متلازمة القولون المتهيج أو مرض القولون المتهيج: اضطراب طويل الأمد. يسبب آلامًا في البطن ووجودًا للمخاط في البراز وحركة غير منتظمة في الأمعاء وانتفاخًا وتناوبًا بين الإمساك والإسهال. تُعرف متلازمة القولون المتهيج أو مرض القولون المتهيج أيضًا بالتهاب القولون التقلصي ، أو التهاب القولون المخاطي، أو القولون العصبي. تُعد حالةً مزمنةً طويلة الأمد، ولكن تميل أعراضها إلى التغير بمرور الوقت.

يمكن أن تتسبب تلك الحالة بعدم ارتياح مزمن، لكن أغلب الناس لا يصابون بمضاعفات. تتحسن الأعراض عندما يتعلم الأفراد التحكم بالحالة، لذا تُعد الأعراض الشديدة والشديدة المزمنة للمرض نادرة.

حقائق سريعة حول متلازمة القولون المتهيج

  •  متلازمة القولون المتهيج يمكن أن تسبب حالة من عدم الارتياح، ولكنها لا تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
  •  حاليًا، لا يوجد علاج لمتلازمة القولون المتهيج.
  •  تلعب العوامل العاطفية والتغذوية دورًا في المرض.
  •  قد تقل حدة الأعراض بالتوقف عن شرب الكحوليات.
  •  قد يقلل استبعاد الأطعمة المسببة للغازات من حدة الأعراض.

الأعراض

الأعراض الأكثر شيوعًا عن متلازمة القولون المتهيج هي:

  •  تغيُّر في حركية الأمعاء.
  •  ألم في البطن وتقلصات تقل بعد استخدام المرحاض.
  •  الغازات المفرطة.
  •  تسرب المخاط عبر المجرى الخلفي، أو من المستقيم.
  •  الحاجة الماسة المفاجئة لاستخدام المرحاض.
  •  انتفاخات بالبطن.

تسوء تلك الأعراض مع تناول الطعام، ويستمر تأجج الأعراض من يومين إلى أربعة أيام، ثم تتحسن الأعراض أو تذهب كليًا. تختلف الأعراض والعلامات بين الأفراد، فهي تشبه أعراضًا لأمراض وحالات أخرى غالبًا. وتؤثر على أجزاء مختلفة من الجسد.

تحتوي الأعراض على:

  •  تبول متواتر.
  •  رائحة فم الكريهة.
  • صداع.
  •  ألم بالمفاصل أو العضلات.
  •  ألم أثناء ممارسة الجنس (للإناث) أو ضعف جنسي.
  •  عدم انتظام الدورة الشهرية.

ربما يحدث اضطراب القلق والاكتئاب، بسبب عدم الارتياح والإحراج المصاحب للمرض.

الحمية

تلعب العوامل التغذوية دورًا. قد تسوء الأعراض بعد استهلاك بعض المنتجات، مثل الشوكولا أو اللبن أو الكحول. ربما تحدث الأعراض في صورة إمساك أو إسهال. قد تثير بعض الفواكه أو الخضروات أو الصودا انتفاخًا بالبطن وشعورًا بعدم الارتياح. لم يتضح الدور الذي تلعبه حساسية الطعام في المرض.

من المثيرات الغذائية للمرض:

  •  الأطعمة المسببة للانتفاخ مثل الحبوب والبصل والجزر والموز والكرفس والزبيب والمشمش والخوخ والكرنب والمعجنات والكعك.
  •  منتجات الألبان.
  •  العلكة الخالية من السكر.
  •  بعض السكاكر.
  •  منتجات الكافيين، ربما بسبب اللاكتوز أو السوربيتول أو عدم تحمل الكافيين، عوضًا عن متلازمة القولون المتهيج.

الألياف: يحتاج بعض المرضى لزيادة محتوى طعامهم من الألياف، بينما يحتاج آخرون للتقليل منه. يمكن أن يساعد مستوًى متوازن من الألياف في الغذاء على تحسين الهضم الصحي.

البروبيوتيك –probiotics (البكتيريا النافعة): قد تساعد البعض، لكن النتيجة تحتاج نحو 4 أسابيع للظهور.

السجل الغذائي: يساعد تسجيل الغذاء المُستهلك وتأثيره في التعرف على المثيرات الرئيسية للمرض.

قد يساعد تغيير بعض الأطعمة في التحكم بالأعراض. ومن الجدير بالذكر: لا يوجد حمية واحدة تعمل لكل المرضى، لذلك ربما تحتاج إلى عملية التجربة والخطأ لتحقيق الحمية المثالية.

الأسباب

من غير الواضح ما الذي يسبب متلازمة القولون المتهيج، ولكنها لا تُعد معديةً ولا ترتبط بالسرطان.

فربما تكون العوامل:

  •  الحمية.
  •  العوامل البيئية مثل الإجهاد والتوتر.
  •  العوامل الوراثية.
  •  الهرمونات.
  •  حساسية الأعضاء الهضمية المفرطة للألم.
  •  استجابة غير اعتيادية للعدوى.
  •  اضطراب وظيفي في العضلات المستخدمة لتحريك الطعام خلال الجسم.
  •  عدم قدرة الجهاز العصبي المركزي على التحكم بعملية الهضم بطريقة ملائمة.

تؤثر الحالة العقلية والعاطفية للشخص على المرض، إذ تزداد خطورة الإصابة بالمرض عند الناس الذين تعرضوا لتجارب أليمة.

قد تسوء الأعراض مع التغيرات الهرمونية؛ إذ تكون الأعراض أكثر حدة عند النساء، في وقت الدورة الشهرية مثلًا.

قد تثير العدوى مثل التهابات الأمعاء والمعدة حدوث متلازمة القولون المتهيج.

علاج متلازمة القولون المتهيج

بما أن الأسباب غير واضحة، يهدف العلاج إلى تحسين حياة المريض وإزالة الأعراض. يشمل ذلك بعض التغييرات الغذائية وتعلم كيفية التحكم بالتوتر.

قد يساعد الآتي في السيطرة على الأعراض:

  •  تجنب السوربيتول، الموجود في العلكة وأغذية الحمية والحلويات الخالية من السكر، لأنه قد يسبب الإسهال.
  •  استهلاك الكثير من الأغذية المحتوية على الشوفان لتقليل الغاز والانتفاخ.
  •  الانتظام بنفس مواعيد الأكل كل يوم.
  •  الأكل ببطء.
  •  التقليل من الكحول.
  •  تجنب المنتجات المحتوية على السكر الكربوني مثل الصودا.
  •  التقليل من تناول بعض الفواكه والخضروات.
  •  التقليل من الشاي والقهوة إلى ثلاثة أكواب في اليوم فقط.
  •  شرب ما يكفي من السوائل، على الأقل 8 أكواب كل يوم.

ربما يساعد التقليل من كمية النشويات المقاومة للهضم، خاصة الموجودة في الطعام المعاد طبخه وفي بعض البقوليات، فهي لا تُكسَّر في الجهاز الهضمي وتُعتبر مكونًا من الألياف الغذائية.

القلق والتوتر

قد يساعد الآتي على تخفيف الأعراض:

  •  تقنيات الاسترخاء، مثل التمارين والتأمل.
  •  بعض الأنشطة الجسدية المحددة مثل اليوغا والتاي تشي.
  •  التمارين الرياضية المنتظمة.
  •  الاستشارة حول القلق أو العلاج السلوكي المعرفي.

الأدوية

قد تستخدم أنواعًا من الأدوية مثل:

  •  أدوية مضادة للتقلصات، إذ تقلل من الألم والتقلصات بإرخاء العضلات في البطن.
  •  الملينات الكتلية: قد تساعد في تخفيف الإمساك، يمكن شراؤها دون وصفة طبية أو عن طريق الإنترنت، ولكن يجب استخدامها بحذر.
  •  أدوية مبطئة لحركة الأمعاء؛ من أجل علاج الإسهال مثل لوبيرامايد، الذي يقلل من انقباضات عضلات الأمعاء، ويمكن شراء لوبيرامايد من الإنترنت.
  •  مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، إذ تساعد في تقليل آلام البطن والتقلصات.

الأدوية الخاصة بمتلازمة القولون المتهيج:

  •  ألوزيترون (لوترونيكس) لمتلازمة القولون المتهيج ذات الإسهال الشديد في النساء.
  •  لوبيبروستون (أميتيزا) لمتلازمة القولون المتهيج ذات الإمساك الشديد في النساء.

تُعتبر تلك الأدوية الخط الأخير في العلاج، حين تفشل الأدوية الأخرى أو التدخلات المعدلة لنمط الحياة، مع استمرار شدة الأعراض.

العلاج النفسي

قد تكون التقنيات النفسية الآتية مفيدة:

  •  العلاج الشخصي النفسي الديناميكي، إذ يساعد المعالج المريض باستكشاف ماضيه لمعرفة ما إذا كان هناك شيء يؤثر على لاوعيه.
  •  العلاج التنويمي الذي يساعد على تبديل عقل المريض اللاواعي تجاه الأعراض.
  •  تساعد استراتيجيات العلاج السلوكي المعرفي على تغيير رد الفعل تجاه الحالة عبر تقنيات الاسترخاء والتعامل الإيجابي.

قد تساعد التمارين على تخفيف الأعراض لبعض الناس.

التشخيص

لا يوجد تقنية تصوير معينة لتشخيص متلازمة القولون المتهيج، فينطوي التشخيص على استبعاد الحالات المسببة لأعراض شبيهة بمتلازمة القولون المتهيج ثم اتباع عمليات تصنيف الأعراض.

يوجد 3 أنماط أساسية من متلازمة القولون المتهيج:

  •  متلازمة القولون المتهيج مع الإمساك: تشمل ألمًا في المعدة وعدم ارتياح وانتفاخ وحركات معوية متأخرة وبراز صلب.
  •  متلازمة القولون المتهيج مع الإسهال: تشمل ألمًا في المعدة وعدم ارتياح ورغبة قوية في الذهاب للمرحاض، مع حركات متواترة للأمعاء، وبراز سائل أو رخو.
  •  متلازمة القولون المتهيج ذو النمط المتناوب: يتناوب فيه الإسهال والإمساك.

ويجدر بالذكر: يمر بعض الأفراد بأنماط مختلفة من المرض خلال فترة الإصابة به.

يشخص الطبيب المرض بالسؤال عن الأعراض، على سبيل المثال:

  •  هل كان هناك تَغيُّر في آلية حركة الأمعاء ودخول المرحاض مؤخرًا، مثل الإمساك أو الإسهال؟
  •  هل هناك عدم ارتياح أو ألم في البطن؟
  •  هل تشعر بالانتفاخ غالبًا؟

ربما يُجرى اختبار دم لاستبعاد الحالات الآتية:

  •  عدم تحمل اللاكتوز.
  •  النمو المفرط لبكتيريا الأمعاء.
  •  الداء الزلاقي (Celiac disease).

إذا وُجِدت أعراض تقترح حالة أخرى، يتعين حينها إجراء مزيد من الفحوصات، مثل:

  •  فقر الدم.
  •  تورمات المستقيم أو البطن.
  •  فقدان الوزن غير المبرر.
  •  آلام البطن الليلية.
  •  تطور الحالة للأسوأ (Progressive worsening).
  •  نزول كمية من الدم في البراز.
  •  تاريخ عائلي من أمراض التهابات الأمعاء، أو سرطان القولون والمستقيم أو الداء الزلاقي.

عوامل الخطر

من المحتمل أن يصاب الأشخاص الآتي ذكرهم بمتلازمة القولون المتهيج عن غيرهم:

البلوغ المبكر: تصيب تلك المتلازمة كل الأعمار، لكن التشخيص يُجرى قبل سن 45 عاما، غالبًا بين 20 و30 سنة.

الجنس: يصيب النساء أكثر من الرجال.

تاريخ العائلة: إذا أصيب أحد الأقرباء في العائلة، ربما يكون هناك فرصة أكبر للإصابة بالمرض. لكن لا يوجد علاقة واضحة.

البيئة: يفحص البحث الجاري علاقة متلازمة القولون المتهيج بتاريخ العائلة المرضي أو بالبيئة أو بكليهما.

ما زال البحث حول المتلازمة مستمرًا، وربما يُكتشف علاج أفضل في المستقبل. ما عليك الآن هو مراعاة حميتك الغذائية والتيقظ للتوتر وتتبع النصائح المذكورة لتجنب المرض.


اقرأ أيضًا:

ترجمة: محمد إيهاب

تدقيق: محمد نجيب العباسي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر