منسوب غاز الميثان يرتفع عالميًا، كيف ساهمت الأراضي الرطبة والزراعة في ذلك؟


تم نشر البحث في مجلة الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي بعنوان: «الدورات البيوجيولوجية الكيميائية» أظهر أن الارتفاعات الأخيرة في منسوب غاز الميثان في غلافنا الجوي هي من مصادر بيولوجية مثل غازات المستنقعات، روث الأبقار أو حقول الأرز وليست بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري.

غاز الميثان الموجود في الغلاف الجوي هو أحد غازات الدفيئة الرئيسية التي تحتجز الحرارة بداخل الغلاف مساهمًا بذلك في الاحتباس الحراري. وتظهر الدراسات أن مستويات غاز الميثان قد ارتفعت بشكل كبير منذ عام 2007، وفي عام 2014 تضاعف معدل نموه في الغلاف الجوي مرتين مقارنة بالسنة السابقة مدفوعًا بشكل كبير من مصادر بيولوجية بدلًا من انبعاثات الوقود الأحفوري.

– دحض الادعاءات السائدة:

الدراسة التي تم إجراءها في Royal Holloway في جامعة لندن أظهرت أن انبعاثات الميثان قد تزايدت لاسيما في المناطق المدارية، واكتشف الباحثون أن المصادر البيولوجية كانبعاثات الميثان من المستنقعات تشكل أكبر نسبة من هذه الزيادة.

وبحسب الباحثين، فإن النتائج التي خرجوا بها تتجه ضد الاعتقاد السائد بأن الزيادة الأخيرة في نسبة الميثان الجوي يجب أن يكون سببها الانبعاثات المتزايدة من الغاز الطبيعي و النفط و إنتاج الفحم. حيث قال المؤلف الرئيسي (ايوان نيسبيت – Euan Nisbet) من Royal Holloway من جامعة لندن-قسم علوم الأرض: «التحاليل التي قمنا بها للتركيب النظائري لغاز الميثان تشير بوضوح إلى زيادة الانبعاثات من المصادر الميكروبية مثل الأراضي الرطبة والزراعة».

– تضاعف معدل نمو الميثان:

قال البروفسور نيسبيت: «الميثان الجوي هو أحد أكثر الغازات الدفيئة قوة، وقد حدثت معظم الزيادة في غاز الميثان خلال القرن العشرين والتي تعزى بشكل كبير إلى التسرب من صناعات الفحم و الغاز».

وأضاف: «في بداية هذا القرن بدا أن كمية غاز الميثان في الجو كانت ثابتة ولكن منذ عام 2007 بدأت مستويات غاز الميثان بالنمو مجددًا، وكان عام 2014 الأكثر شدة مع تضاعف نسبة النمو وارتفاع كبير في النسب التي تمت ملاحظتها في كل أنحاء العالم».

– تحديد المناطق المدارية كسبب رئيسي:

أظهرت الأبحاث في السنوات الأخيرة أن الارتفاع في غاز الميثان قد ازداد بشكل حاد في المناطق المدارية وذلك كاستجابة لتغير أنماط الطقس، ومن الممكن أن العمليات الطبيعية التي تعمل على إزالة غاز الميثان من الغلاف الجوي قد تباطأت، ولكن على الأرجح أنه قد حصلت زيادة في انبعاثات الميثان بدلًا من ذلك، وبشكل خاص من المناطق المدارية الحارة والرطبة.

وكان البروفيسور نيسبيت وفريقه مع اللجنة الأمريكية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) قد بحثوا في القياسات والعينات التي تم أخذها من مناطق مثل Alert في القطب الشمالي الكندي، و Ascension (مقاطعة بريطانية في جنوب الأطلسي) و Cape Point في جنوب إفريقيا.

– التعاون الدولي يؤدي إلى نتائج جديدة:

لقد أُجري البحث من قبل فريق دولي من العلماء المختصين بالغلاف الجوي، بقيادة كل من (ايوان نيسبيت – Euan Nisbet) من Royal Holloway – جامعة لندن، و(ايد ديلوغوكينكي – Ed Dlugokencky) من لجنة NOAA، و(مارتن مانينغ – Martin Manning) من جامعة فيكتوريا – ويلينغتون- نيوزيلندا، وفريق من جامعة كولورداو – معهد أبحاث القطب الشمالي وجبال الألب بقيادة (جيم وايت – Jim White) قد عملوا مع متعاونين من المملكة المتحدة، وفرنسا، وكندا وجنوب إفريقيا.


إعداد: علي حسن بيشاني
تدقيق: سارة عمّار

المصدر