اقترحت دراسة سريرية واسعة منشورة في مجلة ذا لانسيت أن مضاد اكتئاب رخيص الثمن -يُستخدم لعلاج اضطراب الوسواس القهري- يمكن أن يُقلل إمكانية الإصابة الخطيرة بفيروس كوفيد-19 التي تطلب استشفاءً أو معالجة طبية طويلة.

يعرف هذا الدواء بـ (فلافوكسامين-fluvoxamine).

استُخدم هذا الدواء منذ قرابة 30 عامًا لعلاج اضطراب الوسواس القهري، لكن ومنذ بداية جائحة كوفيد-19 بدأ الباحثون بتفحصه بعناية، مرتكزين على قدرته على تقليل الالتهاب، ويأملون أن يكبح الاستجابة الشديدة للجسم تجاه العدوى.

نُشرت نتائج الدراسة يوم الأربعاء بواسطة مجموعة علماء من كندا والولايات المتحدة الأميركية والبرازيل، ما يعني اعتماد مبادئ توجيهية جديدة لاستخدام دواء فلافوكسامين في الولايات المتحدة وخارجها، وتكفي خطة علاج من هذا الدواء مدتها 10 أيام وتكلفتها 4 دولارات لمساعدة الدول الفقيرة على علاج الإصابة الشديدة بكوفيد-19.

قال عالم الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا الدكتور ديفيد بولوير لمجلة نيويورك تايمز: «لا يعد فلوفوكسامين دواءً جديدًا أو باهظ الثمن، ويتمتع بأمان معروف».

تتبعت الدراسة المنشورة في مجلة ذا لانسيت غلوبل هيلث 1500 مصاب بعدوى فيروس كوفيد-19 في البرازيل الذين تم إعطاؤهم إما دواء فلافوكسامين أو العلاج الوهمي (البلاسيبو-Placebo)، ووجد الباحثون أنّ الدواء قلل معدلات الاستشفاء أو العناية الطبية الطويلة بمقدار الثلث.

أوضح تقرير منشور في مجلة التايمز أن الأسئلة المتعلقة بالجرعة الصحيحة للدواء ما تزال مطروحة، فبعض المرضى عانوا صعوبات في تحمل الدواء وتوقفوا عن تناوله، لكن المرضى الذين أنهوا الشوط العلاجي للدواء انخفض عندهم معدل الحاجة للاستشفاء بمقدار الثلثين، كذلك انقطعت احتمالات الوفاة بالفيروس.
توفي 12 مريضًا مشاركًا من الذين تم إعطاؤهم العلاج الوهمي، في مقابل واحد فقط ممن أخذوا دواء فلافوكسامين.

ما تزال كيفية عمل الدواء عند من تلقوا اللقاح غير واضحة، لأن معظم المرضى في الدراسة لم يكونوا قد تلقوا اللقاح، وهناك صعوبة في إجراء تجارب واسعة حول فيروس كوفيد-19 خاصة في الولايات المتحدة لأن معظم المرضى هناك ذوي المخاطر العالية تلقوا اللقاح مسبقًا ومن تبقى ممن لم يتلقوه لم يكونوا متحمسين للمشاركة في الدراسة، وفق ما ذكر تقرير التايمز.

يصف الأطباء دواء فلافوكسامين دون تصريح لمرضى كوفيد-19 بسبب توفره في الأسواق، رغم أن الوصف الاعتباطي المتبع للأدوية المستخدمة في علاج فيروس كوفيد-19، والتي لا يوجد سوى أبحاث قليلة تدعمها مثل الهيدروكسيكلوروكوين والإيفرمكتين لم يتوقف بعد.

اقرأ أيضًا:

شركة ميرك تطلب من إدارة الغذاء والدواء الموافقة على أول حبوب مضادة لفيروس كوفيد-19

ترجمة: هادي سلمان قاجو

تدقيق: طارق طويل

المصدر