هل تساءلت يومًا كيف سيبدو العالم إذا اختفى البشر فجأة؟، أين ستذهب المقتنيات؟ وماذا سيحدث للمنازل والمدارس والمدن؟ ومن سيطعم الحيوانات الأليفة؟ ومن سيهذب عشب الحدائق؟ مع أنه موضوع شائع في الأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب، فإن نهاية البشرية ما زالت أمرًا غريبًا للتفكير فيه.

 سيعم الصمت الأرجاء

إن اختفى البشر من العالم، وكان بإمكاننا العودة إلى الأرض لرؤية ما حدث بعد عام واحد، فإن الصمت والهدوء في الأرجاء سيكون أول ما نلاحظه.

سيغدو العالم هادئًا، وسندرك حجم الضوضاء التي كان يصدرها البشر. وسيتوقف ضجيج المباني الضخمة، وزحمة السيارات، والحياة الصاخبة المليئة بالضوضاء جميعها.

سيتغير الطقس عند اختفاء البشر؛ إذ ستكون السماء أكثر زرقة والهواء أكثر نقاءً، وستنظف الرياح والمطر سطح الأرض، وسيختفى كل الدخان والملوثات والغبار الذي يخلفه البشر.

التغييرات داخل المنزل

عند الدخول إلى منزل بعد عام من اختفاء البشر، لن يكون هناك أي مياه في الصنابير؛ إذ إن نظام ضخ المياه يُدار بواسطة شخص في إمدادات المياه العامة وهو مسئول عن تشغيل الآلات التي تضخ المياه، فهي عملية ضخ مستمرة ومن دونه لن توجد مياه.

من ناحية أخرى، الماء الذي بقي في الأنابيب عندما اختفى البشر ما زال موجودًا عندما أتى فصل الشتاء. وتجمد الماء في الأنابيب بفعل موجات البرد والصقيع، ما أدى في النهاية إلى انفجارها.

لن يكون هناك كهرباء، فسوف تتوقف محطات الطاقة عن العمل بسبب عدم وجود عمال لمراقبتها والحفاظ على إمدادات الوقود. لذلك سيكون المنزل مظلمًا بلا أضواء، أو تلفاز، أو هواتف، أو أجهزة كمبيوتر.

سيمتلئ المنزل بالغبار؛ يوجد الغبار حولنا طوال الوقت في الحالة العادية، لكننا لا نلاحظه لأن أنظمة تكييف الهواء وأجهزة التدفئة تُقلّب الهواء حولها. وكلما انتقلنا عبر الغرف في المنزل، انتقل الغبار معنا. ولكن فور توقف كل هذا، سيظل الهواء داخل المنزل ساكنًا وسيملأ الغبار المكان.

سوف ينمو العشب في الحديقة ويستمر في النمو حتى يصبح طويلًا جدًا، وستظهر أعشاب جديدة في كل مكان.

ستظهر كثير من النباتات التي لم نرها من قبل في الحديقة. وفي كل مرة تسقط بذرة من الشجرة، قد تنمو محلها شجيرة صغيرة، ولن يكون هناك من يسحبها أو يقطعها.

سنلاحظ وجود كثير من الحشرات في كل مكان؛ إذ يميل البشر إلى القضاء على الحشرات بكل الوسائل الممكنة، فهم يرشون الهواء والأرض برذاذ الحشرات، ويضعون ناموسيات على النوافذ، وإذا لم ينجح ذلك، يتخلصون منهم بضربهم باليد أو أدوات أخرى خاصة.

دون اتخاذ كل هذه الإجراءات، ستظهر الحشرات وستكون أعدادها هائلة وكأنهم سكان الأرض الأصليين.

 التغييرات في الشارع حيث تعيش

ستتجول الحيوانات الأخرى في الأحياء وكأنها تبحث عن البشر وتتساءل عما يحدث.

ستظهر الحيوانات الصغيرة مثل الفئران، والراكون، والظربان، والثعالب، والقنادس. وقد يفاجئك هذا الأخير، لكن سابقًا كانت هذه الحيوانات موجودة في أمريكا الشمالية بكثرة.

قد تظهر الحيوانات الأكبر لاحقًا مثل الغزلان، والذئاب، والدببة. وقد لا يظهرون في العام الأول، لكن سيظهرون في النهاية.

سيعود إيقاع العالم إلى طبيعته بسبب عدم وجود إنارة كهربائية في الشوارع، أي سيكون مصدر الضوء الوحيد هو الشمس، والقمر، والنجوم. وستشعر المخلوقات الليلية بالرضا لأنها استعادت سماءها المظلمة.

ستحدث الحرائق بصورة متكررة؛ إذ قد يضرب البرق شجرة أو حقلًا ويضرم النار أو يضرب المنازل والمباني. ودون وجود الناس لإخمادها، ستستمر تلك الحرائق حتى تنطفئ من تلقاء نفسها.

 التغييرات في المدينة

بعد عام واحد من اختفاء البشر، ستبدو الطرق السريعة والجسور والمباني كما هي.

بعد عقد من الزمان، قد تظهر تشققات في الطرق وقد تنمو فيها بعض النباتات الصغيرة. ويحدث هذا لأن الأرض تتحرك باستمرار، ومع هذه الحركة يأتي الضغط الذي يسبب حدوث الشقوق. وفي النهاية، ستتصدع الطرق كثيرًا لتبدو مثل الزجاج المكسور، وحتى الأشجار ستنمو فيها.

أيضًا، ستصدأ الجسور المعدنية ببطء، إضافةً إلى العوارض والمسامير التي تثبت الجسور، لكن الجسور الخرسانية الكبيرة والطرق السريعة بين الولايات ستستمر عدة قرون.

ستتآكل السدود التي شيدها الناس على الأنهار والجداول. وستختفي النباتات التي نأكلها مثل الذرة، أو البطاطس، أو الطماطم.

ستكون حيوانات المزرعة فريسة سهلة للدببة، والذئاب، والفهود. وستصبح الحيوانات الأليفة مثل القطط وحشية وبرية، مع أنها قد تفترسها العديد من الحيوانات الكبيرة. وستختفي أيضًا معظم أنواع الكلاب.

 سيصبح العالم مثل روما القديمة

في غضون ألف عام، سيظل العالم الذي نعرفه مميزًا بطريقة غامضة وغريبة. وستبقى بعض الأشياء موجودة بناءً على المواد التي صُنعت منها، وتأثير المناخ فيها، وربما القليل من الحظ. وسيكون المبنى السكني، أو دار السينما، أو مركز تسوق منهار بمثابة آثار الحضارة المفقودة، فقد انهارت الإمبراطورية الرومانية منذ أكثر من 1500 عام، ومع ذلك يمكن رؤية بعض البقايا حتى اليوم.

إن اختفاء البشر فجأة من العالم سيكشف الطريقة التي تعاملنا بها مع الأرض. وسيُظهر لنا أيضًا أن العالم الذي نعيشه اليوم لا يستمر من دوننا ولا يمكننا البقاء إذا لم نهتم به. ومثل أي شيء آخر، فإن الحفاظ على حضارة يتطلب الاهتمام بها جيدًا وباستمرار.

اقرأ أيضًا:

هل نستطيع المساعدة في إنقاذ الأرض؟ إليك 10 أشياء يمكن فعلها شخصيًا

عمره على الأقل 4 مليارات عام، هل سيدوم كوكب الأرض إلى الأبد؟

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: أسعد الأسعد

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر