يرتفع معدّل حدوث إحدى حالات العيب الخلقي في الولايات المتحدة ويبيّن أحد التّقارير أن الأفيون هو السّبب في ذلك.

يبيّن التقرير الّذي نُشر في 17 كانون الثاني/فيراير أنّه تمّ البحث في عن حالات (انشقاق البطن الخلقي- gastroschisis) وهو عيب خلقي إذ يولد الطفل وأمعاؤه خارج الجسم نتيجة وجود ثقبٍ في جدار البطن. يجب إجراء الجراحة لإعادة الأمعاء إلى مكانها وإصلاح الفتحة، ولكن يمكن أن يعاني الأطفال من مشاكل في الهضم، وتناول الطعام وامتصاصه حتّى بعد العلاج، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

عادةً لا نتمكّن من معرفة سبب هذه الحالة، ولكن تعدّ الأمّهات تحت عمر العشرين أكثر عرضةً لخطر العيوب الخلقية. حلّل التقرير الجديد المعلومات حول حالات انشقاق البطن الخلقي في 20 ولايةً في الولايات المتحدة ووجد ارتفاع معدّل هذا العيب الولادي 10% منذ 2006-2010 حتى 2011-2015. كما وجد أنّ معدّل المولودين المصابين بهذا العيب الخلقي قد ارتفع من 4.2 حالة من أصل 10000 مولودٍ حيّ بين عامي 2006 و 2010 إلى 4.5 حالةٍ من أصل 10000 مولودٍ حيّ بين عامي 2011 2015، كما لوحظ هذا الارتفاع بشكلٍ كبيرٍ عند النساء العشرينيات والثلاثينيات.

ويشبه هذا التقرير دراسةً سابقةً لاحظت ارتفاع معدّل حالات انشقاق البطن الخلقي ( أحد العيوب الخلقية ) بين عامي 1995 و 2012. لا يزال سبب هذا الارتفاع غير معروفٍ لكن يشير التقرير الجديد إلى ارتباطه بتفشي تعاطي الأفيون. فقد وجد الباحثون أنّ انتشار انشقاق البطن الخلقي كان 1.6 مرّة أكبر في البلدان التي تكثر فيها وصفات الأفيون الطبية مقارنةُ بالبلدان ذات المعدّل المنخفض من تعاطي وصفات الأفيون الطبية.

ولكن، كما قال الباحثون أنّ الدراسة قد أوجدت ترابطًا لكنّها لم تثبت أنّ استخدام الأفيون يسبّب هذا العيب الخلقي. اختبرت تلك الدراسة العلاقة بين استخدام الأفيون ومعدّل الإصابة بانشقاق البطن الخلقي لكن لم توضّح فيما إذا كانت النساء اللواتي حملن أطفالًا مصابين به قد تعاطين للأفيون.

الطفرات الجينية، أسبابها وآليات حدوثها

وتقول الدكتورة سايما أفتاب المشاركة في الدراسة ومديرة مركز العناية بالأجنّة في مستشفى نيكلاوس للأطفال في ميامي أنّ ارتفاع عدد حالات انشقاق البطن الخلقي مثيرٌ للاهتمام، وأخبرت أفتاب مجلّة Live Science أن ارتفاع معدّل حدوث هذا العيب الخلقي ليس فقط عند الأمهات تحت عمر الـ20 -اللواتي يُعتبرن عرضةً أكثر للخطر- وإنّما عند المجموعات العمريّة الأكبر أيضًا ما يعدّ مثيرًا للقلق. وهذا يشير إلى وجود تغيّرٍ ما في أنماط انشقاق البطن الخلقي الاعتياديّة.

قد لاحظت أفتاب وفريق عملها ارتفاع معدّل حدوث هذا العيب في جدول الولادات في المستشفى الذي يعملون بها، حتّى في الأشهر السّتّة الأخيرة. انشقاق البطن الخلقي هي حالةٌ خطيرةٌ يمكن أن تسبب تورّم وانفتال وأذيّة في أمعاء الطفل قبل الولادة كما تقول أفتاب، حتّى يمكن أن تستغرق الأمعاء أسابيع بعد الجراحة حتى تبدأ بالعمل، ويمكن أن يبقى الأطفال لشهورٍ في وحدة العناية المشدّدة المخصّصة للخدّج كما وضّحت.

وتقول أيضًا أنّ ارتباط هذا العيب الخلقي بالأفيون يعدّ إشارةً مهمّةً على الرغم من أنها أكّدت أنّ التقرير لم يتمكن من إيجاد سبب هذا الارتباط. ولكن تقول: «إلّا أنه يدلّنا إلى الاتّجاه الصحيح من البحث وكيفيّة الإجابة على تلك التّساؤلات». فمثلًا يمكن لدراسات العلوم الأساسيّة عند الحيوان أن تبحث فيما إذا كان الأفيون يخرّب الأوعية الدمويّة أو نسيج الأمعاء للأجنّة عند تناوله أثناء الحمل، كما يمكن أن يلاحظ الباحثون ما إذا كان ثمة رابطٌ بين جمهرات النساء اللاّتي تستخدمن الأفيون أثناء الحمل.

تغذية وحمية الحامل: ما يجب أن تأكل وألا تأكل

كُتب في ختام التقرير: «يمكن أن يزوّد الفهم الجيّد لكلّ الآثار الّتي يمكن أن يسبّبها الأفيون أثناء الحمل المسؤولين عن الرعاية الصحية والنساء بمعلوماتٍ معتمدةٍ على الدليل عن الأخطار المحتملة على صحة الجنين».

ترجمة: رهف السيد    تدقيق: بدر الفراك

المصدر