرأ أيضًا:

تكشف التموجات في حلقات زحل عن قلب عملاق غامض مخفي تحت السطح

ما سر وجود حلقات عملاقة حول كوكب زحل؟ وهل لها علاقة بقمر قديم؟

ترجمة: زين العابدين بدور

تدقيق: هاجر القفراشي

المصدر