من المحتمل أن المذنب الألمع الذي تجاوز الأرض عام 2021 قد تفكك. بينت مجلة (EarthSKY) أن مذنب «ليونارد» قد تلاشى تمامًا، ولم يبق منه سوى طيف مساره، إذ فقد نواته وذؤابته. لاحظ هذا المذنب للمرة الأولى الباحث في علوم الكواكب «جريجوري ليونارد»، عضو مشروع مسح كاتالينا التصويري للسماء في جامعة أريزونا. عاش المذنب سنة واحدة فقط بعد هذا الاكتشاف.

رغم تلاشي المذنب، سيظل محفورًا في ذاكرة مكتشفيه، والعلماء الذين أملو أن يثري معرفتهم. كتب ليونارد: «إن هذا المذنب وظهوره بالنسبة إليّ هو حلم تحقق».

حياة مذنب ليونارد

اكتشف ليونارد المذنب الذي سُمي باسمه في 3 يناير 2021، وصرح ليونارد أن هذا الاكتشاف كان بمحض الصدفة، عندما كان يجري دراسة روتينية للكويكبات القريبة من الأرض، فلاحظ جسمًا غامضًا، مختلفًا عن أن يكون كويكبًا، وذلك في ديسمبر 2020. كانت تلك ذؤابة المذنب، وهي كويكب قليل الكثافة يتشكل حول نواة المذنب الجليدي، إذ يدنو المذنب من الشمس ويسخن.

ربما أتى المذنب من سحابة أورت، وهي تجمع كروي من من الأجسام الجليدية والصخرية، يُعتقد أنها تدور خارج النظام الشمسي على بُعد نحو 2000 ضعف المسافة بين الشمس والأرض.

مذنب ليونارد واحد من 13 مذنبًا اكتشفهم العالم ليونارد حتى ديسمبر 2021، لكنه كان مميزًا لأن مداره كان قريبًا جدًا من الأرض، ما جعل من الممكن ملاحظته بتلسكوب منزلي أو منظار ثنائي. قطع المذنب أقرب مسار له من الأرض في 12 ديسمبر 2021 في سلوك غريب، إذ أصبح معتمًا في نوفمبر 2021، في حين كان من المفترض أن يلمع إذ تزداد حرارته، ويطلق الغاز والغبار من سطحه إذ يقترب من الشمس، ربما كان هذا السلوك بسبب أن الماء بدأ بالغليان أولًا وليس ثاني أكسيد الكربون.

عاد مذنب ليونارد إلى الحياة مجددًا، إذ أشرق وطوّر ذيلًا ملتويًا مفاجئًا، بسبب تفاعله مع رياح الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس.

موت المذنب

اقترب المذنب ليونارد –الذي عرُف أيضًا باسم (C/2021 A1)- من الحضيض الشمسي، أي أقرب نقطة في مداره إلى الشمس، في 3 يناير 2022، بالصدفة بعد عام من يوم اكتشافه. وكلما اقترب، ازداد تقلب سطوعه، وفي هذه المرحلة لم يكن مذنب ليونارد مرئيًا إلا في نصف الكرة الجنوبي.

لاحظ مارتن ماسيك، مُشغل التلسكوب من الأكاديمية التشيكية للعلوم، أن نواة المذنب قد ظهرت بشكلٍ طيفي. بدأ المذنب ليونارد بالتلاشى، إذ أخذت نواته التي بلغ عرضها نحو 1.6 كم بالتفكك والتبخر. وسرعان ما تعذر رصد المذنب بواسطة التلسكوب، سوى بقعة مبهمة في سماء الليل.

قال ليونارد: «ما زال العلماء يتعلمون من الطريقة الغامضة التي تحرك بها مذنب ليونارد عبر الفضاء في رحلته الأخيرة، وسيذكرون دائمًا عرضه المثير. سيُعرف هذا المذنب أيضًا بظهور ذيله المميز، وهو أحد أجمل الأشياء التي لوحظت على الإطلاق».

اقرأ أيضًا:

المذنبات – كيف تنشأ ومما تتكون ؟

ما الذي تخبرنا به المذنبات عن أسرار نظامنا الشمسي ؟

ترجمة: ريما صليبي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر