لا يتوجب عليك بالضرورة أن تكون مهندس طيران لكي تعرف أن حجرة المسافرين في الطائرة مضغوطة لكي تحمينا من الإغماء بينما نحلق في السماء على ارتفاع 11000 متر فوق مستوى سطح البحر.

للحفاظ على هذا الضغط ينبغي أن تكون هذه الحجرة خالية من أية ثقوب! إذًا لماذ يوجد هذا الثقب المخيف في شباك كل طائرة؟

باختصار، بغض النظر عن المظهر الذي يبدو به، لكنه موجود للحفاظ على سلامتك.

وفقًا لطيار الخطوط الجوية البريطانية (مارك فانهوناكر-Mark Vanhoenacker): «في الواقع هذه الثقوب الصغيرة تسمى ثقوب التهوية (bleed holes)، وهي تقع بين طبقتين من مادة الأكريليك، هذا يعني أنه عند النظر من خلال نافذة الطائرة فإنك تنظر من خلال ثلاث طبقات مختلفة:

  1. الطبقة الأولى هي التي تلمسها وتلوثها بأصابعك وتسمى طبقة الصفر (scratch pane).
  2. الطبقة الوسطى هي الطبقة التي تحتوي على فتحة التهوية.
  3. الطبقة الأهم هي الطبقة الخارجية حيث تحميك من اختلاف الضغط في الخارج.

بما أن كلًا من الطبقتين الخارجية والوسطى لهما القدرة على مقاومة الضغط من خارج الطائرة فإن العبء الأكبر يقع على الطبقة الخارجية لأنها الحاجز النهائي بينك وبين الغيوم.

قبل أن نتعمق في كيفية عمل هذه النوافذ لا بد أن نتحدث قليلًا عن كيفية تغير ضغط الهواء عند الطيران:

إذا كان كل شيء على ما يرام فإنك لا تلاحظ انخفاض الضغط خارج نافذتك بينما أنت جالس تشاهد فيلمًا أو تقضي وقتًا ممتعًا مع وسائل التواصل الاجتماعي.

لذلك ولجعل المسافر سعيدًا بما فيه الكفاية، فإن حجرة الطائرة تولد ضغطًا عن طريق ضخ الهواء المُكيَّف بشكل يحاكي ضغط الهواء المعتاد عليه في الأرض، وهذا ما يُنجينا من فقدان الوعي أو نقص الأوكسجين.

وكلما تصل إلى ارتفاعات أعلى فأعلى في هذه الحجرة المريحة، فإن الهواء خارج الطائرة يصبح أرقّ وتنخفض نسبة الأوكسجين والضغط.

من الصعب تخيل هذا الاختلاف في الضغط إلا إذا كنت متسلق جبال.

وفقًا للجمعية الأمريكية للضغط السلبي، أنت تتعرض لما يقارب 1 كيلو غرام لكل سنتيمتر مربع من الضغط على مستوى سطح البحر، هذا ما اعتدنا على تنفسه والشعور به، إنه مريح جدًا.

لكن عندما تحلق في الطائرة على ارتفاع 10.679 مترًا فإن الضغط ينخفض إلى 0.2 كيلوغرام لكل سنتيمتر مربع.

هذا يعني أنك عندما تكون داخل حجرة الطائرة فسيكون هناك فرقًا شاسعًا بين الضغط داخل الطائرة والضغط خارج الطائرة، وكل الهواء الموجود داخل الطائرة يحاول الخروج لتحقيق التوازن.

إذًا ماذا يعني كل هذا مقابل ثقب صغير في النافذة؟

حسنًا، هذا الثقب في الواقع يقلل من الضغط على الطبقة الوسطى، لذا فإن الطبقة الخارجية فقط هي التي تتحمل الضغط من داخل الحجرة، وتواجه الضغط بشكلٍ تدريجي خلال الرحلة.

يقول مدير شركة «GKN Aerospace» المصنّعة لنوافذ الطائرات (مارلو مونكير-Marlowe Moncur): «الغرض من وجود فتحة التهوية الصغيرة في الطبقة الوسطى هو تحقيق التوازن في الضغط بين حجرة الركاب وفجوة الهواء بين طبقات النافذة، بحيث أن الطبقة الخارجية فقط هي التي تتعرض لضغط مقصورة الطائرة خلال الرحلة».

هذا يعني أنه في حال تحطمت الطبقة الخارجية، لا يزال لدينا الطبقى الوسطى لحمايتنا من نقص الضغط في الخارج على الرغم من أنها تحتوي على ثقب صغير لكن هذا لا يعتبر شيئًا بالمقارنة مع قابلية تعويض الضغط بواسطة نظام الضغط في الطائرة.

بينما يلعب هذا الثقب الصغير دورًا هامًا في الحفاظ على سلامتنا، فإنه يحمي أيضًا طبقات النافذة من الضباب الناتج عن اختلاف درجات الحرارة بين الداخل والخارج، مما يمنحنا متعة التحديق في الغيوم.


  • إعداد: زينب نيال.
  • دقيق: سارة عمّار.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر