تدرس أبحاث جديدة إمكانية معالجة الأمراض النفسية بالمخدرات psychedelic drugs تحت إشراف طبي صارم، مثل اضطراب ما بعد الصدمة والآلام المزمنة والاكتئاب واضطراب الوسواس القهري.

تحدثت جينيفر ميتشل، أستاذة في طب الأعصاب والطب النفسي في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا، خلال مقابلتها مع Sciline حول آخر ما توصل إليه العلماء عن تأثيرات هذه المخدرات في علاج الاضطرابات النفسية وكيف يمكن استخدامها بأمان. وتلك كانت إجابتها حول الأسئلة المطروحة التالية:

ما هي تلك المخدرات وكيف تعمل؟

«إن كلمة Psychedelic تعني أساسًا تحويل المشاعر والأفكار وما يدور في العقل إلى أشياء مادية حقيقية، هذا ما يشير إلى أن الدواء يساعد الشخص في الكشف عن موضوع قد يكون مخفيًا بعمق في العقل الباطني.

يختلف هذا المصطلح جزئيًا عن المُهلوسات hallucinogens، وهي كلمة تُستخدم أحيانًا بصورة متبادلة مع كلمة المخدرات psychedelic drugs، وهذا خطأ.
يعد المُهلوِس مادة تجعلك ترى أو تسمع أو تشم أشياء غير موجودة في الواقع، لذا يمكن فهم السبب وراء التداخل الكبير بالمعنى بين مصطلحي المُهلوسات والمخدرات».

ما هي أنواع المخدرات التي تُدرَس للاستخدام العلاجي؟

«إن أهم دواءين دُرسا حتى الآن هما الإكستاسي MDMA، والسيلوسيبين Psilocybin. إذ يُقيَّم MDMA بالأساس لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة، أما السيلوسيبين فلعلاج الاكتئاب المقاوم للعلاج واضطراب الاكتئاب الرئيسي. ويعد MDMA العقار الأكثر دراسة حتى الآن، مع وجود بيانات بحثية حوله من المرحلة الثالثة (مرحلة متأخرة من البحث)، إضافة إلى إمكانية تقديم دواء جديد منه إلى هيئة الأغذية والأدوية لاحقًا هذا العام (2023).

يُقيَّم الآن أيضًا عقار الهلوسة LSD ودواعي استخداماته المختلفة وأهمها اضطراب الوسواس القهري.

إضافة إلى ذلك، يتم الآن اختبار بعض الأنواع الأقوى تأثيرًا على مجموعات تحكم صحية بصورة أساسية، بما يشمل أدوية مثل مسكالين Mescaline وأياهواسكا «Ayahuasca.

ما الذي اكتشفه العلماء حول تأثيرات هذه المخدرات في الأمراض مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو الألم المزمن؟

«يبدو أن هذه المخدرات فعالة في العلاج. أعتقد أن أحد أسباب ذلك هو وصفها بالتزامن مع أحد أشكال العلاج النفسي. لذا، عند النظر إلى نتائج الدراسات الأخيرة حول هذه المخدرات، من المهم معرفة أنها لا تُستخدم بصورة فردية من قبل المرضى، على عكس بعض الأدوية الأخرى التي تؤخذ للمنزل وتُتناول بضعة مرات في اليوم كمضادات الاكتئاب مثلًا. تعطى هذه المخدرات وفق طرق محددة جدًا».

ما الذي يتضمنه العلاج باستخدام المخدرات؟

«يشارك المتطوعون عادةً قبل تناولهم أي من المخدرات في جلسة تحضيرية كي يفهموا قليلًا حول ما سيحصل خلال التجربة الرئيسية.

يذهب بعدها المشاركون إلى غرفة مريحة ويقضون يومهم فيها. تعطى المخدرات عادةً في الصباح، إذ يُراقَب السيلوسيبين مدة ست ساعات بعد أخذ الجرعة أما الإكستاسي فيُراقَب مدة ثماني ساعات. ويِحاط المرضى بمجموعة من الأخصائيين مثل المعالجين ووسطاء المخدرات والأطباء النفسيين ومنسّقي البحوث السريرية».

ماهي المخاطر المحتملة من استخدام المخدرات لأهداف علاجية؟

«يكمن القلق الأكبر حول هذه التجارب في المخاطر القلبية الوعائية، لذلك فإن جل الاهتمام حاليًا يصب في تقييم هذه المخاطر خلال التجارب الأخيرة، مثل دراسة خطر الذبحة القلبية خلال التجربة وبعدها، ومتابعة معدل القلب والضغط الدموي للمشاركين.

إضافة إلى ذلك، يتخوف الباحثون من الانتحار، لأن التجربة تتضمن المرضى المقاومين للعلاج، ولأنهم قد يكونون غير مستقرين عقليًا، إما بسبب المخدرات أو بسبب إنقاصهم لأدويتهم الأخرى من أجل انضمامهم إلى هذه التجربة، وبهذا يجازف الباحثون بزيادة خطر الانتحار.

وأخيرًا، كانت منظمة الغذاء والدواء قلقة من إمكانية إدمان المشاركين على هذه المخدرات، لذلك يتابع الباحثون المرضى بعد مشاركتهم للتأكد من عدم سعيهم للمخدرات أو أخذها خارج سياق التجربة».

هل من الآمن استخدام المخدرات خارج سياق التجربة؟

«سمع الجميع قصصًا حول بعض الأشخاص الذين تناولوا المخدرات خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي التي تضمنت تجارب سيئة جدًا، لكن ما نعلمه الآن أن البيئة التي تؤخذ بها المخدرات هي العامل الأكثر أهمية، وليس من المسموح أن يحاول الشخص تناول هذه المواد أو اتباع هذه البروتوكولات لوحده دون رقابة».

اقرأ أيضًا:

من يتعاطى المخدرات؟ ولماذا؟

ما الفرق بين إدمان المخدرات والاعتماد على المخدرات؟

ترجمة: غنى عباس

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: نغم رابي

المصدر