يبدو أن إشارة واو WOW الفضائية قد وصلتنا من كوكبة القوس.

يظن الباحثون أنهم تمكنوا من تحديد مصدر إشارة واو الشهيرة التي رُصدت منذ قرابة نصف قرن، ويرجحون أن الإشارة الغامضة والمبهمة التي ومضت لوقت قصير على التليسكوبات الراديوية قد صدرت من نجم مشابه للشمس يبعد عن الأرض 1800 سنة ضوئية ضمن كوكبة القوس.

يعلق ألبيرتو كاباليرو وهو فلكي هاو: «تعد إشارة واو أفضل الأدلة المرصودة بالتليسكوبات على وجود كائنات ذكية خارج كوكب الأرض». وحسب ناسا، يعكف الباحثون عن حضارات أخرى ذكية منذ منتصف القرن العشرين على الإنصات لأي إشارة أو رسالة قد تأتي من تكنولوجيا فضائية بعيدة.

ظهرت إشارة واو بوضوح كبير لكن لوقت قصير جدًا على تليسكوب الأذن الكبيرة الخاص بجامعة أوهايو للبحث عن حضارات فضائية، واستمرت الإشارة بالكاد دقيقة واحدة و12 ثانية، طبقًا لما سجله مكتشفها الفلكي جيري إيهمان في تقرير نُشر بمناسبة مرور 30 عامًا على الحدث.

سُميت الإشارة بذلك الاسم حين كتب إيهمان WOW على نسخة مطبوعة للإشارة الغريبة التي رصدها تليسكوب الأذن الكبيرة وقتما كان يبحث عن رسائل في المدى الترددي 1420.4065 ميجاهرتز، وهو التردد الصادر من عنصر الهيدروجين.

كتب إيهمان في تقريره للذكرى الثلاثين: «من المنطقي تخمين أن أي حضارة في مجرة درب التبانة ترغب في جذب الانتباه لها سوف ترسل إشارة قوية ضيقة النطاق عند التردد الطبيعي للهيدروجين أو قربه، لأنه العنصر الأكثر انتشارًا في الكون».

منذ ذلك الوقت استمر الباحثون في سعيهم لإيجاد أي توابع قد تصدر من نفس المنطقة لكن بلا جدوى، حسب تقرير من الجمعية الفلكية الأمريكية.

يقول كاباليرو: «من الأرجح أن إشارة واو صدرت من حدث طبيعي وليس من كائنات فضائية، على الرغم من أن علماء الفلك قد استبعدوا منطقيًا عدة احتمالات مثل مرور مذنب».

يستطرد كاباليرو: «ومع ذلك، فالبشر في محاولاتهم المتعددة للتواصل مع كائنات فضائية لم يرسلوا إلا رسالةً واحدةً فقط في كل اتجاه، مثل رسالة أرسيبو تجاه التجمع النجمي العنقودي M13 عام 1974. ربما كانت إشارة واو شيئًا مشابهًا لهذا».

قرر كاباليرو البحث في قائمة النجوم الخاصة بمرصد غايا التابع لوكالة الفضاء الأوروبية لتحديد مرشحين محتملين، آخذًا في الاعتبار أن مستقبلي تليسكوب الأذن الكبيرة الاثنين كانا موجهين صوب تجمع القوس.

يقول: «وجدت نجمًا مشابهًا للشمس اسمه 2MASS 19281982-2640123 ويبعد 1800 سنة ضوئية عنا، وقطره درجة حرارته وسطوعه تطابق شمسنا تمامًا». نُشر اكتشاف كاباليرو في المجلة الدولية للأحياء الفلكية.

على الرغم من احتمال وجود كائنات حية في أشكال متعددة تعيش في بيئات نجمية مختلفة عن شمسنا، اختار كاباليرو تركيز بحثه في نجم مشابه للشمس لأننا نبحث عن الحياة بصورتها المعروفة. لذلك فهو يعتقد أن مسح ذلك النجم بحثًا عن كوكب مأهول أو حضارة قد تكون فكرةً جيدةً.

تقول ريبيكا تشاربونيه المؤرخة التي تدرس عمليات البحث عن حضارات فضائية في مركز هارفارد-سميثسونيان لعلم الفلك- ولم تشارك في العمل مع الفريق: «أعتقد أنها تجربة تستحق المحاولة، لأننا نرغب في توجيه معداتنا صوب الاتجاه الأكثر إثارةً للفضول. فهناك بلايين النجوم في المجرة ويجب أن نجد وسيلةً ما لتقليل ما يتعين علينا فحصه». وتتساءل ريبيكا: «هل البحث عن نجم مشابه للشمس يحد من فرصنا للنجاح؟ لماذا لا نبحث عن أي مجموعة من النجوم فحسب؟».

تقول ريبيكا: «ليس لدى البشر فكرة عن ماهية التكنولوجيا التي للفضائيين أو كيفية استخدامهم لها، إلا ما نعرفه نحن البشر فقط، بل لم تظهر فكرة البحث عن حضارات أخرى إلا في منتصف القرن العشرين بعدما بدأت الجيوش في أنحاء العالم بث رسائل عبر كوكب الأرض مستخدمين أجهزة كهرومغناطيسية قوية.

لا أعتقد أنها مصادفة كون اللحظة التي بدأنا فيها بإرسال إشارات ذكية في الفضاء هي ذاتها اللحظة التي أُلهمنا فكرة البحث عن إشارات ذكية قادمة من الفضاء».

اقرأ أيضًا:

ما هو النطاق الصالح للحياة في الأنظمة النجمية؟

هذا النجم الميت يعطينا أفضل لمحة عن مستقبل المجموعة الشمسية

ترجمة: أحمد أسامة أبوحليمة

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: عون حدّاد

المصدر