اللامبالاة من الأعراض الشائعة للخرف

قد تنتج اللامبالاة عند تضرر مقدمة الدماغ أو بعض صِلاتها بفعل الخرف ، وبهذا يُفتقَد الدافع الطبيعي للتخطيط المستقبلي، ويتجسد هذا في إهمال صيانة المنزل أحيانًا أو عدم دفع الفواتير أو عدم الذهاب إلى متجر البقالة حتى نفاد الطعام كليًا، وفي حالات أشد قد تختفي الرغبة في فعل أي شيء إطلاقًا، وقد يجلس الشخص المصاب بالخرف بلا وعي لساعات محدقًا في حائط فارغ أو تلفاز مُطفأً.

سرعة الغضب والتوتر والعدوانية والتهجم والسلوكيات غير اللائقة ظواهر شائعة في الخرف

هل شعرت سابقًا بالرغبة في تحطيم شيء أو ضرب أحدهم عند الغضب؟ ماذا سيحدث لو تعطل قسم الدماغ الذي يمنعك من التصرف وفق مشاعرك؟ عندما يتعطل الجزء الأمامي من الدماغ -المسؤول عن الفصل بين التنبيه والاستجابة- أو تتعطل روابطه، قد يتصرف الشخص دون تفكير.

يخرب الخرف الوعائي غالبًا الروابط في هذا الجزء من الدماغ، وتؤذي المسببات الأخرى للخرف هذا الجزء مباشرة. لذلك قد يتصرف الشخص المصاب بالخرف وفق مشاعره دون تفكير في كون التصرف مناسبًا أم لا. قد يسرق أو يقامر بإفراط أو ينخرط في سلوكيات خطرة أو يمارس أفعالًا جنسية غير مناسبة أو يشتم أو يقول تعليقات عنصرية.

قد يسبب السلوك غير المُقيَّد مشاكل في السلامة

قد يكون امتلاك أحد أحبائك مشكلات سلوكية أمرًا مزعجًا ومرهقًا ومفجعًا، وقد تؤدي المشكلات السلوكية أيضًا إلى مشاكل في السلامة، فقد يحرض الخرف الأفراد على التصرف بتعجل دون تفكير في العواقب، وإن شعروا بالغضب قد يضربون بلكماتهم أو بأي شيء آخر بين أيديهم، مثل السكاكين أو الأسلحة أو مضارب كرة القاعدة، وإذا شعروا برغبة في الخروج من السيارة فسيفعلون ذلك وإنْ كانت السيارة تتحرك!

العناد ورفض القيام بالنشاطات الضرورية

ليس من الضروري أن يكون الفرد مصابًا بالخرف ليتصرف بعناد، أنت غالبًا صادفت سابقًا طفلًا -أو شخصًا عنيدًا عمومًا- يرفض القيام بشيء رغم أن أهميته بديهية، مثل تغيير ملابسه المتسخة بالبول. وعندما يتصرف الشخص بعناد، لا ينفع توضيح رأيك بعقلانية. يصعب على العديد ممن يعانون الخرف ضبط انفعالاتهم، ولا يبالون بذلك. قد يجلسون لساعات متواصلة، ولكن إن طلبت منهم شيئًا -كالذهاب إلى المرحاض، أو ارتداء ملابسهم للذهاب في موعد، أو تنظيف أسنانهم أو الاستحمام، أو الترجل من السيارة بعد توقفها- فإنهم لن يتصرفوا بعناد فحسب، بل قد يصبحون عنيفين فجأة دون إنذار.

لماذا يتحول مريض الخرف فجأة إلى شخص عدواني - اللامبالاة من الأعراض الشائعة للخرف - تضرر مقدمة الدماغ - الدافع الطبيعي للتخطيط المستقبلي

غروب الشمس: قد يسوء السلوك والإدراك في نهاية اليوم

يسوء الإدراك لدى أكثر كبار السن في نهاية اليوم، ويشمل ذلك الذاكرة واللغة والرؤية والحُكم العقلي، يكون الفرق لدى الأفراد الأصحاء طفيفًا عادة، لدرجة أنه لا يمكن كشفه إلا باختبار مكتوب. أما لدى مصاب بالخرف، يكون تدهور الإدراك ملحوظًا غالبًا، وتظهر التغيرات السلوكية بوضوح.

تفسر العديد من النظريات هذا التدهور، منها إصابة كبار السن بالتعب في نهاية اليوم، ما يُضعف الذاكرة والقدرة على التفكير لدى الجميع. سبب آخر هو انتشار الظلام، فنحن نعتمد على الضوء للإحساس بالعالم من حولنا، لذلك يسبب نقص الرؤية ليلًا الارتباك والتشتت. تفسير آخر هو أن بعض أجزاء الدماغ يصيبها النعاس وتكف عن العمل، في حين تظل أجزاء أخرى مستيقظةً بالكامل، وذلك إما بسبب اضطراب في دورة النوم أو لأن دورة النوم غير مُقسمة بوضوح لدى المصابين بالخرف.

أسئلة شائعة:

س- لا مانع لدي من التنظيف عندما لا تستطيع الوصول إلى المرحاض بالوقت المناسب وتوسخ نفسها، لكن لماذا تهاجمني عندما أحاول تنظيفها؟

ج- العناد شائع في حالات الخرف المتوسط أو الشديد، يكون الأفراد سعيدين ومسرورين لكنهم يصبحون فجأة عنيدين عندما يُطلب منهم القيام بشيء لا يرغبون فيه، وإنْ كان ضروريًا أو منطقيًا.

س- إنه جيد في الصباح، مقبول وقت الغداء، مرتبك بعد الظهر، ويسبب الذعر في المساء. ما الذي يجري؟

ج- يرتبط غروب الشمس بتدهور الإدراك أو السلوك مساءً لدى المصابين بالخرف، تشمل التفسيرات المُحتمَلة لذلك الإرهاق أو ضعف الرؤية في الضوء الخافت أو اضطراب دورة النوم، إذ يُصاب جزء من الدماغ بالنعاس في حين يظل جزءًا آخر مستيقظًا.

اقرأ أيضًا:

هل يوجد ارتباط بين البدانة والخرف؟

الخرف ومرض ألزهايمر وتأثير كل منهما على الدماغ والقدرات العقلية

ترجمة: ربا كيال

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر