متلازمة رامزي هانت هي عدوى تصيب العصب الوجهي، وتُعد اضطرابًا عصبيًا يصيب فيه فيروس الحماق النطاقي أعصابًا معينة في منطقة الرأس، وتُعرف الحالة أيضًا باسم Herpes zoster oticus. يمكن لفيروس الحماق النطاقي أن يسبب أيضًا جدري الماء، يحمل الأشخاص الذين أصيبوا بجدري الماء الفيروس الخامل في أعصابهم، وبعد بضع سنوات قد ينشط مجددًا مصيبًا العصب الوجهي، ما يسبب متلازمة رامزي هانت.

تتضمن الحالة طفحًا مؤلمًا وضعفًا في عضلات الوجه، ما قد يجعل البعض يظنه جلطةً. تعالَج المتلازمة عادةً بشكل فعال، لكن قد يعاني البعض من ضعف دائم في عضلات الوجه وفقدان السمع.

ينخفض خطر حدوث المضاعفات بشكل كبير مع العلاج الفوري المناسب، فكلما طال انتظار الشخص للعلاج، قلت فرصته في الشفاء التام.

يصنف مكتب الأمراض النادرة متلازمة رامزي هانت على أنها مرض نادر بمعدل حدوث يساوي نحو 5 أشخاص من كل 100000 في الولايات المتحدة، لا يواجه معظم الأطباء حالات من متلازمة رامزي هانت خلال حياتهم المهنية.

متلازمة رامزي هانت

متلازمة رامزي هانت

علاج متلازمة رامزي هانت

يحسن العلاج المبكر فرصة الشفاء التام، يصف الطبيب في الغالب دواءً مضادًا للفيروسات، مثل الآسيكلوفير Zovirax، أو فامسيكلوفير Famvir، أو فالتريكس valacyclovir، وتوصف الهرمونات المنشطة corticosteroid للتورم والألم، قد يضطر المريض إلى تناول عقار Diazepam (الفاليوم) أيضًا للحد من أعراض الدوار.

في حال استمر الضعف في عضلات الوجه بعد الانتهاء من العلاج الطبي، قد يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي للمساعدة في استعادة الحالة السليمة لعضلات الوجه.

قد تساعد حقن سم البوتولينوم من النوع أ (المعروف باسم بوتوكس) في الجفن العلوي المرضى الذين يواجهون مشكلة في إغلاق عين واحدة، قد يساعد استخدام رقعة العين كذلك في حماية العين المصابة.

قد يستغرق التعافي من متلازمة رامزي هانت من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر، ولكن قد تقل احتمالية حدوث الشفاء التام في حال تأخر العلاج، إذ يُحتمل أن تكون الأعصاب قد تضررت بشدة.

الشفاء:

يعتمد الشفاء الناجح من المتلازمة على التعرف على الأعراض وعلاجها في الأيام القليلة الأولى، يُعد تناول أدوية Acyclovir و Prednisolone خلال أيام من بدء الأعراض طريقةً مثلى لضمان أقصى درجة ممكنة من التعافي.

بشكل عام يمكن شفاء الأضرار الناجمة عن متلازمة رامزي هانت.

أعراض متلازمة رامزي هانت

تظهر أعراض متلازمة رامزي هانت على شكل:

  • فقدان حاسة التذوق، أو تغير كبير في طريقة تذوقك للطعام.
  • طفح جلدي أحمر مؤلم في أغلب الأحيان، تصحبه بثور على اللسان والحنك والأذن الداخلية أو الخارجية وطبلة الأذن.
  • دوار
  • صعوبة في إغلاق إحدى العينين.
  • وجع مستمر في الأذن وضعف الوجه على نفس جانب الأذن المصابة.
  • فقدان السمع في الأذن المصابة.
  • طنين الأذن.
  • قد تتغير تعبيرات الوجه، كظهور الابتسامة بشكل ملتوٍ.
  • تدلي الوجه.

عوامل الخطر:

وُجد أن الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والذين أصيبوا بالفعل بالجدري يعرَّضون أكثر للإصابة بهذه المتلازمة من الفئات العمرية الأخرى، وتندر جدًا إصابة الأطفال بمتلازمة رامزي هانت.

لا تُعد متلازمة رامزي هانت مرضًا معديًا، لكن قد ينقل المصاب جدري الماء إلى أشخاص لم يصابوا بالمرض من قبل.

يجب أن ينتظر مصابو متلازمة رامزي هانت حتى تتقشر بثورهم قبل أن يستطيعوا الاتصال مع الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو الذين لم تسبق لهم الإصابة بجدري الماء، إضافةً إلى الرضع والأمهات الحوامل.

المضاعفات:

تُعتبر المضاعفات نادرةً في حال بدأ العلاج في غضون بضعة أيام من ظهور الأعراض، ومع ذلك قد تعاني نسبة صغيرة من المرضى من فقدان دائم في السمع وضعف في الوجه حتى إذا عولجوا بسرعة وفعالية.

في حال تأخر العلاج، تتمثل الخطورة بفقدان حركة الوجه بشكل دائم، بالإضافة إلى حدوث حركات تخرج عن سيطرة المريض كالرَّمش.

قد يجد بعض المرضى صعوبة في إغلاق عين واحدة، ما قد يسبب لاحقًا ضررًا في القرنية، فيؤدي إلى ألم في العين ومشاكل في الرؤية.

قد يعاني بعض المرضى من الألم لفترة طويلة بعد اختفاء الأعراض الأخرى، في حالة تُعرف باسم الألم العصبي التالي لفيروس الحماق النطاقي.

قد ينتشر الفيروس إلى أجزاء عصبية أخرى، كالدماغ والحبل الشوكي، ما يسبب الارتباك والخمول وآلام الظهر وضعف الذراعين والساقين بالإضافة إلى الصداع. في حالات كهذه، قد يحتاج المريض إلى البزل القطني لتحديد المناطق المتأثرة من الجهاز العصبي.

تشخيص متلازمة رامزي هانت

قد يشخص الطبيب المرض عند اكتشاف العلامات المميزة من ضعف الوجه والطفح الجلدي (على شكل بثور)، وقد تُجرى دراسة لفحص التوصيل العصبي لتحديد مدى الضرر الذي أصاب العصب الوجهي؛ لمعرفة احتمالية الشفاء.

يجدر الذكر: يُساء تشخيص المتلازمة في كثير من الأحيان؛ بسبب ندرتها، إذ لا يصادف العديد من الأطباء هذه الحالة خلال حياتهم المهنية.

قد تؤخذ عينة من السائل في إحدى البثور الموجودة في الأذن لتأكيد التشخيص، وقد يأخذ الطبيب أيضًا قطعةً أو عينةً دموية.

يفيد التصوير (كالتصوير بالرنين المغناطيسي) في الكشف عن وجود تورم في أعصاب الوجه، ويمكن للأشعة أيضًا أن تساعد الطبيب في تحديد ما إذا كان الفيروس قد وصل إلى المخ أو الأعصاب.

إقرأ أيضًا: جدري الماء من الالف الى الياء

المصدر

ترجمة محمد أبو غزالة – تدقيق علي قاسم – مراجعة تسنيم الطيبي