تشير أفضل نظريات العلماء الحالية التي تتعلق بتنظيم الفضاء إلى أن المجرات الصغيرة يجب أن تتوزع حول مجراتها المضيفة في مدارات تبدو عشوائية. لكن وفقًا لتقرير مجلة فايس، وجدت عمليات مراقبة الفضاء أن المجرات الأصغر هذه تنظم نفسها ضمن أقراص حول مضيفاتها بصورة مشابهة لحلقات زحل. من الواضح أن ذلك يمثل فجوة محيّرة بين المعرفة والنظرية.

يحاول الآن الباحثون تضييق الفجوة بالإشارة إلى أن المجرات الأصغر قد تتوافق مع جدران غير مرئية أنشأتها فئة جسيمات جديدة تُسمى المتماثلات (Symmetrons)، وهو اقتراح مذهل قد يعيد كتابة قوانين الفيزياء الفلكية.

تشير النظرية الموحدة التي تُعرف باسم نموذج (لامبدا-سي دي إم) إلى أن الفضاء مكون من ثلاثة عناصر رئيسية هي: الثابت الكوني (المعامل الذي أضافه آينشتاين لتفسير معادلات النسبية العامة التي وضعها)، وجسيمات المادة المظلمة الباردة النظرية التي تتحرك ببطء ولا تبعث إشعاعًا، وأخيرًا المادة التقليدية التي نتعامل معها يوميًا.

تشير تلك النظرية إلى أن جاذبية المجرات الكبيرة المضيفة يجب أن تلتقط المجرات الأصغر وتجبرها على الدخول في مدارات فوضوية، وهو أمر لم ينعكس في عمليات المراقبة الواقعية. توصّل الآن باحثان من جامعة نوتنغهام إلى تفسير محتمل لذلك في دراسة جديدة.

يقترح الباحثان إمكانية وجود قوة خامسة تنظم المجرات في الفضاء ضمن أشكال تشبه القرص مع أخذ وجود المادة المظلمة بالحسبان، وهي المادة الغامضة التي يبدو أنها تشكل الأغلبية العظمى من كتلة الفضاء. وفقًا لنظريتهم، فإن الجسيمات المُقترَحة المعروفة باسم المتماثلات (التي استخدمها الباحثون لتفسير الفجوات في فهم الفضاء) قد تولِّد هذه القوة لتشكيل جدار مجال أو حدود في الفضاء.

قال إنش نايك، الزميل الباحث في جامعة نوتنغهام الذي ترأس الفريق المشرف على الدراسة لمجلة فايس: «نعلم أننا بحاجة إلى جسيمات جديدة نظرًا إلى وجود المادة والطاقة المظلمتين، لذا نعتقد أننا بحاجة إلى إضافة جسيمات جديدة لنموذجنا القياسي بهدف تفسير هذه الأشياء».

أكمل مضيفًا: «هذا هو الإطار الذي يدرس الناس وفقه نظريات مثل نظرية المتماثلات، وهي جسيمات مرشحة جديدة للطاقة والمادة المظلمتين». قد توجد هذه الجسيمات في مجموعات بحالات قطبية مختلفة، مشكِّلةً بذلك جدرانًا غير مرئية بينها. قد تحفز هذه الجدران بدورها المجرات الأصغر لتشكيل أقراص حول المجرات المضيفة الأكبر بكثير.

لكن توجد أسئلة عدة تنتظر الإجابة، ولا يزال أمام نايك وزميلته عالمة الفيزياء من جامعة نوتنغهام كلير بوراج الكثير من العمل لتقوية النظرية.

اقرأ أيضًا:

في إنجاز ثوري، ناسا ترسل طبيبًا إلى محطة الفضاء الدولية عبر تقنية الانتقال المجسم

ناسا تعلن عن تصميم حقيبة الظهر التي سيحملها رواد الفضاء على سطح القمر

ترجمة: ربيع شحود

تدقيق: عبد الرحمن داده

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر