قد تعتقد أن مضغ العلكة جيد لصحتك، أو سمعت في مكان ما أنها مفيدة لأسنانك، لكن لطب الأسنان والفكين رأي آخر. تحث طبيبة الأسنان كارين خان على التفكير جيدًا قبل مضغ العلكة التالية. كما اتضح، قد تشكل العلكة مخاطر كبيرة على الفك والأسنان.

هل مضغ الكثير من العلكة مُضر بصحة الفك؟

تحدث حركة الفك بواسطة المفصل الفكي الصدغي، الذي يقع أمام كل من الأذنين. تدعم مجموعة من العضلات هذا المفصل، إذ تجمع الفكين معًا حتى تتمكن من المضغ وتحريك الفك من جانب إلى آخر.

عادةً، يمضغ الإنسان الطعام لتقسيم اللقمة إلى قطع أصغر ليسهل بلعها. لكن عند مضغ العلكة، فإنك تمضغ فقط من أجل المضغ. لذا يعتبر أطباء الأسنان أن لمضغ العلكة دور شبه وظيفي، أو خارج عن الوظيفة الطبيعية.

العادات غير الوظيفية كما تصفها الدكتورة خان -ومنها مضغ العلكة- قد تسبب اضطرابات الفك الصدغي، أو تجعل حالته الصحية أسوأ. يؤدي المضغ المستمر للعلكة إلى زيادة الضغط على مفصل الفك الصدغي والعضلات والأسنان، ما يسبب الإجهاد الزائد واختلال التوازن والإطباق السني، وقد يسبب أيضًا:

  •  شعور بطقطقة في أحد مفصلي الفك الصدغي أو كليهما.
  • الصداع.
  •  ألم الفك.
  •  تكسر الأسنان.

بالنسبة إلى بعض الناس، قد يؤدي هذا التحول البسيط في المفصل الصدغي الفكي لديهم إلى ألم شديد عند تحريك الفك. على أي شخص مصاب باضطراب في الفك الصدغي أن يتجنب العلكة تمامًا. عمومًا، يوصى بالحد من مضغ العلكة إلى ما لا يزيد على 15 دقيقة يوميًا، لتجنب حدوث مشكلات في الفك.

السكر في العلكة وتسوس الأسنان:

بدأت مبيعات العلكة في الولايات المتحدة في منتصف القرن التاسع عشر، وسرعان ما انتشرت على نطاق واسع. بحلول عشرينيات القرن الماضي، كان البالغ الأمريكي يمضغ نحو 105 علكة سنويًا.

ثم اكتشف المصنعون أن إضافة المنكهات والسكر إلى العلكة يزيد جاذبيتها وشعبيتها. لكن بحلول الخمسينيات، أدرك أطباء الأسنان أن السكر المُضاف قد يسبب تسوس الأسنان.

يحدث تسوس الأسنان عندما تحلل البكتيريا الموجودة في الفم السكر إلى أحماض. يسبب الحمض المتشكل تآكل سطح مينا الأسنان، تسبب هذه العملية ثقوبًا في السن، ومسارات للبكتيريا حتى تصيب طبقة عاج السن وأنسجة اللب. ومع استمرار تسوس الأسنان، يتطلب الأمر علاج قناة جذر السن اللبية لإنقاذه.

هل لمضغ العلكة فوائد؟

لتلافي الإضرار بصحة الفم، طُرحت أول علكة خالية من السكر في السوق في الستينيات. تحتوي العلكة الخالية من السكر على محليات صناعية مثل الأسبارتام وستيفيا والإكسيليتول والسوربيتول، التي لا تساهم في تسوس الأسنان. في الواقع، تشير الأبحاث إلى أن مضغ العلكة الخالية من السكر قد يكون له بعض الفوائد.

مثلًا، يؤدي مضغ العلكة إلى إنتاج اللعاب، ما يحسن صحة الفم، بالتخلص من أجزاء الطعام العالقة وعزل الأحماض التي تنتجها البكتيريا في الفم.

لكن تحذر الطبيبة خان من مضغ العلكة بديلًا للتنظيف المنتظم بالفرشاة بعد الوجبات وعادات صحة الفم الأخرى. إن أفضل طريقة للحفاظ على صحة الأسنان هي التنظيف بالفرشاة بعد كل وجبة، واستخدام الخيط مرة يوميًا.

كذلك قد يفيد مضغ العلكة في حالات جفاف الفم، لكنها ليست الطريقة المُثلى. جفاف الفم حالة شائعة تحدث عندما لا ينتج الفم ما يكفي من اللعاب، ما يسبب رائحة الفم الكريهة، وتسوس الأسنان.

يحفز مضغ العلكة إنتاج اللعاب، لكنه ليس الطريقة المُثلى لعلاج جفاف الفم. إذ إن ارتشاف الماء باستمرار مفيد بالقدر ذاته، إضافةً إلى وجود أدوية تساعد على زيادة إفراز اللعاب.

ينبغي للطبيب تحديد السبب الكامن وراء جفاف الفم، ومن ثم علاج المشكلة أو وضع خطة للحد من الأعراض.

هل مضغ العلكة يخفف التوتر؟

يستعين الكثير من الناس بمضغ العلكة لمساعدتهم على الشعور بالهدوء والتركيز في أثناء الاختبار أو مقاومة وجبة خفيفة مغرية، لكن الأدلة العلمية بهذا الشأن مختلطة قليلًا. لا يوجد دليل ملموس على أن للعلكة تأثير في الصحة العقلية أو التركيز، أو الحد من الشهية.

إذا كان الشخص يشعر بأن مضغ العلكة له بعض الفوائد، فعليه الموازنة بين هذه الفوائد والآثار السلبية المحتملة، ومحاولة البحث عن طرق أخرى لتخفيف التوتر وتحسين التركيز.

هل تفيد علكة النيكوتين في الإقلاع عن التدخين حقًا؟

إن الإقلاع عن التدخين من أهم الخطوات المطلوبة للمحافظة على الصحة العامة. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنه في عام 2020، بلغت نسبة المدخنين في الولايات المتحدة نحو 12٪ من البالغين. يحاول الكثير من المدخنين الإقلاع عن التدخين، دون نجاح كبير غالبًا.

علكة النيكوتين هي إحدى الإستراتيجيات التي يستخدمها الناس لمحاولة الإقلاع عن التدخين. إنها ليست علكة تمضغها باستمرار، بل تمضغ قليلًا لتحرير النيكوتين، ثم تحتفظ بها في جانب الفم، وتكرر هذه العملية مدة 30 دقيقة تقريبًا. لكنها تنطوي على بعض الآثار الجانبية مثل:

  •  زيادة اللعاب.
  •  ألم الفك.
  •  تهيج الفم.

مع أن علكة النيكوتين مخصصة للاستخدام المؤقت، ينصح الأطباء عمومًا بالحذر منها، ويقترحون دمج علكة النيكوتين مع إستراتيجيات الإقلاع عن التدخين الأخرى حتى الاستعاضة عنها تمامًا، مثل التدريب ولصاقات النيكوتين والأدوية غير النيكوتينية.

إذن، هل العلكة ضارة؟

يمكنك أن تمضغ العلكة دون أن يسبب ذلك أضرارًا بالغة، لكن ذلك لا يعني أنها تخلو تمامًا من الأضرار، إذ قد يكون مضغ العلكة سببًا لمشكلات خطيرة في الفك والأسنان.

خلاصة النصائح المقدمة من الدكتورة خان للحد من المخاطر المتعلقة بمضغ العلكة:

  •  تجنب مضغ العلكة إذا كان لديك أمراض في الفك، أو كنت تعاني ضعفًا في وظيفة المفصل الفكي الصدغي، أو بدأت تشعر بفرقعة أو ألم في الفك، إذ قد يفاقم مضغ العلكة هذه المشكلات. إذا شعرت حديثًا بوجود أي من هذه المشكلات، استشر طبيب الأسنان.
  •  قلل من مضغ العلكة عمومًا وإن لم تكن مصابًا بأي حالات مرضية في الفك، عمومًا يُفضل ألا تمضغ العلكة مدةً تزيد على 15 دقيقة يوميًا.
  •  التزم بالصنف الخالي من السكر، وتجنب العلكة السكرية قدر الإمكان.
  •  الاعتناء بنظافة الفم: لا تمضغ العلكة بديلًا للتنظيف المنتظم بالفرشاة بعد الوجبات، لكن تمكن الاستعانة بها عادةً إضافية إلى جانب التنظيف اليومي بالفرشاة والخيط، وهو أساس الحفاظ على صحة الفم.

اقرأ أيضًا:

هل تبييض الأسنان إجراء آمن؟

استخدامات الليزر في طب الأسنان

ترجمة: لمك يوسف

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر