كانت الأرض في الماضي في أثناء عصر الديناصورات أكثر جاذبية مما كانت عليه اليوم لجذب انتباه أي مخلوقات فضائية محتملة تبحث عن أشكال حياتية غريبة عنها.

وضعت كل من عالمة الأحياء الفلكية ريبيكا باين وعالمة الفلك ليزا كالتنيغر من جامعة كورنيل، نموذجًا لآخر 540 مليون سنة من تاريخ الأرض، وهو دهر الحياة الظاهرة Phanerozoic Eon، لمعرفة كيف تغيرت المؤشرات الحيوية المختلفة التي تُستخدم للكشف عن علامات الحياة عبر مسافات شاسعة.

وجدت العالمتان أن زوجين من العلامات الحيوية الرئيسية وهما الأكسجين والميثان، والأوزون والميثان، كانا أكثر وفرة منذ نحو 100 إلى 300 مليون سنة. يعود ذلك في المقام الأول إلى انتشار المساحات الخضراء التي توفر مستويات عالية من الأكسجين في الغلاف الجوي في ذلك الوقت.

هذا يعني أن أي تلسكوبات تملكها مخلوقات فضائية افتراضية تبحث عن بصمة الطيف الضوئي كان بإمكانها رصد كوكبنا بسهولة أكبر في فترة الحقبة الجوراسية Jurassic era مما قد تستطيعه في الوقت الحاضر.

تقول كالتينيغر: «اتخذنا بصمة الضوء لشكل الأرض الحالي نموذجًا لتحديد الكواكب التي تُحتمل أن تكون صالحة للحياة وتسكنها مخلوقات فضائية، ولكن في زمن ما من الماضي كانت هذه البصمة أفضل وأكثر وضوحًا في إظهار علامات الحياة، وهذا يمنحنا الأمل في أنه قد يكون من الأسهل قليلًا العثور على علامات الحياة، حتى الحياة الكبيرة المعقدة، في مكان آخر في الكون».

تؤثر جميع أنواع العوامل في كمية الأكسجين في الغلاف الجوي، بدءًا من مستوى الغطاء الحرجي على الأرض، إلى الأصناف المختلفة من الأنواع البحرية في المحيط، وانتهاءً بأنماط الطقس السائدة.

يُظن أن مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي في أغلب آخر 400 مليون سنة كانت ضمن النسبة 16-35%. تطلق على هذه النسبة اسم «نافذة النار»، وتعني أنه إذا نقصت تلك النسبة فلن تشتعل أي نار، وإن زادت سيكون من الصعب جدًا إخمادها.

تقول باين: «إن دهر الحياة الظاهرة هو نحو آخر 12% من تاريخ الأرض، لكنه يشمل تقريبًا كل العصور التي كانت فيها الحياة أكثر تعقيدًا من الميكروبات والإسفنج». ينقب علماء الفلك في بقية الكون أيضًا عن نفس بصمات الضوء، بحثًا عن علامات على وجود غلاف جوي يمكن أن يدعم شكلًا من أشكال الحياة التي نعرفها. نعلم الآن ما يجب أن يكون شكل كوكب يعيش في دهر حياة ظاهرة، لذا فإن هذا البحث قد يكون أكثر دقة في العثور على مخلوقات فضائية.

أصبح لدى العلماء الآن القدرة على تحليل الغلاف الجوي للكواكب الخارجية بفضل التكنولوجيا المتقدمة الموجودة على متن تلسكوب جيمس ويب الفضائي، مع أننا ما زلنا غير متأكدين من أن الحياة هناك ستتطور بنفس الطريقة التي تتطور بها على الأرض.

تستدرك كالتنيغر قائلة: «نأمل أن نصادف بعض الكواكب التي تحتوي على أكسجين أكثر مما هو في الأرض في زمننا الحالي، وسيسهّل ذلك قليلًا في البحث عن مخلوقات فضائية هناك، ومن يدري، ربما هناك ديناصورات أخرى تنتظر العثور عليها».

اقرأ أيضًا:

الحياة في الكون: هل هناك غيرنا؟

هل ستتمكن حضارة فضائية من معرفة ما إذا كان كوكبنا يحتوي على أي نوع من الحياة؟

ترجمة: عمرو أحمد

تدقيق: باسل حميدي

المصدر