أظهرت دراسة تحليلية حديثة في علم البروتينات الوراثية، مصممة للكشف عن الترابط بين الإجهاد والروحانية والصحة، علاقةً دامغة بين المعتقدات الدينية وطفرات التعبير عن البروتينات الخاصة بالأمراض القلبية الوعائية لدى الآسيويين الجنوبيين القاطنين في الولايات المتحدة.

يعرض البحث مجموعة من التقارير العلمية، التي نشرها محققون من مستشفى ماساتشوستس العام، ومركز بيث إسرائيل ديكونيز الطبي، وجامعة كاليفورنيا- سان فرانسيسكو، التي تظهر التأثير الملحوظ للصراع الروحاني تحديدًا، في البروتينات المؤثرة في زيادة خطر تطور الأمراض القلبية الوعائية لدى الأمريكيين من أصول جنوب آسيوية، بوصفهم مجتمعًا لديه معدلات عالية من الأمراض القلبية الوعائية.

تمثل هذه الدراسة تحليل البروتينات الوراثي الأول الذي يتقصى تطور الأمراض القلبية الوعائية على المستوى البروتيني لدى الآسيويين الجنوبيين في الولايات المتحدة، وهي الدراسة التحليلية المنشورة الأولى التي تتناول علاقة التدين والروحانية لدى مجتمع ما بتغيرات على مستوى البروتينات.

تقول البروفسورة رئيسة فريق البحث، الأستاذة في كلية الطب بجامعة هارفرد ألكساندرا شيلدز: «نحتاج إلى فهم أعمق للمسارات البيولوجية التي تخلق الفروق الصحية بين المرضى، قبل أن نطور تقنيات جديدة للتدخل».

هل يزيد التدين خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية - العلاقة بين المعتقدات الدينية و الأمراض القلبية الوعائية - شدة الإيمان وأمراض القلب

تظهر الدراسة الأثر البيولوجي للعوامل النفسية والدينية والصراعات الروحانية في تطوير أمراض قلبية وعائية لدى المجتمعات عالية التأهب، وتشرح الأثر الإيجابي والوقائي للروحانية في مواجهة المرض.

تشكل هذه الدراسة ومثيلاتها نقطة دعم جديدة للأقليات المذكورة سابقًا، نظرًا إلى ترافق معاناة هذه الأقليات بمستوى أكبر من الأمراض القلبية الوعائية مع ازدياد مستوى التدين والإيمان بالمعتقدات الروحانية لديهم، إذ إنها تحفز استخدام العلاج النفسي الروحاني المركز مع المرضى الذين يعانون الضيق الروحاني، ما يقلل خطر إصابة هؤلاء الأفراد بمرض قلبي وعائي.

شملت الدراسة 50 مشاركًا ممن تطورت لديهم أعراض مرض قلبي وعائي، و50 مشاركًا سليمًا من الأمراض القلبية الوعائية المتوسطة بتصلب الشرايين من دراسة أخرى، ضمن مجموعة الضبط المُطابِقة لمجموعة الحالة من ناحية العمر والجنس.

أشارت النتائج إلى وجود نمط خاص وفريد من التعبير البروتيني المرتبط بحدوث الأمراض القلبية الوعائية لدى الآسيويين الجنوبيين في الولايات المتحدة، الذي يتأثر بالصراع الديني عند الفرد في هذه الجماعة، مثلًا، الصراع الديني الذي يعتقد خلاله الفرد أنه يعاقب على فعل ما، أو أن الله تخلى عنه، أو أنه يمرّ بعقبة إيمانية.

تضمنت دراسة ثانية 1،164 فردًا من جنوب آسيا يسكنون سان فرانسيسكو وشيكاغو. توبع الأفراد ضمن الدراسة مدة 8 سنوات تقريبًا بهدف التحقق من العوامل التي تؤدي إلى الأمراض القلبية لدى هذه المجموعات العرقية الأكثر عرضةً للخطر. يُعد الأفراد ضمن هذه الدراسة جزءًا من المجموعة الرئيسية المشاركة في الدراسة الأولى، التي أُجري هذا البحث ضمنها.

يقول المؤلف الرئيس، أستاذ الطب المساعد في مشفى ماستشوستس العام البروفسور إتش. لونغ: «يُعد فهمنا لمسارات حدوث هذه الآلية على المستوى الجزيئي باستخدام تكنولوجيا تحليل البروتينات الوراثية خطوةً مهمة على طريق تحسين التدخلات المحتملة على المرضى، ومن ثم إنقاص نسبة حدوث الأمراض القلبية الوعائية لدى هذه الجماعة».

يضيف المؤلف المشارك البروفيسور تويا ليبرمان: «تُعد العلامات الحيوية للبروتينات المرتبطة بالدم المستخدمة في هذه الدراسة مؤثرة خصوصًا في تقييم خطر حدوث الأمراض القلبية الوعائية، لأنها أكثر الجزيئات المستخدمة في عمليات التشخيص شيوعًا، وتحمل معلومات سريرية عن الخطر».

اقرأ أيضًا:

كيف يؤثر حمل الأشياء الثقيلة على الصحة القلبية الوعائية ؟

ما هي النوبة القلبية ؟ اعراضها ، اسبابها و علاجها

ترجمة: ميس إبراهيم الإبراهيم

تدقيق: عون حداد

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر