نجح العلماء لأول مرة بتغيير مسار جسم فضائي في مهمة دارت DART التابعة لوكالة الفضاء ناسا بعد مراقبة الكويكبين الثنائيين ديديموس وديمورفوس لأسبوعين، وتظهر أن النتائج أن صدم الجسم الفضائي بمركبة فضائية -في ظل الظروف المناسبة- قد يكون كافيًا لدرء خطره وتجنب تهديده المتوقع. ومع ذلك ما تزال الأبحاث والتحقيقات مستمرة لتحسين تقديراتنا عن الحلول الممكنة للتعامل مع الحالات المستقبلية.

عندما أنشأت ناسا مهمة دارت، كان كويكب ديموفورس يستغرق 11 ساعة و 55 دقيقة للدوران حول شريكه ديديموس، وعُد تقليل هذه المدة بمقدار 73 ثانية الحد الأدنى لتصنيف دارت مهمةً ناجحةً. وأي زمنٍ أقل من ذلك كان فشلًا للمهمة أو عقبات تحول دون تحريك الكويكب.

بعد المهمة زالت هذه المخاوف، والآن يدور ديموفورس حول ديديموس في زمنٍ وقدره 11 ساعة و 23 دقيقة. وكشفت المهمة أنه ليس بمقدورنا تغيير مدار الكويكب فحسب، بل إن مقدار القوة اللازمة لذلك ممكنة عمليًا -على الأقل في هذه التجربة- إذ إن تقليل زمن دورانه بـ32 دقيقة هو 25 ضعف الحد الأدنى لهدف المهمة.

قالت الدكتورة لوري جليز من وكالة ناسا في بيان: «هذه النتيجة هي خطوة مهمة لفهم تأثير مهمة دارت على الكويكب المستهدف، سيتمكن علماء الفلك من خلال البيانات الواردة كل يوم من معرفة كيفية توظيف مهمة مشابهة لـ دارت في المستقبل لحماية الأرض من الاصطدام بكويكب يتجه نحونا».

قال بيل نيلسون مدير وكالة ناسا في مؤتمر صحفي: «أجرينا أول اختبار دفاع كوكبي للبشرية وأظهرنا أننا مدافعون أقوياء عن هذا الكوكب».

نجاح مهمة دارت لا يعني أننا سنتجاوز تهديدات الكويكبات إذ يبلغ عرض كويكب ديمورفوس 170 مترًا فقط ويعد كويكبًا صغيرًا مقارنةً بالكويكب الذي تسبب بانقراض الديناصورات الذي يبلغ عرضه نحو 60 ضعف ديمورفوس وأضخم منه بمقدار 200000 مرة.

نعلم من النيازك أن الكويكبات لها تركيبات متنوعة وهي تختلف عن المذنبات، وما يصلح لأحدهما ليس بالضرورة أن يصلح للآخر، فنحن لا نعرف مثلًا كيف كان كويكب «رابل بيل» ليتجاوب مع مهمة کهذه.

ربما سنتمكن من معرفة ذلك بواسطة صدم الكثير من المركبات الفضائية مع أنواع مختلفة من الكويكبات ولكن حاليًا يخطط علماء الفلك للحصول على البيانات من هذه المهمة بما في ذلك تحديد عزم مهمة دارت -البالغ 3.5 مليون كجم/ثانية- المنتقل إلى كويكب ديمورفوس، إضافةً إلى دراسة المقذوفات الناتجة عن المهمة.

تنص قوانين نيوتن على أن أطنان الحطام الصخري التي رصدت مندفعةً في إتجاهٍ واحد لا بد أنها سببت إرتداد ما بقي من كويكب ديمورفوس معززةً بذلك التغير الحاصل في المدار.

ستزور مهمة هيرا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية عام 2026 الثنائي ديديموس وديمورفوس لدراسة الآثار والتأكد من صحة النتائج التي توصل إليها العلماء فيما سبق.

لا يمثل أي من الكويكبين تهديدًا وشيكًا للأرض، ووقع اختيار ناسا على ديمورفوس بسبب مداره حول ديديموس نظرًا إلى سهولة معرفة نجاح أو فشل المهمة بهذه الطريقة فقط.

اقرأ أيضًا:

وثقت ناسا لحظة اصطدام مركبتها بكويكب ديديموس لإعادة توجيهه مع قمره

ناسا ستصدم مركبتها بكويكب صغير في أول تجربة لإعادة توجيه كويكب عن الأرض

ترجمة: عمرو أحمد حمدان

تدقيق: أسعد الأسعد

المصدر