متلازمة الحيز هي تراكم مؤلم من الضغط على العضلات، أما متلازمة الحيز الحادة فهي حالة طبية تحدث بعد عدة إصابات خطيرة، أو تُعد مضاعفات لعمليات جراحية. وتظهر متلازمة الحيز المزمنة عبر الوقت عند ممارسة الرياضة بشدة كبيرة، وغالبًا ما تُعالج متلازمة الحيز المزمنة بتعديل الروتين الرياضي.

الحيز مصطلح طبي يشير إلى مجموعات من العضلات والأعصاب والأوعية الدموية، ويُغطى الحيز بلفافة وهي غشاء رقيق وثابت. وتُعد متلازمة مؤلمة جدًا، وتحدث عند تراكم ضغط كبير داخل الحيز، ما يضغط على اللفافة أكثر من اللازم ويمنع وصول الدم والأوكسجين النقي والمغذيات إلى العضلات والأعصاب.

تصيب المتلازمة أي نسيج من العضلات، لكنها تكثر في:

  •  الساقين، خصوصًا العضلات السفلية.
  •  الذراعين مثل اليدين والمعصمين.
  •  القدمين.
  •  البطن.
  •  الأرداف.

أنواع المتلازمة

  •  متلازمة الحيز الحادة: تحدث فجأةً وعادةً بعد إصابة شديدة، وهي حالة طارئة يجب مراجعة الإسعاف فور الإصابة بها. قد تسبب ضررًا دائمًا للعضلات أو شللًا، أو قد تؤدي إلى الموت إذا لم تُعالج سريعًا.
  •  متلازمة الحيز المزمنة: يتراكم الضغط في متلازمة الحيز المزمنة عبر الزمن، وخاصةً بعد التمارين الرياضية القاسية أو الشديدة، وهي ليست طارئةً عادةً لكنها قد تكون مؤلمة جدًا، وتسمى أحيانًا متلازمة الحيز الجهدية.

يقدر الخبراء أن أقل من 10 أشخاص من بين كل 100,000 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يصابون بمتلازمة الحيز الحادة كل سنة، وتشيع الإصابة أكثر عند من يعانون كسورًا في العظام، إذ تشير الدراسات إلى أن نحو 10% من الذين تعرضوا إلى كسر في الساق سيصابون بمتلازمة الحيز مُستقبلًا.

أعراض متلازمة الحيز الحادة وعلاماتها

  •  انتفاخ أو تورم واضح حول العضلة المصابة.
  •  ألم عضلي أكثر شدةً من الألم المعتاد بعد النشاط الشاق.
  •  ضيق.
  •  ألم شديد عند التمطط.
  •  خدر.
  •  وخز أو حرقة تحت الجلد (تنميل).
  •  الشعور بأن العضلات ممتلئة أو مشدودة أو أنها أكبر من المعتاد.

الأسباب الرئيسية لمتلازمة الحيز

تحدث متلازمة الحيز عندما تسبب إصابة أو شدة متكررة تورمًا أو نزيفًا داخل الحيز العضلي، إذ إن تراكم ذلك التورم سيؤدي إلى ضغط العضلات على الغشاء العضلي المحيط بها.

للأغشية العضلية قدرة طبيعية على التمدد والتمطط، لكنها قدرة محدودة، لذلك إذا استمر الحيز العضلي بالضغط عليها فستبدأ بالضغط على العضلات والأعصاب، ما يسبب الألم والأعراض الأخرى للمتلازمة.

يشبه ذلك شعور ارتداء حذاء أصغر بمقاسين، عند بداية ارتدائه قد تكون القدمان مرتاحتين دون أي ضيق، لكن مع مرور الوقت ومع المشي والحركة ستبدأ القدمان بالتورم، وفي النهاية سيبدو الحذاء وكأنه يمسك القدم بإحكام. متلازمة الحيز تشبه ذلك لكنها أخطر بكثير، إذ إن ذلك الضغط يتشكل داخل الجسم.

وتعتمد مسببات متلازمة الحيز عمومًا على نوع المتلازمة، فمن أكثر الأسباب شيوعًا لمتلازمة الحيز الحادة الإصابات الحادة ومنها:

  •  حوادث السيارات.
  •  الوقوع من مكان مرتفع مثل العلية أو السلم.
  •  الكسور العظمية.
  •  الإصابات الساحقة مثل سقوط شيء ثقيل فوق الشخص.
  •  الكدمات العضلية الشديدة.
  •  الإصابات الرياضية.
  •  المضاعفات بعد العمليات.
  •  المضاعفات الناتجة عن ارتداء الجبيرة فترة طويلة.
  •  الضغط لفترة طويلة على الساق أو الذراع بسبب قلة الحركة.

أما متلازمة الحيز المزمنة فعادةً ما يتراكم الضغط المسبب عبر الزمن، والتمارين الرياضية الشديدة المتكررة من أكثر الأسباب شيوعًا، إذ إن تكرار نفس النوع من التمارين قد يُشكل ضغطًا على نفس العضلات مرارًا وتكرارًا، ما يؤدي إلى تراكم هذا الضغط. وتتضمن بعض الأسباب الأخرى:

  •  الركض.
  •  ركوب الدراجة.
  •  السباحة.
  •  رفع الأثقال.

إن تكرار حركات معينة في أثناء العمل أو ممارسة هواية ما قد يسبب متلازمة الحيز المزمنة أيضًا لكنه يعد أقل شيوعًا.

عوامل الخطر

قد يُصاب أي شخص بمتلازمة الحيز لإنها تحدث بعد الإصابات الشديدة. ويميل الرياضيون والأشخاص ذوو الأعمال التي تتطلب حركةً فيزيائية إلى تطبيق ضغط على عضلاتهم، ما يزيد احتمال إصابتهم بمتلازمة الحيز. والمصابون بالهيموفيليا أو أمراض الدم الأخرى عرضة للخطر أيضًا.

مضاعفات المتلازمة

قد تسبب المتلازمة مضاعفات عدة، إذ إن النسيج لن يتلقى مايكفيه من الدم النقي والأوكسجين والمغذيات إذا تزايد الضغط على الغشاء العضلي، ما قد يسبب ضررًا دائمًا.

قد تسبب متلازمة الحيز الحادة الوفاة إذا لم تُعالج حالًا، لذلك يجب زيارة طبيب الطوارئ فورَ ظن الإصابة بها.

تشخيص متلازمة الحيز

يشخص مقدمو الرعاية الصحية متلازمة الحيز بالفحص الفيزيائي والاختبارات، وذلك بفحص العضلات المصابة والمنطقة المحيطة بها، ثم استبعاد الأمراض الأخرى مثل التهاب الأوتار أو جبائر عضلة الساق التي تسبب أعراضًا مشابهة.

يجب إخبار مقدم الرعاية الصحية عن لحظة الإصابة بالألم، وإن كان الألم يزداد أو ينقص عند ممارسة أنشطة معينة.

فحوصات متلازمة الحيز

  •  الفحص بالأشعة السينية: يساعد على استبعاد الإصابات العظمية والإصابات الأخرى.
  •  فحص قياس الضغط في الحيز: وذلك بإدخال إبرة إلى أماكن مختلفة في الحيز العضلي، لتقرأ آلة متصلة بالإبرة الضغط داخل الجسم، قد يكون هذا الاختبار مؤلمًا، إذ يساعد مكان الألم وشدته في تحديد الإصابة.
  •  تكرار اختبار الضغط: سيطبق مقدم الرعاية الصحية اختبارًا لقياس مدى الضغط مباشرةً بعد تمرين رياضي، وذلك إذا ظن أن المريض يعاني من متلازمة الحيز المزمنة، ثم يقارن النتائج مع مستويات الضغط الطبيعية قبل التمرين.

العلاج

يعتمد العلاج على نوع المتلازمة. فمتلازمة الحيز الحادة حالة طبية خطيرة تستدعي التدخل الجراحي السريع، بينما تتحسن متلازمة الحيز المزمنة عادةً عند تغيير الروتين الرياضي أو العادات الحركية.

 علاج متلازمة الحيز الحادة

سيجري الطبيب عمليةً جراحية تسمى بَضع الغشاء العضل، وتتضمن شق الجلد ثم شق غشاء العضلة لتفريغ الضغط من الحيز المصاب، ويُغلق الشق بعد زوال التورم والضغط. قد يُجري الجراح ترقيعًا للجلد إذ يأخذ قطعة من الجلد من مكان آخر في الجسم لتغطية الشق.

 علاج متلازمة الحيز المزمنة

عادةً ما تتحسن متلازمة الحيز المزمنة عند إراحة العضلات المتأثرة وتجنب إجهادها مستقبلًا، ومن الممكن اتباع علاجات معينة لتخفيف الأعراض ومنع تراكم الضغط مثل:

  •  تناول الأدوية: قد تخفف مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية التي تؤخذ دون وصفة طبية أو الأسيتأمينوفين من الالتهاب والألم، لكن يجب عدم تناولهما أكثر من عشرة أيام مستمرة دون استشارة الطبيب.
  •  تغيير روتين التمارين الرياضية: قد تظهر الحاجة إلى تغيير روتين التمارين الرياضية وممارسة تمارين أقل إجهادًا. يتّبع بعض المصابين بمتلازمة الحيز نظام التمارين التصالبية الذي يتكون من عدة أنواع رياضية مدمجة مع بعضها بدلًا من ممارسة تمرين واحد في وقت معين، ويغير البعض الآخر من بيئة ممارسة الرياضة مثل الركض على أرض ناعمة بدلًا من أرض خشنة.
  •  العلاج الفيزيائي: يساعد المعالج الفيزيائي على زيادة قوة العضلات المصابة ومرونتها، ويُنصح أيضًا بطرق لتعديل التمارين الرياضية كي تمنع تراكم التوتر والضغط.
  •  تقويم العظام: هي حشوات للأحذية تدعم القدمين والساقين.

يُلجأ إلى عملية بضع الغشاء إن لم تؤثر العلاجات السابقة كلها أو إذا عاودت المتلازمة في الظهور.

التحسن بعد العلاج

يظهر التحسن سريعًا بعد إجراء عملية بضع الغشاء عند المصابين بمتلازمة الحيز الحادة، ويحتاج أغلب المصابين إلى راحة تصل إلى شهر قبل استخدام العضلات المصابة مجددًا، ويحدد الطبيب متى يكون المشي آمنًا من جديد، وكم من الوقت يجب الانتظار قبل معاودة ممارسة التمارين الرياضية.

قد يستغرق علاج متلازمة الحيز المزمنة وقتًا أطول، إذ قد يأخذ إيجاد العلاج أو مجموعة العلاجات والتمارين الرياضية المناسبة عدة أشهر، ثم يجب أن تتحسن الأعراض تدريجيًا عند الوصول إلى طرق ملائمة لتخفيف الضغط عن العضلات المصابة.

الوقاية

لا يمكن منع حدوث متلازمة الحيز الحادة لأنها تحدث فجأةً بعد الإصابة أو قد تكون من المضاعفات التي لا يمكن توقعها، والطريقة الوحيدة لمنع النتائج السيئة لمتلازمة الحيز الحادة هي الذهاب إلى الإسعاف سريعًا فور الشك بالإصابة بها.

يجب إخبار الطبيب عند وجود جبيرة والشعور بها تضغط على العضلات، وخاصةً عند تناول مسكنات الألم وعدم زوال الألم أو التورم.

الطريقة المثلى لتجنب الإصابة بمتلازمة الحيز المزمن هي تجنب تطبيق ضغط كبير على العضلات، ويُنصح باتباع النصائح التالية لتخفيف الخطر:

  •  تجنب الإفراط في التمرن الرياضي، وعدم اللعب عند الشعور بالألم أي عند تألم العضلات في أثناء ممارسة الرياضة أو بعدها.
  •  التمدد والإحماء قبل ممارسة الرياضة وبعد التمارين الشديدة.
  •  بناء القدرة على التحمل تدريجيًا وعدم زيادة شدة التمرينات فجأةً.
  •  التنويع في التمارين وتجنب تكرار التمرين ذاته مرارًا.
  •  تجنب التمرن على سطوح خشنة أو صلبة مثل البلاط.

اقرأ أيضًا:

متلازمة ألم اللفافة العضلية Myofascial Pain Syndrome

تشنج الأصابع أو اليد لكثرة الكتابة! إليك ما يجب معرفته

ترجمة: ميس مرقبي

تدقيق: نور حمود

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر