تشير الكفاءة الاقتصادية إلى مستوى الأداء الذي يعكس استخدام أقل كمية من المدخلات للوصول إلى أكبر كمية من المخرجات. إذ تتطلب الكفاءة تقليل حجم الموارد غير الضرورية المستخدمة في إنتاج معين بما في ذلك الوقت والطاقة الشخصية. إنه مفهوم قابل للقياس وذلك عبر استخدام نسبة المخرجات الصالحة إلى إجمالي المدخلات، وبذلك تحقق الكفاءة الوصول الأمثل إلى الناتج المطلوب بالترافق مع تقليل الهدر في الموارد بما فيها المواد المادية والطاقة والوقت.
الكفاءة الاقتصادية
تشير الكفاءة الاقتصادية إلى تحسين استخدام الموارد بما يسهم في خدمة كل شخص على أفضل وجه ضمن الحالة الاقتصادية المدروسة.
ليس هناك عتبة تحدد فعالية الاقتصاد، ولكن تشمل مؤشرات الكفاءة الاقتصادية السلع والخدمات التي تُطرح في السوق بأقل تكلفة ممكنة والقوى العاملة التي توفر أكبر ناتج ممكن. تصف كفاءة السوق كيف تعكس أسعار الأسهم جميع المعلومات المتاحة بدقة. وبالمثل، تحدث الكفاءة التشغيلية حينما تعكس أسعار الأسهم تكاليف نشاطات الشركة بدقة.
مفاهيم مفتاحية
- تُقلل الكفاءة بشكل رئيسي من كمية الموارد المُهدرة والتي تستخدم في إنتاج عدد محدد من السلع أو الخدمات (الإنتاج).
- تعبر الكفاءة الاقتصادية عن الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة لخدمة الاقتصاد بالشكل الأفضل.
- كفاءة السوق: هي الدقة التي تعكس بها أسعار الأسهم جميع معلومات السوق المتاحة.
- الكفاءة التشغيلية: هي الحالة التي تعكس فيها أسعار الأسهم تكلفة عمليات الشركة.
الأساليب التاريخية
تزامن حدوث التقدم المعرفي في مجال الكفاءة الاقتصادية غالبًا مع اختراع أدوات جديدة تدعم آلية العمل. ومن الأمثلة الأولية على ذلك اختراع العجلة وطوق الحصان، إذ يلعب طوق الحصان دورًا كبيرًا في إعادة توزيع الوزن على ظهر الحصان ما يمكنه من حمل أحمال كبيرة دون إثقال كاهله.
كما سمحت المحركات البخارية والسيارات التي ظهرت خلال الثورة الصناعية للناس بالسفر والتنقل مسافات أبعد ضمن وقت أقل نسبيًا وساهمت في تحسين فعالية السفر والتجارة.
قدمت الثورة الصناعية مصادر جديدة للطاقة مثل النفط والغاز وغيرها من المصادر الأقل تكلفة والأكثر فعالية وتنوعًا، وأسهمت الثورة الصناعية وغيرها من الحركات العالمية في تطوير مفهوم الكفاءة في الوقت المناسب.
على سبيل المثال، سمحت أنظمة عمل المصنع -والتي يركز كل مشارك فيها على مهمة واحدة ضمن خط عمل المصنع- للعمليات الإنتاجية بزيادة حجم الإنتاج مع تخفيض الوقت.
كما طور العديد من العلماء ممارسات عديدة لتحسين أداء مهام محددة، ومن الأمثلة الشهيرة في الثقافات الشعبية حول السعي لتحقيق الكفاءة رواية السيرة الذاتية «أرخص بعشرات» بقلم فرانك بونكر جيلبريث جونيور، وإرنستين جيلبريث كاري. تُطَوَّر أنظمة عديدة ومتنوعة لزيادة الكفاءة في هذا الكتاب، حتى في أكثر المهام اليومية التي نمارسها مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة.
آثار الكفاءة الاقتصادية
كلما كان المجتمع أكثر كفاءة أصبح أكثر قدرة على خدمة مواطنيه والعمل بشكل أكثر تنافسية، إذ تساهم الكفاءة بتخفيض سعر البضائع المنتجة مقارنة مع غيرها من السلع المنتجة بأقل كفاءة، كما يسرت التطورات المُحققة نتيجة الكفاءة تطبيق واعتماد مستويات معيشية أعلى مثل تزويد المنازل بالكهرباء والمياه ومنح الناس قدرة أكبر على السفر.
بالإضافة إلى ذلك تقلل الكفاءة من ظواهر سلبية منها سوء التغذية نظرًا لأن البضائع تُنقل بشكل أسرع وإلى مسافات أبعد. تتيح التطورات المتلاحقة في حقل الكفاءة إنتاجية أكبر ضمن فترة زمنية أقصر.
تتصف جميع المدخلات بالندرة ما يولي الكفاءة أهمية خاصة، إذ يعتبر كل من الوقت والمال والمواد الخام عناصر محدودة، ومن المهم استخدامها بكفاءة مع الحفاظ على مستوًى مقبول من الإنتاج.
أمثلة من العالم الواقعي
مع الوصول إلى ما يسمى الثورة الصناعية الرابعة المعتمدة على الاختراقات الكبيرة المتحققة في المجالات التقنية، أصبحت جميع العمليات الصناعية والخدمية أكثر فعالية في ظل ظهور كل من الأجهزة الحاسوبية القوية، والحوسبة السحابية وتحليلات البيانات، والذكاء الاصطناعي والروبوتات، وإنترنت الأشياء (IOT) والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية والحوسبة الكمومية، وسلسلة الكتل وغيرها.
على سبيل المثال، يمكن تطبيق تحليلات البيانات ضمن بيئة صناعية لإعلام مديري المصنع في حال وجود حاجة لصيانة أو استبدال الآلات. هذا النوع من الصيانة التنبؤية يمكن أن يقلل إلى حد كبير من حجم تكاليف التشغيل.
تشير الأبحاث التي أجراها جاي لي، وتشاو جين، وزونجتشانج ليو، وحسين دافاري أرداكاني في مقالتهم «مقدمة في المنهجيات المعتمدة على البيانات للإدارة الوقائية في الصحة» إلى أنه يؤدي استخدام تحليلات بيانات الصيانة المتوقعة إلى انخفاض التكاليف بنسبة 30٪ وتقليل وقت خروج المعدات عن العمل بنسبة 70٪.
يبين الاحتفاظ بالبيانات أن استخدام النظام في الوقت الأمثل واستخدام البيانات التاريخية التي طُورت على مدار الوقت سيمكن المدراء من تحديد وإصلاح الأنظمة غير الفعالة.
اقرأ أيضًا:
الخطأ الأكبر الذي ارتكبه بيل غيتس في عالم الأعمال
من هم الرابحون والخاسرون من الحرب التجارية التي تشنها أمريكا على العالم؟
ترجمة: د. روان علي حاتم
تدقيق: محمد نجيب العباسي
