ما هي خطورة الخردة الفضائية على بعثات استكشاف الفضاء؟


قام عالمٌ بريطانيٌّ مؤخرًا بإطلاق حملةٍ للتوعية بشأن كتلة الخردة الفضائية التي تدور حول الأرض كونها تشكل تهديدًا خطيرًا على مستقبل الاستكشافات الفضائية.

وقال هيو لويس (Hugh Lewis)، رئيس قسم أبحاث الملاحة الفضائية في جامعة ساوثهامبتون، “معالجة مشكلة الحطام الفضائي هي واحدةٌ من أكبر التحدياتِ البيئية للبشرية، ولكن ربما غير معروفةٍ كغيرها.”

وكان قد دُعِمَ إطلاقُ المشروع الإبداعي في الجمعية الفلكية الملكية في لندن من قِبَل الفنانين والعلماء والتي تهدف إلى تسليط الضوء على 27000 قطعةٍ من الحطام يجري تعقُّبُها حيث أنَّها تدور حول الأرض.

ويُعتقد أنَّ هناك حوالي 100 مليونِ قطعةٍ في المجموع، ولكنَّ بعضها صغيرٌ جدًّا ليَظهر على الخريطة.

وقد تُركت ما تُسمَّى “الخردة الفضائية” في الفضاء خلال العديد من البعثات التي حدثت منذ أطلق الاتحاد السوفيتي سبوتنيك 1 (Sputnik 1)، أوَّلَ قمرٍ صناعيِّ، في عام 1957.

العلماء يحذرون: ” يُشَكِّل الحطام تهديدًا خطيرًا على عمليات استكشاف الفضاء في المستقبل”.

قال لويس: “في كل يومٍ، نستخدم ونعتمد على الخدمات التي تقدِّمها الأقمار الصناعية دون أن ندرك كم هي معرَّضةٌ للعطب، يضع الحطام الفضائيُّ هذه الأقمار في خطر التعرض للتدمير أو التَّلف”، وقال أيضًا: “قد تؤثر على أحلام وطموحات الأجيال القادمة في العيش والعمل في الفضاء.”

المشروع بعنوان “ثرثرة”، يستخدم الأفلام المصوَّرة والصوت ووسائل التواصل الاجتماعية لاستكشاف مخاطر النفايات الفضائية.

ويُظهر فيلمٌ وثائقيٌّ للمخرجة كاث لو كوتيغ (Cath Le Couter) عالمة الأرصاد الجوية ورائد الفضاء بيرس سيلرز (Piers Sellers)، الذي رمى ملعقته أثناء السير في الفضاء ضمن مهمة ناسا ديسكفري (Discovery) في عام 2006.

تُركت الأداة لتسافر بسرعة 27000 كيلومتر في الساعة قبل أن تحترق في الغلاف الجوي.

وقال سيلرز في الفيلم: ” كان الحطام الفضائي بالنسبة لرائد فضاءٍ قيد العمل، بمثابة عدو، إنه تساقطٌ لأشياءَ تتحرك بسرعةٍ عاليةٍ جدًّا”.

وتحدَّثت لو كوتيغ أثناء إطلاقها الوثائقي، بأنه يُسلِّط الضوء على “أزمةٍ معاصرةٍ حرجة”.

وقالت: “إنه يُشكِّل الآن تهديدًا خطيرًا جدًّا على استكشاف الفضاء في المستقبل، وعلينا نحن أيضًا على الأرض، وعلى الأقمار الصناعية التي نعتمد عليها”.

يمكن للجمهور أن يتبنَّى قطعةً من الخردة الفضائية على تويتر، مثلما فعلت شركة فانغارد (Vanguard)، مع القمر الصناعي الأمريكي الثاني المُرسل إلى الفضاء والذي يُعدُّ أقدم قطعةٍ موجودةٍ من الحطام الفضائي.

ويشمل المشروع أيضًا محاولةً للمتابعة الصوتية لمسار الحطام الفضائي، وذلك باستخدام أداة الصوت الكهروميكانيكية لتحويل حركتها إلى صوت.

سجَّل نيك ريان (Nick Ryan) الملحِّن وفنان الصوتيات الحائز على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون 1000 صوتٍ باستخدام أشياءَ تم اختيارها لتمثل الحطام الفضائي – التي هي نفسها صامتة – واستخدمها ليمثل بيانات مباشرةً من الفضاء.


المترجم: مجد ميرو.
تدقيق بدر الفراك
المصدر