ما تعريف الإدمان؟

يُعد اكتشاف الإدمان لدى شخص ما أمرًا صعبًا أكثر من المتوقع. وتُعرّف الجمعية الأمريكية لطب الإدمان (ASAM) الإدمان بأنه مرض مزمن يؤثر في الوظائف دماغية التي تشمل المكافأة والدافع والذاكرة.

يُقبل المصابون بالإدمان على مادة ما أو عادة سلوكية، وغالبًا ما يتجاهلون جوانب الحياة الأخرى بغية إشباع رغبتهم هذه.

من علامات الإدمان العامة:

  •  فقدان السيطرة على الذات أو عدم القدرة على التخلي عن المادة أو السلوك الإدماني.
  •  ضعف النشاط الاجتماعي، مثل إهمال الالتزامات أو تجاهل العلاقات.
  •  تجاهل عوامل الخطر، مثل مشاركة الإبر على الرغم من العواقب المحتملة.
  •  التأثيرات الجسدية، مثل ظهور أعراض الانسحاب أو الحاجة لجرعة أعلى بغرض الحصول على التأثير المطلوب.

ترتبط هذه العلامات عامةً ببعضها، وتعتمد شدة كل علامة منها على فترة استمرار الإدمان.

يستطيع الفرد السليم عادةً تحديد السلوك السلبي والتوقف عن ممارسته، لكن يختلف الأمر لدى المصاب بالإدمان؛ إذ يحاول العثور على طرق لتبرير سلوكه والاستمرار في ممارسته بدلًا من الاعتراف بوجود المشكلة.

لذا تتمثل الخطوة الأولى للمساعدة على إدراك العلامات الجسدية والنفسية والانفعالية، مثل التغييرات المفاجئة في الوزن أو الشخصية.

أنواع الإدمان:

يرتبط الإدمان عادةً بإساءة استخدام المواد، لكن لا يقل خطورة عن ذلك الإدمان السلوكي مثل المراهنات وغيرها. إذ بحسب ASAM، يحدث الإدمان عندما يعجز الشخص عن التخلي الدائم عن مادة أو سلوك ما، وعادةً ما يكون ذلك على حساب صحته الجسدية والنفسية.

يعني الإدمان على المواد وجود حالة من الاعتماد على واحد أو أكثر مما يأتي:

  •  النيكوتين أو التبغ.
  •  الكحول.
  •  المُستنشقات (المواد القابلة للاستنشاق)، التي غالبًا ما تكون من المواد الموجودة في المنزل مثل منظفات الأفران أو رذاذ الطلاء أو غيره من المنتجات القابلة للرش (aerosol).
  •  العقاقير المشروعة أو غير المشروعة.
  •  الأدوية.

تشير الدراسات إلى أن خطورة الإدمان السلوكي تعادل خطورة الإدمان على المواد، وينتج عن كليهما حالة من الاعتمادية، ويحملان آثارًا سلبية متماثلة أو متشابهة. ويشمل الإدمان السلوكي:

  •  المقامرة.
  •  العمل.
  •  الجنس.
  •  التسوق.
  •  ألعاب الفيديو.
  •  استخدام الإنترنت أو تصفح وسائل الإعلام.

من الضروري معرفة العلامات المنذرة بحدوث الإدمان بغض النظر عن نوعه، وطلب المساعدة عند الحاجة.

تحديد العلامات الأولى لحدوث الإدمان:

قد لا يبدي الشخص علامات منذرة لإدمان تام في المراحل المبكرة منه، لكن تتضمن بعض الأدلة في تلك المراحل ما يأتي:

  •  التجربة.
  •  تاريخ عائلي للإصابة بالإدمان.
  •  الانجذاب تجاه نشاط محدد أو مادة محددة.
  •  البقاء في الأماكن التي تشمل وجود المادة أو النشاط.
  •  نوبات من الممارسة أو الاستهلاك المفرطين أو فقدان السيطرة على الذات مع شعور خفيف أو معدوم بالندم بعدها.

يصعب تحديد الإصابة بالإدمان في حالة السلوكيات الاجتماعية مثل شرب الكحول أو التدخين. إذ قد يبدو الأمر في ظاهره إدمانًا، لكنه في الحقيقة مجرد تجربة أو أحد أشكال التأقلم مع الضغط النفسي.

على أية حال، إذا بقي الإدمان الحقيقي من دون علاج، فقد يتحول إلى عادة مرهقة أو يزيد من خطورة الإصابة بالأمراض.

التغييرات في الشخصية:

يُحتمل أن يبدي الشخص تغييرات كبيرة في الشخصية أو السلوك بعد تخطي مرحلة التجربة أو المرحلة المبكرة من الإدمان، وقد تكون هذه التغييرات نادرة الظهور في البداية. وتشمل العلامات المنذرة ما يأتي:

  •  فقدان الاهتمام بالهوايات والنشاطات التي كانت مهمة عادة.
  •  إهمال العلاقات أو التفاعل مع المقرّبين بطريقة سلبية.
  •  تفويت التزامات مهمة، مثل التزامات العمل.
  •  ميل للمخاطرة وخصوصًا بهدف الحصول على العقاقير أو الاستمرار في ممارسة سلوك معين.
  •  تجاهل العواقب السلبية للأفعال.
  •  تغيير واضح في عادات النوم ينتج عنه تعب مزمن.
  •  تزايد مستوى السرية، مثل الكذب بشأن كمية استهلاك المادة المستخدمة أو الوقت الذي يقضيه المدمن.

يمكن ملاحظة زيادة الانعزال مع مرور الوقت؛ إذ يميل المصابون بالإدمان لإحاطة أنفسهم بأشخاص يدعمون عاداتهم، فيما عدا ذلك فقد يحاولون اختلاق الأعذار، وتبرير سلوكهم عند مواجهتهم بالحقيقة.

التغييرات في الحالة الصحية:

يُعد الانتباه للحالة الصحية الجسدية والنفسية للفرد طريقة أخرى لكشف الإدمان؛ إذ تتراجع الصحة في كل الحالات تقريبًا بغض النظر إن كان الإدمان سلوكيًا أو متعلقًا باستهلاك مادة ما.

تشمل العلامات التي تشير إلى تغييرات صحية ما يأتي:

  • احمرار العينين أو لمعانها الزائد.
  •  الإصابة بالأمراض بصورة مستمرة.
  •  وجود أذيات غير مفسرة.
  •  تغير مفاجئ في الوزن.
  •  سوء حالة البشرة والشعر والأسنان والأظافر (خصوصًا في حالة إساءة استهلاك مادة من العقاقير غير المشروعة، مثل الميثامفيتامينات أو الكوكايين).
  •  زيادة القدرة على تحمل العقاقير.
  •  أعراض انسحاب جسدية، مثل التعرق أو الارتعاش أو التقيؤ.
  •  فقدان الذاكرة أو وجود مشكلات في التذكر.
  •  تغير في الكلام، مثل تداخل الكلمات أو الحديث السريع غير المترابط.

قد تشير التغييرات النفسية والانفعالية الآتية أيضًا إلى وجود حالة من الإدمان:

  •  تغييرات مفاجئة في المزاج.
  •  سلوك عدواني.
  •  هياج.
  •  اكتئاب.
  •  عدم المبالاة.
  •  أفكار انتحارية.

من الضروري استبعاد أي سبب طبي محتمل لتراجع صحة الفرد، ويجب الانتباه إلى أن المصابين بالإدمان يستخفون بخطورة الأمراض التي تصيبهم في أغلب الحالات. ويزداد أيضًا احتمال وجود حالة كامنة من الإدمان في حال غياب أي تفسير لتدهور الصحة.

التأثيرات بعيدة المدى للإدمان على الحياة:

تصبح التأثيرات السلبية دائمة في المراحل المتوسطة أو المتقدمة للإدمان، أو ينتج عنها تأثيرات طويلة الأمد. إذ يُصاب المدمن بحالة متقدمة من الإدمان في حال حدوث هذه النتائج، أو تجاهلها، أو التقليل من أهميتها بهدف الاستمرار في ممارسة العادة.

تشمل العواقب بعيدة المدى المحتملة ما يأتي:

  •  الإصابة بمرض معدٍ، وخصوصًا عن طريق المشاركة في استخدام الإبر.
  •  الانقطاع عن الدراسة أو تدني الدرجات.
  •  فشل العلاقات مع الأصدقاء والعائلة.
  •  فقدان السمعة الحسنة.
  •  الاعتقال أو دخول السجن.
  •  مواجهة الطرد من المنزل أو العجز عن دفع الأقساط.
  •  فقدان الوظيفة.
  •  فقدان حقوق الوالدين.

يمكن حدوث أشياء مشابهة لذلك لغير المدمنين، لكن يزداد احتمال حدوثها في وجود الإدمان. لذا ينصح بتحديد إن كانت المشكلة الحاصلة نتيجةً لحادث واحد أو مشكلة متنامية تخص الإدمان قبل التواصل مع الشخص المعني.

الخطوات اللاحقة نحو التعافي من الإدمان:

يُعد الوصول السريع للعلاج أمرًا مهمًا وضروريًا؛ إذ يمكن طلب المساعدة بالاتصال بالخطوط الساخنة المختصة بالإدمان في حال توفرها، أو طلب المساعدة من الطبيب أو مراكز العلاج المحلية أو حتى مجموعات الدعم.

يؤثر الإدمان في أغلب الحالات في العديد من مناحي حياة الفرد. لذا فإن العلاجات الشاملة تكون أكثر فعالية، وغالبًا ما تتضمن خطوات عديدة تختلف من شخص إلى آخر. وقد تشمل هذه الخطوات إزالة السموم، والاستشارات السلوكية، والمتابعات طويلة الأمد.

توجد بعض الأفكار لدعم أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة في رحلة تعافيه:

  •  تعلم المزيد عن الاعتماد السلوكي أو الاعتماد على المواد، وكيفية علاج هذه الحالة.
  •  مشاركة الرحلة مع الشخص المعني، مثل مرافقته إلى المقابلات والاجتماعات.
  •  تأمين بيئة نظيفة وخالية من المحفزات له.
  •  التحدث بصراحة والتعبير عن الاهتمام في حالة الانتكاس.

إن معالجة الإدمان ممكنة، لكن رغبة المصاب في التغيير ضرورية لنجاح التعافي في معظم الحالات.

اقرأ أيضًا:

جميع أنواع الإدمان وطرق التعافي منه

ما الفرق بين سوء استخدام العقاقير والإدمان؟

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: منال توفيق الضللي

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر