المصدر الرئيسي لبيانات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية هو الدراسة الإحصائية الحالية للسكان، التي أجراها مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة، ونتيجةً لهذه الدراسة يتحدد معدل البطالة الوطني؛ ويستخدم هذا الرقم لاحقًا من قبل وسائل الإعلام لتلخيص حالة الاقتصاد والعاملين، لكن معدل البطالة لا يخبرنا بكل شيء حول أوضاع العاملين الأمريكيين!

وفقًا لما نشره مكتب إحصاءات العمل في موقعه الإلكتروني فإن الدراسة تصنف الفئات التالية من الناس على أنهم عاملون:

  •  جميع الأشخاص الذين عملوا مقابل أجر أو ربح خلال الأسبوع المرجعي للدراسة.
  •  جميع الأشخاص الذين عملوا 15 ساعة على الأقل دون تلقي أجر في مؤسسة عائلية ويديرها شخص من الأسرة.
  •  كل من تغيّب مؤقتا عن وظيفته العاديه بمرتب أو دونه، ويشمل ذلك: الأشخاص الذين كانوا في إجازة، المرضى، من لديهم مشاكل في رعاية الأطفال، الذين يقومون بواجباتهم الأسرية أو الشخصية، الذين كانوا في إجازة أمومة أو أبوة، الذين يواجهون قضايا نزاعات عمّالية، الذين مُنعوا من العمل بسبب الطقس السيء.

ما الذي تفتقده تلك الدراسة؟

من الواضح أن الدراسة الإحصائية السكانية الحالية تعد مقياسًا مهمًا، لكنّها لا تخبرنا كل شيء عن حالة البطالة في الولايات المتحدة، إذ نجد بعض العوامل التي تؤثر على حالة العمال لكن الدراسة لا تغطيها أو تحتسبها مثل:

1. ما إذا كان العاملون يعملون بنظام دوام كامل:

تُصَنّف الدراسة الإحصائية الأشخاص على أنهم عاملون حتى في حال عملهم بنظام الدوام الجزئي أو المؤقت، بصرف النظر عن عدد ساعات العمل أو كفاية الوظيفة لاحتياجات العاملين أو ملاءمتها لمؤهلاتهم. مثلًا لو عمل أحدهم مستشارًا مدة 10 ساعات في مطعم للوجبات السريعة ثم فقد عمله فإن الدراسة تعده عاملًا، رغم أن هذا النوع من العمل غالبًا لا يكفي لتسديد الفواتير أو تغطية احتياجات الأفراد أو المجتمع، بسبب وجود مؤهلات للقيام بعمل أفضل، أكثر إنتاجية وأعلى أجرًا.

2. ما إذا كان العاملون يعملون تحت ما يسمى البطالة المُقنّعة:

إن المستشار الذي يخدم في مطعم للوجبات السريعة يُعدّ مثالًا لشيء آخر لا يُحْتَسب ضمن معادلة نسبة البطالة، وهو البطالة المقنّعة أو العمل في وظيفة تتطلب مهارات أقل وتدفع أجورًا أقل من الوظائف المثالية التي يملك العامل مؤهلات للقيام بها.

ويمكن اعتبار هذا المستشار عاملًا متطوعًا بدوام جزئي، وهذا معيار آخر لا يُحتَسب في معادلة حساب نسبة البطالة!

3. الأشخاص الذين توقفوا عن البحث عن عمل

بحسب مكتب إحصاءات العمل فإن العاطلين عن العمل هم: «الذين ليس لديهم عمل، ويبحثون بنشاط عن عمل في الأسابيع الأربعة السابقة للدراسة، وجاهزون للعمل فورًا»، مثلًا إذا كنت مصابا بالبرد والمعروف بأنه مرض مؤقت؛ فإن الدراسة تعتبرك متاحًا للعمل.

أضف إلى ذلك، إذا كانت حالة الاقتصاد سيئة للغاية وأصابك الاحباط بسبب فقدان وظيفتك، أو فَشِلَت محاولاتك الأخيرة في إيجاد عمل ولم تعد تبحث عن وظيفة جديدة في الأسابيع الأربعة الماضية؛ فأنت لا تُعد عاطلًا عن العمل حسب الدراسة؛ بل تُصبح موظفًا محبطًا وجزءًا مما يسمى (العاملين المهمشين) ولم تعد تحتسب ضمن العاطلين عن العمل.

ومن الذين لا يُحْتسبوا من القوى العاملة: السجناء، ونُزلاء دور الرعاية، وأفراد القوات المسلحة العاملين، وربات المنازل، والطلاب والمتقاعدون.

اصطلاحًا، ماذا تعني أرقام البطالة؟

المشكلة الأخرى في معدل أو نسبة البطالة هي عدم إمكانية استخدامه للمقارنة الدقيقة بين مستويات البطالة لسنوات مختلفة؛ إذ وفقًا لتقرير صادر عام 2009 عن جون شميت ودين بيكر الخبيرين الاقتصاديين في مركز البحوث الاقتصادية والسياسية، فإنه يصعب المقارنة بدقة، فمثلًا، معدل البطالة في عام 1982 يختلف عن معدل البطالة في عام 2009 بسبب تغيّر التركيبة العمرية للسكان.

وفقًا لشميت وبيكر، فإن ارتفاع عدد السكان من صغار السن يؤدي إلى إرتفاع معدل البطالة لأن الشباب يغيّرون أعمالهم ووظائفهم بوتيرة أعلى، واحتمالية تنقلهم بين تصنيف القوى العاملة والعاطلين عن العمل أكبر، إضافةً إلى أن الأساليب الحكومية لقياس معدل البطالة قد تتغير بمرور الوقت، كما حدث في عام 1994 عندما أصلح مكتب إحصاءات العمل الدراسة الإحصائية للسكان بتغيير نموذج استبيانها وبعض مفاهيمها حول القوى العاملة.

معدل البطالة لا يقيس حجم البطالة الحقيقي

توجد عدة مشاكل ناتجة عن الاعتماد المفرط على معدل البطالة الوطني بكونه مؤشرًا مهمًا لحالة الاقتصاد وقواه العاملة، وغالبًا من المؤسف أن هذا يعني أن النسبة الحقيقية للعاطلين عن العمل أو الذين لا يتقاضون أجورًا كافية ستكون أكبر من النسبة الرسمية المفترضة.

اقرأ أيضًا:

المقاييس في الإدارة والاقتصاد

أي الدول تعاني أكبر عجز في الميزانية؟

ترجمة: عمرو سيف

تدقيق: علي الطريفي

المصدر