زحل يتفوق على المشتري بعدد الأقمار بعد اكتشاف 20 قمر جديد، ويمكنك المشاركة في تسميتها – بعد تخطيه المشتري، زحل ملك الأقمار الجديد. اكتشف فريق بقيادة سكوت شيبارد من معهد كارنيجي Scott S.Sheppard 20 قمرًا جديدًا يدورون حول زحل. وهذا يرفع العدد الكلي لأقمار الكوكب الحلقي إلى 82 قمرًا، ليتفوق على المشتري الذي يملك 79 قمرًا.

أعلن هذا الاكتشاف يوم الاثنين السابع من سبتمبر 2019 من قبل مركز الكواكب الصغيرة التابع للاتحاد الدولي للفلك.

يبلغ قطر كل قمر منها حوالي 5 كيلومترات، ويدور17 منهم حول الكوكب في حركة تراجعية، أي عكس دوران الكوكب حول محوره، ويدور الثلاثة الباقون بشكل طبيعي Prograde في نفس اتجاه دوران زحل حول محوره.

اثنان من الأقمار قريبان من الكوكب، ويستغرقان حوالي سنتين لإتمام دورة واحدة حول زحل. الأقمار التراجعية الأكثر بعدًا، وواحد من الأقمار التي تدور في اتجاه دوران الكوكب، يستغرقون أكثر من ثلاث سنوات لإتمام دورة واحدة حول الكوكب.

وفقًا لتوضيحات شيبارد: «دراسة مدارات تلك الأقمار، تكشف عن أصول تكوينها، وكذلك معلومات حول الظروف المحيطة بزحل خلال تكوينه».

رسم فني يصور الـ 20 قمرًا المكتشفة حديثًا تدور حول زحل. ترفع تلك الأقمار العدد الإجمالي لأقمار زحل إلى 82 قمرًا، متجاوزًا كوكب المشتري الأكثر امتلاكًا للأقمار في النظام الشمسي برمته. دراسة هذه الأقمار يمكن أن تكشف عن الكثير من المعلومات حول زحل والظروف المحيطة له أثناء تكوينه. التوضيحات مقدمة من معهد كارنيجي للعلوم. الصورة بواسطة NASA و Paolo Sartorio.

رسم فني يصور الـ 20 قمرًا المكتشفة حديثًا تدور حول زحل. ترفع تلك الأقمار العدد الإجمالي لأقمار زحل إلى 82 قمرًا، متجاوزًا كوكب المشتري الأكثر امتلاكًا للأقمار في النظام الشمسي برمته. دراسة هذه الأقمار يمكن أن تكشف عن الكثير من المعلومات حول زحل والظروف المحيطة له أثناء تكوينه. التوضيحات مقدمة من معهد كارنيجي للعلوم. الصورة بواسطة NASA و Paolo Sartorio.

يبدو أن الأقمار الخارجية للكوكب تتجمع في ثلاثة تجمعات مختلفة على حسب ميل الزوايا التي تدور بها حول الكوكب. اثنان من الأقمار الجديدة التي تدور في حركة طبيعية، يندرجان تحت مجموعة الأقمار الخارجية التي تميل بزاوية 45 درجةً والتي تسمى مجموعة أنويت، إذ سميت باسم أساطير الأنويت في الميثولوجيا. ربما شملت هذه الأقمار قمرًا آخر ذات يوم، والذي دُمر إلى أجزاء في الماضي البعيد.

وبالمثل فإن الأقمار التراجعية المعلنة حديثًا، تميل زواياها بشكل مشابه لأقمار زحل التراجعية المعروفة مسبقًا، ما يشير إلى احتمال أنها قد تكون بقايا لقمر واحد كبير حُطم لأجزاء عديدة.

أوضح شيبارد أن تلك النوعية من تصنيف الأقمار الخارجية توجد أيضًا حول كوكب المشتري، ما يشير إلى حدوث تصادمات عنيفة بين أقمار زحل أو بينها وبين الأجرام الخارجية الأخرى مثل الكويكبات والمذنبات.

أما القمر الجديد الثالث ذو الحركة الطبيعية، فيميل حوالي 36 درجةً، ويشبه في ذلك الأقمار الطبيعية الداخلية الأخرى المعروفة مسبقًا والتي تسمى جاليك. ولكن القمر الجديد ذا الحركة الطبيعية يدور بعيدًا عن كوكب زحل أكثر من أي قمر يدور بحركة طبيعية عُرف لزحل، ما يشير إلى أنه قد سُحب للخارج مع مرور الوقت وقد لا يكون مرتبطًا كثيرًا مع التجمع الداخلي للأقمار ذات الحركة الطبيعية.

لو كانت هناك كميات كبيرة من الغاز والغبار موجودة حينما تحطّم القمر الكبير إلى بقايا مكونًا أقمارًا صغيرة، لكان هناك تفاعلات احتكاكية قوية بين الغاز والغبار والأقمار الصغيرة، مسببًا تيارات دوامية ينتهي بها الحال داخل الكوكب.

وبحسب ما قال شيبارد: «في الأوقات المبكرة لتكوين النظام الشمسي، كانت الشمس محاطةً بقرص دوار من الغاز والغبار، نشأت منه الكواكب. ويعتقد أن قرصًا مشابهًا له قد أحاط زحل أثناء تكوينه».

وأضاف: «في الواقع تلك الأقمار المكتشفة حديثًا، كانت مستمرةً في الدوران حول زحل بعد تحطم القمر الأصلي الناشئة عنه وانفصاله إلى أجزاء بعيدة، ما يشير إلى أن تلك التصادمات حدثت بعد اكتمال معظم عملية تكون الكوكب ولم يكن القرص المحاط عاملاً كبيرًا في تكونهم».

اكتشفت الأقمار الجديدة بواسطة مرصد سوبارو على قمة مونا كيا الواقعة على إحدى جزر هاواي بالمحيط الهادئ. تضمن فريق الرصد شيبارد وديفيد جيوبيت من جامعة كاليفورنيا، وجان كلاينا من جامعة هاواي.

يقول شيبارد: «باستخدام أكبر التلسكوبات في العالم، فإننا نكمل الآن، جرد الأقمار الصغيرة حول الكواكب العملاقة. إنها تلعب دورًا مهمًا في مساعدتنا لتحديد الكيفية التي تكونت بها كواكب النظام الشمسي وتطورت».

في العام الماضي اكتشف شيبارد 12 قمرًا جديدًا يدورون حول المشتري، وفعّل شيبارد مسابقةً عبر الإنترنت لتسمية خمسة منهم.

قال شيبارد: «المشاركة الجماهيرية في مسابقة تسمية أقمار كوكب المشتري أسعدتني كثيرًا، لذلك قررنا إقامة واحدة آخرى لتسمية تلك الأقمار المكتشفة حديثًا. هذه المرة تجب تسمية الأقمار على اسم عمالقة أساطير الميثولوجيا الاسكندنافية والكلتية والأنويت».

إقرأ أيضًا: ما الذي يخفيه قمر زحل تايتان ؟

ترجمة: آية قاسم – تدقيق محمد قباني – مراجعة جعفر الجزيري

المصدر