قد يكون مفتاح إيقاف مرض ألزهايمر عند امرأة لم تُصب بالمرض مطلقًا.

مع أن عوامل الخطر الوراثية المؤهبة للإصابة بمرض ألزهايمر لدى المرأة كانت قوية، فهي حاملة لنسختين من متغير وراثي نادر مرتبط بمرض ألزهايمر المتأخر يُسمى APOE3 Christchurch، لكنها أبدت مقاومة للتدهور المعرفي للمرض.

لاحظ العلماء كيف استجابت الفئران التي لديها مجموعة مماثلة من الطفرات الجينية لظروف تشبه مرض ألزهايمر.

يقول فريق البحث من كلية الطب بجامعة واشنطن إن هذه الاستجابة تساعد على كسر العلاقة بين المرحلة المبكرة الخالية من الأعراض لمرض ألزهايمر والمرحلة المتأخرة من التدهور المعرفي.

يستغرق كل من النوع الوراثي الذي يسمى مرض ألزهايمر الجسدي السائد (ADAD)، والأشكال غير الجينية من مرض ألزهايمر نحو 30 عامًا للتطور. لا توجد أعراض خلال العشرين سنة الأولى، إذ يتراكم الأميلويد في الدماغ ببطء.

عندما تصل مستويات الأميلويد في الدماغ إلى نقطة حرجة، تبدأ العديد من العمليات المدمرة في العمل معًا. يبدأ بروتين يسمى تاو في التشابك والانتشار، ما يبطئ عمليات الاستجابة في الدماغ ويتسبب في تقلص الأنسجة، ما يؤدي إلى التدهور المعرفي.

يقول طبيب الأعصاب ديفيد هولتزمان: «أحد أكبر الأسئلة التي لم يُجب عليها في مجال مرض ألزهايمر؛ لماذا يؤدي تراكم الأميلويد إلى تشابكات تاو؟».

ويضيف: «إن أي عامل وقائي مثير للاهتمام للغاية، لأنه يعطينا أدلة جديدة حول كيفية عمل المرض».

كانت إحدى العائلات الممتدة في كولومبيا تتعامل مع اضطراب ADAD عدة أجيال، إذ بدأت الأعراض لدى نصف أفراد الأسرة في الأربعينيات من عمرهم. في حالة هذه العائلة، حُفز المرض بسبب طفرة في جين يسمى بريسينيلين-1، المرتبط بزيادة الميل لتراكم لويحات الأميلويد، الذي يبدأ في سن العشرين تقريبًا.

لقد حقق فرد واحد في تلك العائلة ما بدا مستحيلًا: فقد حافظت امرأة على صحتها المعرفية حتى السبعينيات من عمرها مع أنها ورثت طفرة البريسينيلين-1.

ويبدو أن المرأة هي الوحيدة في المجموعة التي تملك نسختين من APOE3 Christchurch APOE3ch التي افترضت تفسيرًا لحسن حظها. أولئك الذين يحملون نسخة واحدة فقط من APOE3ch ما زالوا يظهرون علامات التدهور المعرفي في سن أصغر.

تكهنت دراسة أجريت في عام 2019 بأن الطفرات الإضافية لدى المرأة كانت تؤخر العملية بإبطاء الانتشار السريع لتشابكات تاو.

يشرح هولتزمان: «كانت هذه المرأة غير عادية للغاية، إذ كانت تعاني تراكم الأميلويد، ولكن ليس لديها الكثير من تشابكات تاو، وكانت تعاني فقط أعراضًا إدراكية خفيفة للغاية ظهرت متأخرة. وهذا يوحي لنا بأنها قد تحمل أدلةً على هذا الرابط بين الأميلويد وتاو».

بما أن هذه المجموعة المحددة من الطفرات الجينية سُجلت لدى شخص واحد فقط في العالم، فقد كان من المستحيل تحديد ما إذا كانت هناك عوامل أخرى قد يكون لها دور في صحتها المعرفية الرائعة.

لذا درس هولتزمان وزملاؤه الفئران التي عُدلت وراثيًا لإنتاج كمية زائدة من الأميلويد، وأدخلوا جينًا يحمل طفرة APOE3ch. ثم حقنوا كمية صغيرة من بروتين تاو، الذي من المتوقع أن يسبب مشكلات في أدمغة مليئة بالفعل بالأميلويد.

في نماذج الفئران، ومثل حالة المرأة الكولومبية، لم ينتشر تاو كما هو متوقع. السبب: كانت الخلايا الدبقية الصغيرة الموجودة حول لويحات الأميلويد نشطة للغاية وفعالة في تنظيف البروتين.

يقول هولتزمان: «تلتقط هذه الخلايا الدبقية الصغيرة بروتين تاو وتحلله قبل أن تنتشر تشابكات تاو إلى الخلية التالية. لقد أدى ذلك إلى إعاقة الكثير من العملية النهائية؛ ومن دون تراكمات تاو، لن تصاب بالتنكس العصبي والضمور والمشكلات المعرفية».

مع ذلك، فإن التأثيرات الوقائية لـ APOE3ch ليست واضحة في بداية مرض ألزهايمر، وقد تختلف اعتمادًا على أصل الشخص أو وجود طفرات جينية أخرى. ويضيف الفريق أن هذا مجال مهم تجب دراسته بصورة أكبر.

يقول هولتزمان: «إذا تمكنا من إيجاد طريقة لتقليد تأثيرات طفرة APOE Christchurch، فقد نكون قادرين على علاج الأشخاص الذين هم بالفعل معرضون للإصابة بمرض ألزهايمر من الاستمرار في هذا المسار».

اقرأ أيضًا:

هل يزيد التوتر والاكتئاب خطر الإصابة بمرض ألزهايمر؟

لقاح ألزهايمر التجريبي يؤخّر الأعراض عند الفئران

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر