معنى مؤشرات الأسهم

تقيس مؤشرات الأسهم أداء مجموعة من الأسهم. يتغير مؤشر الأسهم عند ارتفاع السعر الإجمالي لأسهم الشركات المدرجة في المؤشر أو انخفاضه، ويختلف عدد الأسهم في سلال الأسهم والطريقة التي تُحدَّث بها تلك الأسهم.

يضم مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average)، والمعروف أيضًا بمؤشر داو (Dow)، أسهم 30 شركة من أكبر الشركات الأمريكية من ناحية القيمة السوقية التي تمثل القيمة الكلية لجميع الأسهم التي يمتلكها المساهمون، وتمتد قائمة هذه الشركات من شركة آبل (Apple) وصولًا إلى شركة وولت ديزني (Walt Disney).

يتتبع مؤشر إس آند بي 500 (S&P 500) أسهم أكثر من 500 شركة من الشركات الكبيرة علنية التداول، في حين يتتبع مؤشر ناسداك (Nasdaq Composite) أداء أكثر من 2500 سهم مدرج في بورصة ناسداك للأسهم.

أُطلق مؤشر داو في 26 مايو من العام 1896، ويُعد من أوائل المؤشرات في العالم والأقدم من بين المؤشرات الثلاثة المعروفة. أسس الصحفيان المغامران تشارلز إتش داو (Charles H. Dow) وإدورد جونز (Edward Jones) مؤشرًا مرتبطًا بصناعة السكك الحديدية قبل عشرات الأعوام. خرجت معظم الأسهم الاثني عشر الأصلية التي أُدرجَت تحت مؤشر داو في وقت تأسيسه، مثل شيكاغو غاز (Chicago Gas) وناشونال ليد (National Lead)، ولكن شركة جنرال إلكتريك (General Electric) بقيت مدرجة في مؤشر داو مدة 120 عام، ولم تستبعد حتى عام 2018.

تأسس مؤشر إس آند بي 500 في عام 1957 تلبية لرغبة المستثمرين في خدمة تغطي القسم الأكبر من أسواق الأسهم الأمريكية، في حين أُطلق مؤشر ناسداك في عام 1971.

يمكن شراء الأسهم من صندوق المؤشر الذي يتبع مؤشرًا معينًا، وقد تنوع هذه الطريقة الاستثمارات بصورة عامة، فتجعلها أقل عرضةً للخسائر الكبيرة. أُطلقت صناديق المؤشرات للمرة الأولى في عام 1976 على يد جون بوغل مؤسس مجموعة فانغارد الاستثمارية (Vanguard)، وتضم الصناديق في الوقت الحاضر تريليونات الدولارات.

غرض وجود هذا العدد الكبير من مؤشرات الأسهم

هناك المئات من مؤشرات الأسهم في العالم، وتمثل المؤشرات الرئيسية نحو 50 مؤشرًا منها.

تُعد معظم المؤشرات، بما في ذلك مؤشر ناسداك ومؤشر إس آند بي 500، مؤشرات مرجحة بالقيمة السوقية، ويعني ذلك أن الأسهم ذات القيمة السوقية الكبيرة تمثل الحصة الأكبر في أداء المؤشر.

توجد مؤشرات صغيرة تتعامل بأسهم الشركات الداخلة في صناعات محددة، مثل الطاقة والتمويل، إضافةً إلى المؤشرات المعروفة السابقة.

هل الأرقام القياسية مهمة لأداء الأسواق؟

تتغير أسعار الأسهم باستمرار استجابةً للأحداث السياسية والاقتصادية وأداء الشركات، إضافةً إلى تأثير عقلية المستثمر ومزاجه، ويتذبذب السوق عادةً على المدى القصير، في حين تزداد قيمته على المدى الطويل؛ لأن أرباح الشركات تنمو تدريجيًا بمرور الوقت.

وصل مؤشر داو جونز الصناعي أول مرة إلى 1000 نقطة في عام 1972، وتجاوز 10000 نقطة في 29 مارس من العام 1999، في حين وصل إلى 38000 نقطة أول مرة في 22 يناير من العام 2024. سيتعامل المستثمرون ووسائل الإعلام مع الرقم القياسي الجديد بوصفه علامة فارقة عندما تصل قيمة المؤشر إلى نحو 40000 نقطة.

لم يصل مؤشر إس آند بي 500 إلى 5000 نقطة من قبل، ولكنه حطم عدة أرقام قياسية لعدة أسابيع في السابق.

تكمن أهمية الأرقام التقديرية البارزة في العامل النفسي، نظرًا إلى القدر الكبير من العشوائية في الأسواق المالية، إذ تغيب الأدلة على إضافتها إلى أي مكاسب أخرى. وصل مؤشر ناسداك مثلًا أول مرة إلى 5000 نقطة في 10 مارس من العام 2000 في نهاية الحقبة المعروفة بفقاعة الإنترنت أو فقاعة الدوت كوم (Dot-Com Bubble)، وهبط المؤشر بعدها بنحو 80% بحلول شهر أكتوبر من العام 2002، وتطلب الأمر 15 عامًا، حتى الثالث من شهر مارس من العام 2015، لعودة قيمة المؤشر إلى 5000 نقطة.

اقترب مؤشر ناسداك من تحطيم أعلى رقم قياسي له بحلول منتصف شهر فبراير عام 2024، إذ سجل المؤشر 16057 نقطة في 19 نوفمبر عام 2021.

يُعد تحطيم الأرقام القياسية للمؤشرات حدثًا مهمًا، إذ يثير انتباه المستثمرين ويعزز معنويات الأسواق، فقد يستطيع المستثمرين المتخوفين من فقدان فرصهم استثمار المزيد من أموالهم في شراء الأسهم، ما يدفع أسعارها إلى تحطيم أرقام قياسية جديدة. قد تؤدي مطاردة اتجاهات الأسهم إلى زعزعة استقرار الأسواق عن طريق تحريك الأسعار بعيدًا عن قيمتها الأساسية.

يدرك المستثمرون أن محافظهم الاستثمارية تزداد نموًا عندما يحطم مؤشر الأسهم أرقامًا قياسية جديدة، وقد يدفعهم الشعور بالثراء عندها إلى إنفاق المزيد من أموالهم في سوق الأسهم. يُعرف ذلك بمصطلح «تأثير الثروة»، ويعتقد العديد من الاقتصاديين أن زيادة الاستهلاك الناجمة عن ازدهار أسواق الأوراق المالية قد تزيد من قوة اقتصادات الدول.

هل يوجد مؤشر مفضل للأسهم؟

الأمر ليس بهذه البساطة، إذ تقيس المؤشرات على تنوعها أمورًا مختلفة إلى حد ما، ولكل منها مميزاته الخاصة.

يتعامل مثلًا مؤشر إس أند بي 500 مع العديد من الصناعات المختلفة، ولكنه يتأثر تأثيرًا كبيرًا بسبعة أسهم ذات قيمة سوقية كبيرة فقط؛ لأنها من الأسهم ذات القيمة المرجحة.

تُعرف هذه الأسهم باسم «السبعة الكبار»، وتشمل أسهم شركة أمازون وميتا وألفابت وآبل ومايكروسوفت ونفيديا وتسلا، وتمثل قيمتها مجتمعة أكثر من ربع قيمة مؤشر إس آند بي 500. تعمل جميع تلك الشركات تقريبًا في قطاع التكنولوجيا، وساهمت إسهامًا كبيرًا في دفع مؤشر س أند بي 500 إلى مستوى 5000 نقطة.

قد يُظهر هذا تركيز المؤشر على قطاع واحد أكثر من غيره، ولكن التدقيق في العديد من مؤشرات الأسهم بدلًا من التركيز على واحد منها فقط يقدم إجابات واضحة بشأن أداء الأسواق. قد يمثل ارتفاع جميع الأسهم وتحطيمها للأرقام القياسية إشارة كافية إلى تحقيق جميع الأسواق لمكاسب إضافية، وقد يكون عدم إبداء الكثير من الاهتمام بأي منها الخيار الأفضل والأذكى في بعض الأحيان.

بعد أن وصلت الأسواق مثلًا إلى أعلى مستوياتها في 19 فبراير 2020، هبط مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 34% خلال 23 يوم من التداول فقط بسبب المخاوف من تأثر الاقتصاد بانتشار وباء كوفيد-19، ولكن الأسواق سرعان ما انتعشت وحققت مؤشرات الأسهم مستويات مرتفعة وأرقامًا قياسية جديدة بحلول نهاية العام.

يدفع الفزع من التقلبات قصيرة المدى في السوق المستثمرين أحيانًا إلى بيع استثماراتهم بسرعة كبيرة، وهي خطوة قد يندمون عليها لاحقًا، ومن المفيد هنا الاستماع إلى نصيحة السيد وارن بافيت، المستثمر الناجح والمعجب بصناديق مؤشرات الأسهم، إذ يقول بافيت الذي جعلته براعته في اختيار الأسهم واحدًا من أغنى عشرة أشخاص في العالم: «يجب عدم مراقبة السوق عن كثب»، ويضيف أيضًا: «يمكن للضوء الأخضر أن يتحول إلى الأحمر في أي وقت من دون المرور باللون الأصفر»، والعكس بالعكس.

اقرأ أيضًا:

تعويم العملة

انخفاض قيمة تويتر بنسبة 72% منذ شرائه من قبل إيلون ماسك

ترجمة: عمران كاظم حسين

تدقيق: أنس الرعيدي

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر