هل يجب إبقاء جهاز اللابتوب موصولًا بالكهرباء دائمًا إن لم تكن تستعمله حينها؟ ما الأفضل للبطارية؟ إنه سؤال صعب، وتوجد توصيات كثيرة ومتناقضة حول ذلك. من المهم أن نفهم كيفية عمل بطاريات الليثيوم أيون (Li-ion) وبطاريات الليثيوم بوليمر (Lipo) في أجهزة اللابتوب الحديثة، إذ تنتشر خرافات كثيرة حول هذه البطاريات.

عندما تترك جهاز اللابتوب موصولًا بالكهرباء، فهذا لا يعني أن البطارية ستشحن أكثر من طاقتها الاستيعابية، إذ لا يوجد أي طريقة لزيادة نسبة شحن هذه البطاريات عندما تصل إلى 100%.

عندما يمتلئ شحن البطارية، فإن الشاحن سيتوقف عن العمل، وستأخذ أجهزة اللابتوب الطاقة من الكابل الكهربائي مباشرةً حتى تفرغ البطارية قليلًا، فيعود الشاحن إلى العمل ويعيد ملء البطارية. فلا يوجد أي خطر على بطاريات أجهزة اللابتوب بشحنها أكثر من سعتها.

توجد أسباب عدة لاستنزاف بطاريات أجهزة اللابتوب مع مرور الوقت

من المؤكد أن بطارية جهازك ستُستنزف مع مرور الزمن، فكلما زاد عدد دورات شحن البطارية زاد استنزافها، والجدير بالذكر أن أعمار هذه البطاريات تختلف مع اختلاف أنواعها، ولكن غالبًا ما يمكنك التوقع أن تُستنزف بطاريات أجهزة اللابتوب بعد 500 دورة شحن تقريبًا.

هذا لا يعني أنه عليك تجنب استعمال أجهزة اللابتوب حتى تنفذ بطارياتها، فتخزين البطارية بمستوى شحن عالي ضار بها، ولكن بالمقابل إفراغ بطاريات أجهزة اللابتوب كليًا (حتى تصل إلى 0%) في كل مرة تستخدمها سيئ أيضًا، ولا توجد طريقة لإبقاء شحن بطارية جهاز اللابتوب عند 50%، كانت لتكون هذه فكرة ممتازة. وارتفاع درجة حرارة البطارية سيزيد من استنزافها بسرعة.

بعبارات أخرى، إذا أردت ترك بطاريات أجهزة اللابتوب في خزانة ما، فمن الأفضل أن تكون عند شحن 50% مع التأكد من أن تكون حرارة هذه الخزانة منخفضة إلى حد معقول.

إن كانت البطارية للإزالة للفك فينصح بذلك لتجنب الحرارة

من الواضح أن الحرارة مضرة ببطاريات أجهزة اللابتوب، لذلك إذا كانت بطاريات أجهزة اللابتوب خارجية (أي قابلة للإزالة)، فسيكون من الأفضل إخراج البطارية عندما تقرر العمل بالاعتماد على الشاحن مدة طويلة، سيضمن ذلك أن البطارية لن تتعرض إلى كل تلك الحرارة غير الضرورية.

يعد ذلك من أهم الأمور في أجهزة اللابتوب التي ترتفع حرارتها بشدة مثل أجهزة اللابتوب المخصصة للألعاب التي تشغل ألعابًا كثيرة المتطلبات، أما إذا كان جهاز اللابتوب بتبريد جيد، فلن ترى فائدة كبيرة مما سبق.

مع تطور التكنولوجيا بالتأكيد لم تعد تملك أجهزة لابتوب كثيرة بطاريات خارجية، لذا فإن هذا الحل لا يمكن تطبيقه في هذه الحالات.

هل يجب أن اترك البطارية موصولةً بالشاحن أم لا؟

ما زال جواب هذا السؤال ليس واضحًا، وغير معلوم ما هو الأسوأ، أن تترك البطارية تمتلئ حتى 100% من طاقتها الاستيعابية أو استعمالها وإعادة شحنها بنحو متكرر، ذلك مضر في الحالتين للبطارية وسوف يقلل من عمرها. ومهما فعلت، فإن بطاريات أجهزة اللابتوب ستُستنزف وتتآكل مع الزمن وتنقص سعتها أيضًا. هذا هو عمل البطاريات عمومًا، لذلك فإن السؤال الحقيقي يكون: ما الذي يجعل البطارية تفقد سعتها وتموت أبطأ؟

يحاول مصنعو أجهزة اللابتوب معرفة الجواب اليقين لهذا السؤال، قدمت شركة آبل نصيحة بعدم ترك أجهزة اللابتوب من الطراز MacBooks موصولة بالشاحن، لكن فيما بعد اختفت هذه النصيحة من صفحة النصائح المخصصة للبطارية. يقول بعض مصنعي أجهزة اللابتوب أن ترك الجهاز موصولًا بالشاحن طوال الوقت لا يضر بالبطارية، بينما يعارض بقية مصنعي أجهزة اللابتوب هذا الكلام دون أي سبب واضح.

كانت شركة آبل تنصح بملئ شحن البطارية وتفريغها مرة كل شهر، ولكنها لم تعد تنصح بذلك، لذلك إذا كنت تريد ترك جهاز اللابتوب الخاص بك موصولًا بالشاحن طوال الوقت فربما من الأفضل والأكثر أمانًا أن تضعه في دورة شحن واحدة كل شهر.

وقد كانت شركة آبل تنصح بذلك للحفاظ على تدفق السوائل في البطارية إن صح التعبير، ولكن هل يساعد ذلك على إطالة عمر البطارية فعلًا؟ هذا يعتمد على أنواع أجهزة اللابتوب وبطارياتها التقنية ولا يوجد جواب مناسب للجميع.

الشحن والتفريغ من حين لآخر قد يساعد في معايرة البطارية

يساعد وضع بطاريات أجهزة لابتوب في دورة شحن كاملة على معايرة البطارية في كثير من أجهزة اللابتوب، ما سيعطيك تقديرًا دقيقًا لنسبة الشحن الموجودة داخل البطارية ومقدار استهلاكه.

بعبارة أخرى، إذا لم تُعاير البطارية جيدًا، فقد يعتقد نظام الجهاز أن نسبة شحن البطارية هي 20% بينما في الحقيقة نسبة الشحن هي 0% وسينطفئ الجهاز فجأة دون أن يعطيك النظام أي تحذيرات.

السماح بالإفراغ الكامل تقريبًا لبطارية جهاز اللابتوب يسمح للدارة بمعرفة مقدار الطاقة المتبقية. في الحقيقة، هذا ليس ضروريًا في جميع أجهزة اللابتوب، وتقول شركة آبل صراحةً إن ذلك لم يعد ضروريًا مع أجهزة اللابتوب الحديثة ذات الطراز MacBooks التي تأتي مع بطاريات مدمجة.

إن عملية المعايرة هذه لا تحسّن عمر البطارية ولا تجعلها تحتفظ بالطاقة مدة أطول، هي فقط تضمن لمستعملي أجهزة اللابتوب تقديرًا دقيقًا لنسبة الشحن الموجودة داخل البطارية. وهي سبب آخر لعدم ترك بطاريات أجهزة اللابتوب بالشاحن طوال الوقت، فعندما تنزع الشاحن قد يعرض لك الجهاز نسبة شحن غير دقيقة، وهذا ما يؤدي إلى موت البطارية قبل أن تتوقع ذلك.

إن بطاريات أجهزة اللابتوب لا تدوم إلى الأبد بكل تأكيد، وستقل سعتها وطاقتها الاستيعابية تدريجيًا مع مرور الوقت.

كل ما تستطيع فعله هو أن تأمل أن تستمر بطارية جهاز اللابتوب الخاص بك حتى يكون باستطاعتك تبديل جهازك القديم بآخر جديد. وبكل تأكيد، حتى لو انخفضت سعة بطارية أجهزة اللابتوب، فإننا ما زلنا قادرين على استعمالها عن طريق وصلها بمنفذ الطاقة الكهربائية.

اقرأ أيضًا:

لهذه الاسباب تجنب وضع اللابتوب على المنطقة الحساسة

كيف صارت أجهزة اللابتوب (الحواسيب المحمولة) أنحف وأخف وزنًا؟

ترجمة: يزن دريوس

تدقيق: محمد الشعراني

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر