أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المملكة المتحدة لم تعد خالية من مرض الحصبة وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من القضاء على الفيروس. إذ شهدت المملكة المتحدة انخفاضًا مطردًا في استهلاك لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية على مدار العقد الماضي ما أدى إلى زيادة عدد حالات الحصبة. بلغ عدد الحالات المصابة حوالي 231 حالة في جميع أنحاء المملكة المتحدة في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام. يبدو أن هذا على قدم المساواة مع ما شوهد في عام 2018 إذ أُبلِغ عن 970 حالة من حالات مرض الحصبة.

تعتبر هذه زيادة كبيرة بمقدار 10 أضعاف منذ عام 2015، وهو العام الذي سبق أن أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية بأن الدولة خالية من الحصبة. لا يعني مصطلح “خالية من الحصبة” أن المرض قد اختفى تمامًا ولكنه يشير ببساطة إلى عدم وجود حالات مستوطنة لفترة معينة من الوقت.

على سبيل المثال، جاءت آخر حالات الحصبة إلى كوستاريكا بواسطة سائحين أوروبيين غير محصنين. على الرغم من هذه الحالات وبفضل ارتفاع معدل التحصينات في كوستاريكا ما تزال البلاد خالية من مرض الحصبة.

لم تعد المملكة المتحدة خالية من مرض الحصبة منظمة الصحة العالمية لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية الحملات المعادية للقاحات

لم يعد هذا هو الحال بالنسبة للمملكة المتحدة. فقد أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف UNICEF أنه بين عامي 2010 و 2017 لُقِّح حوالي 170 مليون طفل في جميع أنحاء العالم. حوالي 527000 منهم كانوا من المملكة المتحدة. تلقى 87% فقط من الأطفال في البلاد الجرعة الثانية وهذا أقل من الـ 95% اللازمة لتكوين مناعة سكانية للقضاء على المرض.

حث رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون Boris Johnson شركات التواصل الاجتماعي على بذل المزيد من الجهد لوقف انتشار المعلومات الخاطئة التي تُروِّج لها الحملات المعادية للتحصينات.

يقول جونسون لصحيفة الغارديان (Guardian): «بعد فترة من التقدم تمكنا ذات مرة من إعلان بريطانيا خالية من مرض الحصبة ، رأينا مئات حالات الحصبة في المملكة المتحدة هذا العام.

الحالة الواحدة من هذا المرض تعتبر كثيرة وأنا عازم على تكثيف جهودنا للتصدي لانتشاره بِدءًا من طمأنة الآباء بشأن سلامة اللقاحات إلى التأكد من حضور الأطفال لمواعيد المتابعة. يمكننا ويجب علينا فعل المزيد لوقف انتشار الأمراض المعدية التي يمكن علاجها في بريطانيا اليوم».

بالرغم من ذلك لن يفكر جونسون في اتخاذ تدابير لجعل اللقاحات إلزامية. ولقد طُبّقت سياسة “لا لقاح، لا مدرسة” في عدة دول حول العالم وأظهرت نتائج واعدة في زيادة عدد الأطفال الذين تم تلقيحهم.

اقرأ أيضًا:

الحصبة: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

لقاح الحصبة و النكاف و مرض الحصبة الالمانية – اللقاح الثلاثي كل ما يجب ان تعرفه

المرض الخامس (الحمامى العدوائية): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: منار سعيد

تدقيق: رزوق النجار

المصدر