تقترح دراسة جديدة أن التمارين الرياضية المكثفة لها فوائد على الصحة القلبية الوعائية، ولكن قد يكون لحمل الأشياء الثقيلة المتكرر تأثير سلبي. عزز خبراء الصحة باستمرار فوائد النشاط البدني، وخاصة من أجل الأمراض القلبية الوعائية والتي تُعد السبب الرئيسي للوفيات المبكرة في جميع أنحاء العالم. بدأت دراسة جديدة لارتفاع الضغط الدموي بالنظر في تأثير أنواع مختلفة من التمارين على صحة الشخص القلبية الوعائية.

وجد العلماء أن هناك بعض النشاطات البدنية التي قد تكون في الواقع مضرة بصحة الشخص.

هناك أربعة أنواع مختلفة للنشاطات البدنية:

تولى البحث جين-فيليب إمبانا من جامعة Insem/Universite de Paris في فرنسا، بالتعاون مع زملاء من أستراليا.

حلل المؤلفون بيانات من دراسة مسبقة في باريس لمدة 10 سنوات، والتي تتبّع صحة 10000 شخص أعمارهم بين 50 إلى 75 سنة.

كجزء من تلك الدراسة؛ ملأ المشتركون استبيانات حول النشاط البدني في أربعة أنواع مختلفة:

  •  النشاطات الرياضية المكثفة.
  •  مجهود من المهام المتعلقة بالوظيفة، كحمل وتحريك الأشياء الثقيلة.
  •  تمارين منخفضة التأثير من الأنشطة الترفيهية، مثل المشي مع الأصدقاء أو التنزه أو إلخ…..
  •  النشاط البدني الإجمالي.

يقول إمبانا: «كانت فكرتنا هي النظر فيما إذا كانت جميع الأنشطة البدنية مفيدة أم أن بعضها ضار تحت بعض الظروف.

أردنا على وجه الخصوص كشف عواقب النشاطات البدنية في العمل، وخاصة النشاط البدني الشاق الروتيني كحمل الأشياء الثقيلة، والذي يمكن أن يكون له تأثير سلبي».

لتتبع الصحة القلبية الوعائية للمشاركين، فحص الباحثون الشرايين باستخدام الأمواج فوق الصوتية للشرايين السباتية في أعناقهم.

وعلى وجه التحديد، قاسوا حساسية آلية منعكس الضغط؛ فالمستقبلات الميكانيكية لمنعكس الضغط في الشريان السباتي والأبهري تتحكم باستجابة الجسم السريعة للتكيف مع تغيرات الضغط الدموي.

 كيف يؤثر حمل الأشياء الثقيلة على الصحة القلبية الوعائية التمارين الرياضية المكثفة السبب الرئيسي للوفيات المبكرة في جميع أنحاء العالم

يزيد ضعف جهاز منعكس الضغط من احتمال النتائج الخطيرة، بما فيها استرخاء العضلة القلبية.

أُجري قياس جانبين لجهاز منعكس الضغط:

  •  منعكس الضغط الميكانيكي، والذي ينعكس على تصلب الشرايين. غالبًا ما تكون المشكلة في هذا الجانب جزءًا من المشاكل القلبية الوعائية المرتبطة بالعمر.
  •  منعكس الضغط العصبي، أو النبضات العصبية التي ترسلها المستقبلات الميكانيكية على جدار الشريان. والتي غالبًا ما تؤدي حالات القصور فيه إلى مشاكل في ضربات القلب واسترخاء العضلة القلبية.

الأشياء الأكثر أهمية

أولًا، يقوي النشاط البدني القائم على الرياضة منعكس الضغط العصبي، بالتالي يقلل من احتمال الإصابة بالمشاكل القلبية؛ كما اقترح خبراء الصحة منذ زمن طويل.

من ناحية أخرى، وجدوا أن الجهد الشاق في العمل له تأثير سلبي على كل من منعكس الضغط الميكانيكي ومنعكس الضغط العصبي، ما ينتج عنه خطر أكبر لمشاكل ضربات القلب.

لم يجد المؤلفون أي صلة بين النشاط الترفيهي أو النشاط الإجمالي ومنعكس الضغط العصبي أو الميكانيكي.

يقول إمبانا: «تمثل النتائج التي توصلنا إليها سبيلًا قيّمًا في البحث لتحسين فهمنا للارتباط بين النشاط البدني والأمراض القلبية الوعائية، فهي لا تشير إلى أن الحركة في العمل ضارة بالصحة؛ بدلاً من ذلك، تشير إلى أن النشاط الشاق والمزمن في العمل (مثل حمل الأشياء الثقيلة) قد يكون ضارًا.

يحاول الباحثون في المستقبل أن يحددوا ما إذا كانت هذه النتائج ثابتة لدى مجموعات أخرى من الأشخاص.

اختتم إمبانا قائلًا: «لهذه الدراسة تأثير كبير على الصحة العامة من أجل النشاط البدني في العمل. نريد الآن أن نوسع تحليلنا لاكتشاف النشاط البدني والحالة الصحية للأشخاص في مكان العمل».

اقرأ أيضًا:

ما هو الإدمان على العمل:

هل يؤثر تصفحك للانترنت أثناء دوام العمل على إنتاجك؟

ترجمة: أحمد رجب

تدقيق: فارس سلطة

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر